الجيش الإسرائيلي: إطلاق 200 أسير فلسطيني تجاوبا مع أبو مازن يحرج «حماس»

يقول إنه يساعد على الإفراج عن شليط

TT

أعربت أوساط عسكرية وأمنية في اسرائيل عن تأييدها لقرار اطلاق سراح 200 أسير فلسطيني تجاوبا مع طلب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وقالت إن هذه الخطوة تتسبب في احراج قيادة حماس، التي تماطل في المفاوضات حول صفقة الجندي الاسير جلعاد شليط، وقد يساعد ذلك في التقدم على طريق انجاز هذه الصفقة.

وحرص رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، على ابراز موقف الجيش خلال اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة أمس، وقال ان هذه الخطوة محسوبة جيدا وهدفها دعم المصالح الإسرائيلية. وأضاف: «نحن والرئيس أبو مازن شركاء في المسيرة السياسية الهادفة الى وضع حد للحروب وللعداء والتقدم نحو السلام. وكل ما يدعم الرئيس أبو مازن يخدم هذه المسيرة، لما فيه مصلحة الشعبين، ويعزل قوى العنف والارهاب». وقال ناطق عسكري ان رد فعل حماس السلبي ازاء قرار اطلاق سراح 200 أسير فلسطيني، يؤكد صحة القرار، حيث ان حماس تثبت للجمهور الفلسطيني انها تضع مصلحة قادتها فوق مصلحة الأسرى. وهذا بحد ذاته، اضافة الى عناصر أخرى في السياسة الإسرائيلية (يقصد استمرار إغلاق المعابر مع قطاع غزة)، تحرج حماس وتبين للجمهور انها قيادة فاشلة وتدفعها بالتالي الى تغيير سياستها باتجاه الاسراع في اطلاق شليط.

وكانت اللجنة الوزارية قد اجتمعت، أمس، برئاسة أولمرت وعضوية نوابه: تسيبي لفني (وزيرة الخارجية) وحايم رامون (نائبه الثاني) وشاؤول موفاز (وزير النقل والشؤون الاستراتيجية) ورافي ايتان (وزير المتقاعدين) ووزير الأمن الداخلي، آفي ديختر. واعترض موفاز على القرار، قائلا «ليس صحيحا أن نطلق سراح أسرى فلسطينيين من دون مقابل لمساعدة رئيس ضعيف مثل أبو مازن. فهذه الخطوة لن تحقق أي هدف ايجابي، مثل عمليات سابقة لإطلاق سراح أسرى. فغالبية الأسرى الذين أطلق سراحهم بمثل هذه العمليات في الماضي، عادوا الى ممارسة الارهاب وألحقوا الأضرار بنا. والفلسطينيون يفسرون هذه الخطوات كعلامات ضعف اسرائيلية».

واعترض ديختر على اطلاق سراح ثلاثة من الأسرى المقترحين، وهم: سعيد العتبة ومحمد أبو علي يطة وأكرم منصور، كون «أيديهم ملطخة بالدماء». وقال انه لا يعارض مبدئيا اطلاق سراح أسرى كبار تجاوبا مع رغبة أبو مازن، ولكنه يعارض اطلاق هؤلاء الثلاثة فقط. وبالامكان البحث عن ثلاثة آخرين مكانهم. ورد أولمرت انه لا يريد ان يتولد الانطباع بأن اسرائيل لا تطلق سراح أسرى كبار إلا بالقوة وفقط للعناصر الراديكالية والارهابية. وقال ان هذا القرار يعبر عن قوة اسرائيل وليس عن ضعفها. ومع ذلك وافق أولمرت على رفض اطلاق سراح أكرم منصور، كونه من قطاع غزة. وتقرر اطلاق سراح يطة وعتبة، و198 أسيرا، بينهم نساء وأطفال ومرضى. يذكر ان الأسير العتبة، 57 عاما، هو أقدم أسير في العالم، حيث انه تجاوز 31 عاما في السجون الإسرائيلية. وهو من قادة حزب «فدا»، الذي انشق في سنة 1990 عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وكان قد اعتقل سنة 1977 وحوكم وأدين بتهمة قيادة وتوجيه خلايا مسلحة تابعة للجبهة، نفذت ثلاث عمليات في تل أبيب وبيتح تكفا، أسفرت عن قتل امرأة وجرح عشرات المدنيين. وكما يقول شقيقه نضال العتبة من نابلس، فإنه كان من أبرز مؤيدي عملية السلام في الحركة الأسيرة. وطلبت الرئاسة الفلسطينية اطلاق سراحه منذ بداية المفاوضات، لكن اسرائيل رفضت، ولم تكتف بأسره، بل حرمته من زيارات الأهل سنين طويلة، ومنذ الانتفاضة في سنة 2000 سمحت بزيارته مرة في كل سنتين لمدة 45 دقيقة لا أكثر. وأما الأسير يطة، فقد اعتقل سنة 1979 بتهمة قتل جندي اسرائيلي في الخليل وقتل عميل سنة 1980.