خلافة مشرف تشتعل بعد ساعة من استقالته.. وشريف وزرداري وكياني بين المرشحين

بلاوال بوتو يريد الرئيس المقبل من حزب الشعب.. والرابطة الإسلامية والجيش لهما رأي آخر

آصف زرداي ونواز شريف والجنرال كياني
TT

خلال ساعة من إعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن استقالته من منصبه، بدا الصراع على من سيخلفه بين عدة جهات، من بينها حزب الشعب والرابطة الإسلامية، وجهات عسكرية. وقال بلاوال بوتو زرداري رئيس حزب الشعب الباكستاني، نجل زعيمة الحزب الراحلة، بي ناظير بوتو، إن الرئيس المقبل سيكون من حزبه، مشيرا إلى أن هناك رأيا قويا داخل الحزب الحاكم يريد أن يكون صاحب المنصب من داخل الحزب. وقال بلاوال: «أنا متأكد من أن الرئيس المقبل سيكون من داخل حزب الشعب الباكستاني». ويتوخى حزب الشعب الحذر حيال منصب الرئاسة منذ أن أطاحت حكومات يدعمها الجيش بحكومتي الحزب في عامي 1988 و1996. وذكرت بعض المصادر بحزب الشعب الباكستاني اسم وزير الدفاع السابق، افتاب شعبان ميراني، كخيار محتمل لمنصب الرئيس. ويبلغ ميراني من العمر أكثر من 70 عاما وهو مناصر لحزب الشعب الباكستاني وكان يعتبر صديقا حميما لرئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو. ويقوم البعض بحزب الشعب بالترويج لآصف علي زرداري كرئيس لباكستان. ولكن لن يحب زرداري، الذي ينظر إليه على أنه أقوى شخصية في باكستان بعد تنحي مشرف، شغل منصب الرئيس، حيث من المحتمل أن يتم تجريد المنصب من كل سلطاته خلال تعديلات دستورية. وهناك على الأقل موقفان سابقان في باكستان استبدل فيهما الحاكم العسكري بنظام مدني، ففي أغسطس (آب) 1988 لقي الحاكم العسكري الجنرال ضياء الحق نحبه في حادث تصادم طائرة، وخلفته رئيسة الوزراء بي نظير بوتو حاكمة فعلية للبلاد. ولكنها ظلت لمدة عامين فقط حيث تمت الإطاحة بحكومتها في عام 1990. وللاستفادة من التجارب السابقة قام الرئيس المشارك لحزب الشعب الباكستاني، آصف علي زرداري، باتخاذ قرارين مهمين: أولا، أعلن أن البرلمان سيجرد منصب الرئيس من سلطات حل البرلمان والحكومة. ثانيا، أنه من المحتمل أن يتم اختيار أحد مناصري الحزب لمنصب الرئيس. ولكن يعارض حزب الرابطة الإسلامي، الذي يتزعمه نواز شريف والمشارك في الحكومة، بشدة رغبة زعماء حزب الشعب الباكستاني أن يكون أحد الموالين للحزب في منصب رئيس للجمهورية. وقال شودرهري علي خان، وهو برلماني عن حزب الرابطة الإسلامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «يعارض الحزب الرأي الذي يقول بأن الرئيس القادم يجب أن يكون من الحزب الحاكم».

ويرى حزب الرابطة أن الرئيس القادم يجب أن يكون من المحافظات الأصغر التي عانت إحساسا بالعزلة خلال الأعوام التسعة للحكم العسكري لبرويز مشرف. وفي هذا السياق، يقترح البرلماني علي خان اسم عطاء الله مينغال، وهو سياسي من بلوشستان، حيث استخدم مشرف قوته العسكرية لقمع تمرد هناك. وقال خان إن الأعوام التسعة التي حكم فيها مشرف البلاد جعلت مواطني بلوشستان يشعرون بإحساس بالعزلة لأن حكومته استخدمت القوة العسكرية بصورة وحشية ضد المواطنين هناك. وأضاف: «يمكن أن نرضي مواطني بلوشستان بانتخاب عطاء الله مينغال رئيسا للبلاد».

وعلى الرغم من أن حزب الرابطة الإسلامي لا يتعامل مع هذه الفكرة بجدية، الا ان بعض قيادات حزب الشعب الباكستاني لا تعترض على شغل رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف منصب الرئيس. وقال وزير الخارجية شاه محمد قرشي: «حسنا، إذا كانت لدى نواز شريف تلك الرغبة، فنحن نحترمها».

ومع تنحي مشرف، من المحتمل أن يفقد منصب الرئيس قوته في التركيبة السياسية داخل باكستان. ويقول فسيح الرحمن، وهو معلق سياسي ومدير مكتب قناة «دنيا» الإخبارية الخاصة: «لن يحظى منصب الرئيس بالقوة المحورية بعد مشرف، ولذا لن يحب أي من القادة المحوريين تولى منصب الرئيس».

وبغض النظر عمن سيكون الرئيس القادم، يتفق معظم المحللين السياسيين على أن القوة السياسية بباكستان ستكون في أيدي ثلاثة في المرحلة ما بعد مشرف، حيث سيظل آصف علي زرداري الشخصية الأقوى في باكستان، يتبعه نواز شريف، وكلاها شريكين في الحكومة الائتلافية ولا يشغل أي منهما منصبا حكوميا في الوقت الحالي. ويضيف محلل سياسي:« هما (آصف ونواز) القوة الحقيقة وراء الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني. الرجل الثالث هو رئيس أركان الجيش اشفاق كياني، الذي اقنع الحكومة بتأجيل إجراءات العزل وأقنع مشرف بالرحيل». ويعمل الجنرال كياني على عدم إقحام الجيش في الشؤون السياسية داخل باكستان، ولكنه ما زال يتمتع بنفوذ. ورغم هذا، حيث أن الرئيس سيبقى القائد الأعلى للقوات المسلحة، يجب أن يكون اختيار الحكومة يحظى باحترام القوات المسلحة.