عبد الغفار عزيز لـ«الشرق الأوسط»: فرحون لاستقالته.. ولن نسمح بمغادرته إلى المنفى قبل محاكمته

المتحدث باسم «الجماعة الإسلامية» الباكستانية قال إن أميركا تخلت عن حليفها الأول في الحرب على الإرهاب

عبد الغفار عزيز
TT

قال عبد الغفار عزيز مسؤول العلاقات الخارجية والمتحدث الإعلامي باسم «الجماعة الإسلامية»، اكبر التيارات المعارضة في باكستان: إننا لن نسمح بمغادرة الرئيس مشرف الى المنفى قبل محاكمته عما سببه للبلاد من مآس وكوارث وانتهاك للدستور وتقييد للحريات السياسية. وأضاف عزيز، الذراع الأيمن للشيخ القاضي حسين، أمير «الجماعة الإسلامية»، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» عقب وصوله من ماليزيا الى لاهور حيث المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية الباكستانية، إن يوم الاثنين (أمس) يعتبر تاريخيا وفرحة لا توصف في ذهن عموم الشعب الباكستاني، لأنه يوم استقالة مشرف الرجل الذي اعتقد انه فوق الجميع، وكان يرى انه ومستقبل باكستان وجهان لعملة واحدة، لكنه سقط بعد أن انفرد بحكم باكستان 9 سنوات». وأوضح أن مشرف «كان يزعم أنه منقذ الأمة الباكستانية والمدافع عن العالم من تنظيم «القاعدة»، ولكن الهجمات الانتحارية زادت في داخل الأراضي الباكستانية بسبب سياساته الخاطئة، وهددت بحرب داخلية في الشريط الحدودي». واعتبر عزيز أن يوم استقالة مشرف «هو انتصار للشعب والمحامين نجوم المعارضة». وحملت كلمات عبد الغفار عزيز نوع من الثقة في المستقبل رغم انتقاداته الحادة لحكومة بلاده بسبب مشاركتها في الحرب على الإرهاب، ومعارضة حزبه السياسي للضربات العسكرية على أفغانستان. وقال عزيز الذي يتحدث العربية الفصحى بطلاقة إن الولايات المتحدة تخلت عن مشرف، لأنها لا تريد خلق «شاه إيران» آخر في المنطقة، رغم الخدمات التي قدمها مشرف كحليف رئيسي فيما يعرف باسم «الحرب على الإرهاب» منذ هجمات سبتمبر (أيلول) 2001. وأفاد «بسبب الحرب على الإرهاب قدمنا عشرات المسلمين الى السلطات الأميركية، سواء كانوا من «القاعدة» أو من جماعات إسلامية أخرى، سلمناهم الى معتقلي غوانتانامو في كوبا وباغرام في أفغانستان، وخسرنا سمعتنا الإسلامية، ومع هذا ما زلنا تحت التهديد الأميركي الذي لا نأمن شره». وأثناء فترة حكم الرئيس مشرف، دفعت باكستان بعشرات آلاف الجنود الى مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان لقتال مسلحي «القاعدة» وطالبان. ونجا مشرف من محاولتين لاغتياله. ولغاية تخليه عن قيادة الجيش العام الماضي وخسارة حلفائه السياسيين في الانتخابات في فبراير (شباط)، كان خصوم مشرف يتهمون واشنطن بوضع كامل ثقتها في رجل واحد.

وأوضح عزيز، وهو خريج قسم اللغة العربية والصحافة بجامعة قطر عام 1991: «بقدر ما قدمنا وضحينا بالغالي والنفيس إبان حرب المجاهدين الأفغان ضد الروس من اجل إعلاء شأن الإسلام والمسلمين، وتخليص الأفغان من نير الروس والإلحاد الشيوعي، إلا أننا اليوم على الطرف الآخر في أفغانستان خسرنا أصدقاءنا هناك، ولم يعد لنا صديق واحد في العاصمة كابل». وأشار عزيز الى أن مأزق مشرف انه كان ينفذ ما يملى عليه من الخارج، وأدت سياساته الى تدمير أفغانستان، وإثارة الخلل الاجتماعي في داخل باكستان، لأنه افقد البلد استقلاليته وجعله رهنا للمصالح الخارجية. وقال «في «الجماعة الإسلامية» الباكستانية كنا نعرف أن مشرف سيسقط آجلا أم عاجلا، ويجب أن يسأل اليوم عن الآلاف من المواطنين الشرفاء الذين اختفوا بسبب معارضتهم له، ونحن اليوم نطالب بعودة الديمقراطية، التي اتفق عليها التحالف في مؤتمر لندن قبل عودة الراحلة بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة الى العاصمة إسلام آباد». وطالب بعودة كافة الصلاحيات الى البرلمان الباكستاني، «لأن الرئيس من المفترض ان تكون صلاحياته فخرية فقط».