القاهرة تطرح على الفصائل الفلسطينية «مبادرة عربية» لنزع فتيل الصراع نهائيا

مصر تحضر للقاءات ثنائية مع مختلف الأطراف قبل الدعوة للحوار الشامل

رجال شرطة فلسطينيون خلال تدريبات عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة أمس (أ.ب)
TT

قالت مصادر فلسطينية مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن القاهرة بعثت برسائل إلى الفصائل تعرض عليها مبادرة تهدف «لبلورة موقف واحد مشترك» يمهد للحوار، وحمل طرفي النزاع في الساحة الفلسطينية على القبول «بمبادرة عربية» تنزع فتيل الصراع نهائيا. وقالت المصادر إن القاهرة وضعت المبادرة بعد التشاور مع أطراف عربية لم تسمها، ويتم العمل على تحضير عقد لقاءات ثنائية مع الفصائل في الأيام القليلة المقبلة.

وقال مصدر مصري مطلع إن الحوارات الثنائية ستبدأ الأسبوع المقبل. وأضاف المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن مصر ستدعو عقب انتهاء اللقاءات الثنائية مع جميع الفصائل لحوار شامل بالقاهرة بعد أن تكون الرؤى قد تبلورت بشكل واضح».

وأشار إلى «أن مصر كانت قد وجهت رسائل لجميع التنظيمات والفصائل الفلسطينية تتضمن عددا من الأسئلة والاستيضاحات، وبناء على رد التنظيمات ستبلور مصر رؤيتها للحل وستناقشه مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية خلال الحوار بالقاهرة للخروج بتوافق وطني فلسطيني عليها».

وقال السفير الفلسطيني لدى مصر، نبيل عمرو، إن القاهرة أبلغته رسميا أن الحوار الوطني الفلسطيني سيبدأ الأسبوع المقبل، مؤكدا أن «مصر لن تقبل بحوار تكتيكي بل تريد أن تحقق نجاحا مضمونا على أراضيها»، وأضاف عمرو «إن المصريين اجروا اتصالات مع كل الأطراف الفلسطينية وبدأوا يتلقون الإجابات على الدعوات التي وجهت للحوار، لكن مصادر دمشق قالت إن الدعوات لم توجه بعد، وما وصل هو فقط رسائل تتضمن بنود المبادرة» بانتظار «ردود مكتوبة» حول رأي كل فصيل إزاءها. واقترحت بعض الفصائل ان تبدأ الدعوات بحركتي فتح وحماس لأن لديهما المشكلة، وهما الآن تدرسان تفاصيل المبادرة المؤلفة من أربعة عشر بندا، ويتوقع أن يزور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل القاهرة قريبا. في هذا السياق عقدت أمانة السر للجنة المتابعة العليا المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني التي تمثل القيادة اليومية لفصائل التحالف الفلسطيني (ثمانية فصائل)، اجتماعا صباح أمس في دمشق. وأكدت الفصائل رفضها إعطاء اي ضمانات لأي طرف عربي في ما يتعلق بمسألة الحوار الفلسطيني، وقال أمين سر اللجنة الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع ناقش التطورات الفلسطينية وخاصة موضوع الحوار الداخلي الفلسطيني، وتم استعراض الاتصالات التي تقوم بها مصر مع الفصائل وردود الفصائل على الأسئلة التي قدمتها تمهيدا للحوار. وأكد عبد المجيد ان الفصائل «ترفض إعطاء اي ضمانات لأي طرف عربي سواء مصر أو غير مصر في ما يتعلق بمسألة الحوار الفلسطيني».

ونقل عبد المجيد عن المجتمعين تأكيدهم الحرص على متابعة العمل من أجل إنهاء حالة الانقسام ونبذ الخلافات وضرورة الإسراع بعقد الحوار الفلسطيني في ضوء الجهود المصرية والعربية وخاصة دور سورية بصفتها رئيسة القمة العربية وجهود قطر واليمن ومؤخرا مبادرة الأردن في لقاءاته مع حماس واستعداده لبذل الجهود من أجل المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وناقش المجتمعون مقترحات أطراف فلسطينية وعربية حول معالجة الانقسام وأكدوا ضرورة التمسك بالمبادئ التي أقرت في إعلان القاهرة 2005، ووثيقة الوفاق الوطني كقاعدة لهذا الحوار. وبحث المجتمعون في نتائج المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ومقترحات رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت التي زعم تسليمها لأبو مازن وتتعلق برؤية إسرائيل للاتفاق على إعلان مبادئ يستثني القدس ومحيطها، ومنطقة الأغوار إضافة إلى المناطق التي التهمها الجدار.

ومن المقرر أن يعقد خلال الأسبوع القادم اجتماع موسع يحضره الأمناء العامون لفصائل التحالف الفلسطيني وفعاليات فلسطينية لمناقشة «خطة مواجهة» للبحث في مخاطر توقيع اتفاق مع إسرائيل.