عائلة عراقية لـ«الشرق الأوسط» : نؤسس لحياة جديدة بعد عودتنا من مصر

تسلمت ما يعادل 120 دولارا من الحكومة لدى وصولها مطار بغداد

TT

عند الدخول الى منزل السيدة هالة كاظم خزعل «أم طيبة» في منطقة نفق الشرطة ببغداد، تلفت الانتباه بساطة المكان وكأنه قد تأسس توا وليس بيتا لعائلة مكونة من أب وأم وخمسة أبناء. تقول «أم طيبة» إنهم باعوا اثاث بيتهم بأكمله وهاجروا الى القاهرة عام 2005 عندما ساءت الاوضاع الامنية بشكل كبير، مضيفة في حديثها لـ«الشرق الاوسط» بعد عودتها للعراق مع اول وجبة للعراقيين العائدين من مصر الاسبوع الماضي والذين بلغ عددهم 200 شخص، ان «الحادثة التي قررنا بعدها الهجرة خارج العراق هي قتل احد ابناء جيراننا امام بيته عندما خرجت من البيت واذا بعصابة مسلحة تقتل جارنا وتمسك بيد حفيده وتختطفه وكان ابني معي يشاهد هذا المنظر، عندها قررنا الرحيل بعيدا حفاظا على ابنائنا من القتل او الخطف».

وعن قرار عودة هذه العائلة الى بغداد وكيف تم، تقول «أم طيبة» إنها كانت تتصل بشقيقاتها بشكل مستمر في بغداد وجميعهن أكدن لها ان الاوضاع افضل من السابق بكثير ويمكنها العودة ولاسباب تتعلق بمعيشة العائلة قررت وزوجها واولادها العودة خصوصا عندما سمعت من بعض العراقيين أن الحكومة العراقية تقدم تسهيلات للعائدين، وأهم نقطة، حسب «أم طيبة» كانت تكلفة السفر الى بغداد، وفعلا راجعت السفارة العراقية في القاهرة ووجدت المئات من العراقيين يتزاحمون على باب السفارة طالبين إعادتهم للعراق.

«أم طيبة» التي تسكن في منزل صغير اقتطع من منزل اهل زوجها بدأت بشراء بعض اللوازم المستعملة. وتقول حول هذا الامر انها تؤسس بيتها من جديد وقد تبرع لها بعض الاقارب بتلفزيون وبراد وحاجات اخرى ـ مشيرة الى انها تشعر بان حياتها الزوجية بدأت من اول خطوة عندما بدأت بشراء لوازم البيت. وتقول ان الحكومة العراقية قدمت للعائدين فور وصولهم مطار بغداد مغلفا يحوي على مبلغ 150 ألف دينار عراقي (أي ما يعادل 120 دولارا تقريبا). وتقول انها تتمنى ان تعود لوظيفتها كمدرسة لأنها المعيل الوحيد لعائلتها كون زوجها عاطلا عن العمل وان ابنتها مقبلة على الجامعة وتحتاج الى مصاريف كثيرة. اما ابنتها طيبة التي استطاعت الحصول على معدل 9% في الثانوية العامة في القاهرة هذا العام فهي تنتظر ان تتم معادلة شهادتها بالاعدادية في العراق وتحلم بدخول كلية الصيدلة ببغداد مثلما تحلم ان يستقر الوضع الامني في العراق تماما ولا تضطر عائلتها للخروج منه بحثا عن الامن والامان. وتشير طيبة الى انها واحدة من مئات المهجرين في الخارج تتطلع الى احلامها لتحققها في الداخل كبقية الشباب الذين في مثل عمرها.