اعتقال ومحاكمة برلماني مغربي في إيطاليا يلقي بظلاله على العلاقات بين الرباط وروما

المغرب استدعى سفيره للتشاور.. والسفير الإيطالي حضر حفلا موسيقيا في أصيلة

TT

تفاعلت، بشكل سريع، قضية توقيف ومحاكمة البرلماني المغربي، يحيي يحيى، عضو مجلس المستشارين، (الغرفة الثانية في البرلمان)، في روما، ومحاكمته على وجه الاستعجال من طرف محكمة العاصمة، ما جعل مراقبين يتوقعون أن تكون لهذه القضية تأثيرات وانعكاسات على مستوى العلاقات المغربية الإيطالية، ما لم يتم تطويق تداعياتها.

فقد استدعى المغرب سفيره بروما، بعد أن أصدرت وزارة الخارجية بيانا أوضحت فيه أن الاستدعاء جاء «من أجل إطلاع السلطات الوطنية على المعلومات والملاحظات الضرورية، بخصوص أسباب وملابسات وتطورات هذه القضية المقلقة كونها تتعلق على الخصوص بمنتخب من طرف الشعب المغربي».

والمفارقة انه في الوقت الذي استدعي فيه السفير المغربي للتشاور، كان السفير الايطالي لدى الرباط يتابع الليلة قبل الماضية حفلاً موسيقياً لعازف البيانو الايطالي، كريستيان ليوطا، وذلك في قصر الثقافة بأصيلة ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي الثلاثين.

ولم يوضح البيان، ما إذا كان لموضوع اعتقال البرلماني المغربي علاقة بموضوع متابعته من طرف السلطات الإسبانية التي سبق لها أن أوقفته في مدينة مليلية المحتلة في شمال المغرب من طرف إسبانيا قبل أن تطلق سراحه، فيما بعد، بينما أشارت صحف إسبانية أمس إلى أن إجراء السلطات الايطالية في حق البرلماني المغربي، سببه تورط هذا الأخير في عراك مع عناصر الأمن بروما. إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من مجلس المستشارين المغربي، أن الشرطة إلايطالية أوقفت البرلماني المغربي في روما، في ساعة متأخرة من الليل، إثر مشاحنة معها، مشيرا إلى أن المحكمة قضت بسجنه مدة سنتين وثلاثة شهور في حقه. وقال مصطفى عكاشة، رئيس مجلس المستشارين، إن القضية تجري معالجتها عبر القنوات الدبلوماسية، بتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون المغربية، واستبعد عكاشة إصدار بيان خاص في الموضوع من طرف مجلس المستشارين، لأن ذلك في نظره يتطلب اجتماع المكتب، مشيراً إلى أن أعضاءه يوجدون حالياً في عطلة. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال هاتفيا بنجيب الوزاني، رئيس فريق «الأصالة والمعاصرة» بمجلس المستشارين، الذي ينتمي إليه يحيى يحيى، لمعرفة رأيه في الموضوع، لكن لم يتسن لها ذلك.

ويعتبر يحيى يحيى من المدافعين عن مغربية مليلية، علما انه يحمل جنسيات مغربية واسبانية وهولندية، ويرأس مجموعة الصداقة المغربية الإسبانية المنبثقة عن مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الإسباني.

ونقل عنه، أثناء محاكمته أخيرا في مليلية، بشبهة العنف الزوجي، والاعتداء على رجل امن اسباني، قوله للقاضي الإسباني الذي كان يحاكمه: «أطلب منك الرحيل إلى بلدك»، مضيفا انه لا يعترف به، ولا «بالسلطات الاستعمارية الإسبانية». ويدافع يحيى عن نفسه، نافيا كل التهم الموجهة إليه، ويعتبرها مجرد ادعاءات للضغط عليه للتخلي عن المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية من إسبانيا.