«إخوان» مصر ينفون دورا في وثيقة تفاهم السلفيين وحزب الله.. ويباركونها

عاكف: شرف لا ندعيه ويزورونني كثيرا * حبيب: الحزب هو الذي يستطيع تحسين صورته ومن حقه أن يطلب من الناس مساعدته

TT

نفت جماعة الإخوان المسلمين بمصر أن تكون قد لعبت دوراً في توصل جماعات سلفية وحزب الله في لبنان إلى وثيقة التفاهم، التي وقعها الجانبان (حزب الله والتيار السلفي)،أمس. وكانت مصادر أفادت بأن هناك اتصالات بين حزب الله والإخوان مهدت لهذه الخطوة، وأن حزب الله طلب من الإخوان مساعدته في تعزيز صورته في الدول العربية، لكن جماعة الإخوان طلبت من الحزب خطوة على الأرض أولا.

وحين سألت «الشرق الأوسط» المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف عن دور جماعته في التوصل للاتفاق قال ضاحكاً «يا ريت. ولكنني بعيد كل البعد عن الموضوع»، وتابع معلقاً «هذا شرف لا أدعيه». لكن الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة قال لـ«الشرق الأوسط» جازماً «إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق».

وأكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف أنه شخصياً والجماعة «مع كل اتفاق بين مختلف الاتجاهات الإسلامية، لأننا مع الوحدة العربية والإسلامية، ومع كل ما يقرب المسلمين من بعضهم البعض.. وإذا حدث اتفاق بين حزب الله وبين السلفيين في لبنان فهذا شيء نؤيده ونباركه، لكنني وكما تعرفون، أنا هنا في مصر محاصر لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان. عموماً نحن نبارك الاتفاق ونسأل الله أن يوفقهم وأن تزداد مساحة الوفاق العربي الإسلامي».

وعما إذا كان حزب الله قد طلب من الجماعة العمل على تحسين صورته في الخارج، قال عاكف متسائلاً «هل يحتاج حزب الله إلى من يُحَسِن صورته في الخارج؟ عندهم ـ أي حزب الله ـ من الإمكانيات ما يستطيعون القيام به في هذا الشأن»، وتابع قائلاً «يزورونني كثيرون ويتحدثون معي عن صورتهم المشرقة التي أرجو أن تكون كذلك. بشكل عام نحن مع صالح الأعمال، وعلينا بالعمل الجاد الصالح لتنهض الأمة الإسلامية».

من جانبه قال الدكتور محمد حبيب في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة، أو أي طرف لا يختلف على مضمون الوثيقة، وأضاف معلقاً «لا أحد يختلف مع المعاني، أو منظومة القيم التي تؤدي إلى استقرار السلم الأهلي في لبنان، وكل ما من شأنه أن يؤكد على هوية وعروبة لبنان، بعيداً عن المشروع الأميركي الصهيوني.. ونحن كإخوان مسلمين مع كل هذه المبادئ».

وتعليقاً على الأنباء التي أفادت بأن حزب الله قد طلب من الجماعة العمل على تحسين صورته في الخارج، قال حبيب «إن حزب الله هو الذي يستطيع أن يقوم بتحسين صورته من خلال ممارساته ومواقفه وعلاقاته المتعددة بكل الأطراف في لبنان، ومن مصلحته أن يطلب ذلك من كل الناس، وهذا من حقه، لكن الطلب شيء، والمواقف والممارسات على أرض الواقع شيء آخر، والفيصل في المسألة هو التعامل مع الأمور بحكمة وعقلانية وروية».

وكان حزب الله والتيار السلفي في لبنان قد وقعا أمس على «وثيقة تفاهم» لمنع الفتنة بين المسلمين الشيعة والسنة في لبنان.

وتشدد الوثيقة على «حرمة دم المسلم وتحريم وإدانة أي اعتداء من أي جماعة مسلمة على جماعة مسلمة أخرى والامتناع عن التحريض».

وتدعو الوثيقة إلى الوقوف في وجه المشروع الأميركي الصهيوني في إثارة الفتن والسعي للقضاء على الفكر التكفيري لدى السنة والشيعة ومؤازرة أي فريق للفريق الآخر في حال تعرضه لأي ظلم والوقوف جنبا إلى جنب بقوة وحزم».

وتنص الوثيقة على تشكيل لجنة من كبار المشايخ للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة مع ضمان حرية المعتقد لكل جهة وعدم فرض أي فريق أفكاره على الفريق الآخر والتأكيد على التفاهم لمنع الفتنة بين المسلمين.