مصادر عسكرية أميركية: تجربة إطلاق الصاروخ الإيراني لم تكن ناجحة

الخارجية الأميركية: تطوير صاروخ لإيصال قمر صناعي يعطي طهران قدرات عسكرية تثير القلق

الايراني غلام رسول يحمل بضائع من ميناء دبي لتصديرها الى طهران أمس (أ ب)
TT

بعد يوم من إعلان إيران نجاحها إطلاق صاروخ من جزءين يستطيع حمل أقمار صناعية، أعربت مصادر أميركية عن شكوكها حول نجاح هذه التجربة. وأكد مصدر عسكري أميركي لـ«الشرق الاوسط» أن المرحلة الثانية من إطلاق الصاروخ «لم تنجح»، قائلاً: «الجزء الثاني لإطلاق (القمر الصناعي) سقط». وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه لم يكن مخولاً للحديث علناً عن التجربة، الى ان هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الإيرانيون نجاح تجربة صاروخية ثم تظهر علامات فشل. فقد أعلنت طهران الشهر الماضي عن نجاحها في تجربة صاروخ «شهاب 3» لتظهر لاحقاً صوراً تظهر عدم نجاح التجربة. وبغض النظر عن نجاح التجربة أم فشلها، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها حول هذا الصاروخ. وقالت الناطقة باسم قسم الشرق الأوسط في الخارجية آن سمرسيت لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذه الأعمال لا تقنع المجتمع الدولي بنيات طهران الحسنة». ورداً على تأكيد إيران أن الهدف من تجربة الصاروخ «سلمية»، قالت سمرسيت «إن تطوير هذا الصاروخ يمنح إيران القدرة التقنية بتطوير القطع البناءة لتطوير الصواريخ البالستية البعيدة المدى». وأضافت «مثل هذه الصواريخ تهدد الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا، وهذا أمر يجب ألا نتجاهله. وسنواصل عملنا مع حلفائنا وأصدقائنا لضمان أمنهم والتصدي لمساعي إيران في تهديد المنطقة». ولفتت الى أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعربت عن قلق حول التطورات الصاروخية التي تحمل إمكانية حمل رؤوس نووية».

ولفت المصدر العسكري الأميركي الى أن «هذه الخطوات لا تعبر عن النية السلمية»، مضيفاً أن إيران «تقوم بتصريحات غير سلمية مثل الحديث عن تطوير صواريخ ضد السفن الحربية». وخلص الى القول إنه رغم عدم نجاح التجربة «مثل ما يقول الإيرانيون» إلا أن السلطات العسكرية الأميركية «تراقب هذه التطورات عن كثب بسبب تاريخ إيران»، في إشارة الى شكوك دولية ببرنامجها النووي التي أخفته في السابق. ومن جهته، قلل مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية اسحق بن إسرائيل، الذي يشغل مقعدا في البرلمان عن حزب كديما الحاكم، من الخطر الذي يشكله إطلاق ايران لصاروخ صنع محليا وقادر على حمل قمر اصطناعي. وقال اسحق بن إسرائيل إن «إيران امامها طريق طويل في مجال الأقمار الصناعية وتبالغ عمدا في الحديث عن نجاحاتها الفضائية والجوية لردع اسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة منشآتها النووية». وأضاف: «من الواضح أن إيران تمتلك منذ سنوات صواريخ بالستية، مثل «شهاب 3»، التي تجعل إسرائيل في مرمى نيرانها، لكن تهديد إيران يأتي من برنامجها النووي وليس من أقمارها الصناعية أو صواريخها البالستية».

ولكن مسؤولا أمنيا إسرائيليا رأى في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة أن إطلاق الصاروخ الفضائي الايراني «يثير القلق» لان هذا البلد «قادر على تطوير قدراته واستهداف اي موقع يبعد آلاف الكيلومترات عن أراضيه». وعبر خبير اسرائيلي آخر في الأبحاث الفضائية، تال اينبار، عن قلقه من إطلاق هذا الصاروخ. وقال لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «النجاح في إطلاق صاروخ في الفضاء، يعني إمكانية استخدام القدرات لإطلاق صواريخ بالستية ارض ـ ارض بعيدة المدى». وأضاف اينبار، مدير المركز الفكري «معهد فيشر للأبحاث الاستراتيجية حول الفضاء والصناعات الجوية»، أن «العالم بأسره يواجه الآن الوضع الذي عاشه الأميركيون في 1957 عندما أطلق السوفيات «سبوتنيك» في الفضاء. كان الغرب في حالة صدمة في الواقع».

وأعلنت إيران أول من أمس أنها أطلقت بنجاح صاروخا محلي الصنع قادرا على حمل قمر صناعي، نجح في وضع «قمر صناعي تجريبي» في المدار. وقال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، رضا تقي بور، للتلفزيون الرسمي إن الصاروخ «سفير الأمل»: «أطلق بنجاح وكل أنظمته ولا سيما أنظمة الاتصال والقيادة هي من صنع إيراني».

وعرض التلفزيون الايراني صورا قصيرة لإطلاق صاروخ حمل قمرا صناعيا. وجرت عملية الإطلاق قبل الفجر. وذكر التلفزيون أن «طول صاروخ «السفير» يبلغ نحو 22 مترا، وقطره 1.25 متر، ويزن أكثر من 26 طنا». ويبلغ قطر صاروخ شهاب الذي يعد أقوى الصواريخ الإيرانية 1.30 متر، وطوله 17 مترا. وأضاف التقرير التلفزيوني أن «الصاروخ مزود بمحركين، الأول هو المحرك الرئيسي القادر على حمل شحنة زنتها 26 طنا الى ارتفاع 68 كلم، والثاني الذي يبدأ بعد انفصال الأول يشتمل على محركين». ويأتي الإعلان عن تطوير إيران صواريخها في وقت يزور فيه نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن طهران. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل أمس الى طهران لمواصلة المحادثات حول التعاون بين إيران والوكالة، بعد عشرة أيام على زيارته الأولى. وأضافت الوكالة أن خبيرا في الوكالة يرافق هاينونن في زيارته. ويزور هاينونن إيران باستمرار في إطار جهود الوكالة لتحديد طبيعة البرنامج النووي الإيراني.