الأعظمية تشيع أحد قادة «ثوارها».. واغتيال مسؤول «شهيد المحراب» في الزعفرانية

نجل القائد القتيل لـ«الشرق الأوسط» : دراجة نارية توجهت إلى أبي وهو يتحدث إلى الناس

مشيعون يحملون صور نائب قائد «ثوار الاعظمية» فاروق العبيدي في جنازته أمس (أ.ب)
TT

«عندما اقتربت الدراجة النارية من المكان الذي توقفنا فيه لم اكن اعلم انها ستنهي حياة أبي والى الابد»، بهذه الكلمات بدأ عمر حديثه عن والده فاروق العبيدي نائب مسؤول الصحوات في منطقة الاعظمية.

وكان العبيدي احد قادة «ثوار الاعظمية» او مجالس الصحوة، وستة من رجاله قتلوا في هجوم انتحاري مساء أول من أمس في هجوم بدراجة نارية في حي الاعظمية شمال بغداد.

وقال عمر لـ«الشرق الأوسط»، «كان والدي يتحدث الى مجموعة من أهالي الأعظمية في المنطقة المقابلة للإمام الاعظم (الامام أبو حنيفة النعمان) والتي عادة ما تتجمع فيها بعض العوائل من اهالي الاعظمية، وفجأة اقتربت دراجة نارية يقودها شخص ودخلت بالقرب من والدي وانفجرت».

وأشار عمر الى ان والده «لم يحاول في يوم من حياته ان يؤذي انسانا وهو اليوم يلقى حتفه في اللحظة التي يعرض فيها مساعدته لاهالي الاعظمية في أي أمر يريدونه».

من جهته، بين ماهر هاشم النداوي مسؤول صحوة الاعظمية وآمر قاطع الحارة في المنطقة لـ«الشرق الاوسط» أن «من نفذ العملية هو رجل وان رأسه مازال في مستشفى النعمان وقد حصلت قوات الصحوة على هويته التي يحتفظ بها وان اسمه (سمير) وهو شاب في مقتبل العمر وهو ملتح». وأضاف النداوي، ان أبو عمر هو ثاني قيادي في الصحوة يتم اغتياله في الاعظمية، وان الاول كان العقيد رياض السامرائي، وأضاف ان خمسة عشر عنصرا من صحوات الاعظمية كانوا قد اغتيلوا ايضا. ووجه النداوي اصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة بتدبير كل تلك الاغتيالات.

وقال النداوي ان «الجهود التي بذلها ابو عمر ومعه كل قيادات وعناصر الصحوة في المنطقة وبالتعاون مع اهاليها اغضبت تنظيمات القاعدة لانها لا تريد استتباب الأمن، لذلك بدأت بتنظيم عمليات اغتيال في محاولة لاعادة الاوضاع الى نقطة الصفر التي بدأ العمل بها». وأكد النداوي ان «كل الذين نظموا عمليات الاغتيال ومنفذيها هم من خارج الاعظمية»، كاشفا عن ان «تنظيمات الصحوة فيها تحوي 720 عنصر و15 من القيادات».

وحول ما أشيع عن صراعات بين قيادات الصحوات قد تكون وراء عمليات الاغتيال، نفى النداوي ان يكون الخلاف وراء عمليات القتل، معترفا بوجود هذه الخلافات لكنها حسب قوله لا تفسد من عملهم ابدا.

على الصعيد نفسه، بين محمود الدليمي، وهو من اقرب الاشخاص الى ابو عمر، ان «عملية اغتيال ابو عمر لها اسباب معروفة للجميع فهو شخص مسالم ويحب الخير للناس وقد تجمع حوله كل اهل الاعظمية لمحاربة الطائفية التي حاول البعض ادخالها عنوة الى المنطقة».

وأضاف الدليمي ان ابو عمر في الثانية والخمسين من عمره وله اربعة اولاد وهو من عائلة معروفة جدا في الاعظمية ومن سكنتها منذ خمسينيات القرن الماضي. وقال الدليمي لـ«الشرق الاوسط» ان «اهالي الاعظمية حضروا الى منزل ابو عمر معبرين عن استنكارهم لهذا الفعل الجبان ومبينين لعائلته انهم سيلتزمون بكل ما دعا اليه ابو عمر في حياته».

وفي تطورات أمنية لاحقة، أعلنت مصادر امنية عراقية أمس مقتل رجل دين مقرب من المجلس الاعلى الاسلامي واصابة نحو عشرين آخرين في اربع هجمات متفرقة ثلاث منها عبوات ناسفة في بغداد.

وأوضحت المصادر ان «مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة خفيفة الشيخ فارس جابر ظاهر مسؤول مؤسسة شهيد المحراب في حي الزعفرانية جنوب بغداد». وأضاف ان «ظاهر قتل في الحال فيما اصيبت زوجته وابنته بجروح خطيرة نقلوا على اثرها الى المستشفى».

و«شهيد المحراب» مؤسسة ثقافية يديرها عمار الحكيم نجل رجل الدين الشيعي عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الحاكم.

الى ذلك، اعلنت مصادر امنية اصابة تسعة اشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش الاميركي في تقاطع الاردن في حي اليرموك (غرب بغداد). وفي هجوم آخر، أعلن مصدر أمني «إصابة خمسة اشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في حي المنصور (غرب بغداد)». واضاف ان «عبوة ناسفة اخرى انفجرت على دورية للشرطة في شارع (الكرادة خارج)، مما اسفر عن اصابة اثنين من الشرطة ومدني واحد»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي البصرة، ذكر شهود عيان أن ثلاثة من موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قتلوا أمس في هجوم شنه مسلحون على سيارة كانت تقلهم في طريق ريفي بالمدينة. وأبلغ الشهود وكالة الانباء الالمانية أن الهجوم المسلح تم على الطريق بين منطقة الفداغة والبصرة وهو طريق ريفي، ولاذ منفذوه بالفرار. وأوضحت المصادر انه «شنت قوات من الجيش والشرطة حملة مداهمات للمنازل القريبة من مكان الهجوم واعتقلت عددا من الاشخاص للاشتباه بتورطهم في الهجوم».