المدير الأسبق للاستخبارات الباكستانية: مشرف سيظل هدفا معلنا لـ«القاعدة»

حميد غول لـ«الشرق الأوسط»: وساطة سعودية ـ أميركية سهلت صفقة «الاستقالة»

حميد غول
TT

استبعد الجنرال المتقاعد حميد غول، المدير الأسبق للاستخبارات العسكرية الباكستانية (ISI)، والذي يوصف بأنه قائد عملية تأسيس حركة طالبان أثناء توليه مهام منصبه، بقاء الرئيس مشرف داخل باكستان، وقال «سيبقى لبعض الوقت ثم يغادر الى مكان آخر». وقال في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» إن الرئيس مشرف سيظل هدفا معلنا لـ«القاعدة» التي حاولت مرتين من قبل اغتياله بسبب مشاركته في ما يعرف بالحرب على الإرهاب، كحليف استراتيجي مع الولايات المتحدة منذ هجمات 11سبتمبر. وأضاف «ان الرئيس مشرف سيصبح مثل شاه ايران بعد ان تخلت عنه الولايات المتحدة في بحثه عن ملاذ آمن يحميه». وقال «لن يذهب مشرف الى اسطنبول كما يتردد، لأنه لن يشعر بالأمان هناك». وكان مشرف يدرس نقل مقر إقامته إلى إسلام آباد من راولبندي (معقل القوات المسلحة) حيث تعرض لمحاولتي اغتيال خلال 11 يوماً عام 2003. فيما ان زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري دعوا عدة مرات إلى قتل الرئيس الباكستاني، كان آخرها شريط الظواهري باللغة الانجليزية». يذكر إلى أن مشرف تعرض لأربع محاولات اغتيال منذ وصوله إلى السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) 1999، محاولتان في كراتشي عامي 2000، و2002، واثنتان في راولبندي خلال ديسمبر 2003. وكشف الجنرال غول، أحد مهندسي المقاومة الأفغانية المناوئة للسوفيات خلال الثمانينات من القرن الماضي ان صفقة استقالة مشرف مع الائتلاف الحكومي الذي تشكل في مارس (آذار) الماضي من حزب الشعب الباكستاني بقيادة آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو، والرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، سهلها سعوديون وممثلون عن الإدارة الاميركية، وتحدث عن ان الصفقة تؤكد على استقالة مشرف من منصبه مقابل عدم محاكمته أو فرض الإقامة الجبرية عليه، وكذلك تمتعه بامتيازات يتمتع بها الرؤساء السابقون بعد تقاعدهم. وقال إنه «على الأرجح سيبقى مشرف لبعض الوقت في مزرعته ثم يغادر باكستان الى المنفى». وأعرب غول عن اعتقاده ان الرئيس المقبل لباكستان سيكون مدنيا وليس عسكريا، بعد ان تراجعت شعبية القائد السابق للجيش في الثمانية عشر شهرا الماضية وعانى من عزلة منذ هزيمة حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير (شباط) الماضي. ووفقا للدستور الباكستاني فإن محمد ميان سومرو، رئيس مجلس الشيوخ، وهو المجلس الأعلى في البرلمان، سيصبح قائما بأعمال الرئيس. وسيجري انتخاب رئيس جديد في ثلاثين يوما لمدة تستمر خمس سنوات. وتنتخب هيئة انتخابية مؤلفة من أعضاء مجلسي الشيوخ والجمعية الوطنية وأربعة مجالس محلية الرئيس.