السنيورة بعد لقائه المالكي: استعداد عراقي لتزويدنا بالنفط بأسعار تفضيلية.. وسنرسل سفيرا إلى بغداد قريبا

ورش عمل لبحث ما اتفق عليه.. ورئيس الوزراء العراقي يدعو لعدم اقتصار التعاون على النفط

المالكي والسنيورة يتلقيان باقتي ورد بعد وصول رئيس الوزراء اللبناني الى مطار بغداد امس (تصوير: جمال بنجويني)
TT

أعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن قرب رفع التمثيل الدبلوماسي لبلاده في العراق الى درجة سفير. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني الى بغداد امس والتي تم خلالها ايضا الاتفاق على تشكيل خليتي عمل في بغداد وبيروت يترأسهما وزيرا مالية البلدين والتي تهتم بتنظيم مجمل العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين ومناقشة سبل تطويرها. وقال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس «اننا نخط مسارات حقيقية للتعاون بما ينعكس ايجابا على امن واستقرار وازدهار البلدين والمنطقة العربية، ومعالجة المشاكل التي تراكمت طيلة العقود الماضية وإن اقترابنا من بعض كفيل بإزالة الكثير من التوترات». واعلن عن قرب رفع التمثيل الدبلوماسي الى درجة سفير في العراق، مشيرا الى ان السفارة اللبنانية في بغداد لم تغلق بابها يوما واحدا طيلة الفترة الماضية. وحسب السنيورة، ابدت الحكومة العراقية استعدادها لبيع لبنان كميات من النفط باسعار تفضيلية. وقال «لمست من دولة الرئيس (المالكي) ان هناك استعدادا حقيقيا لإعطاء لبنان معاملة تفضيلية (في أسعار النفط)». واشار ، حسب وكالة الصحافة الفرنسية ، الى «دراسة تفاصيل كيف يمكن للبنان ان يتعاون مع العراق في هذا المجال» لكنه لم يكشف عن حجم الكميات او طريقة الدفع او الأسعار. الا انه اكد «اطمئانه لهذا التوجه الحقيقي لدى الحكومة العراقية». وتابع السنيورة الذي وصل على رأس وفد وزاري رفيع «اعتبارا من صباح غد (اليوم) ستكون هناك ورش من اجل ترجمة الكلام الى عمل (...) فهناك فرص ومستقبل علينا ان نمهد الطريق الحقيقي لصالح الشعبين».

بدوره، قال المالكي ان «عملية التبادل والمنفعة المشتركة واحدة في جميع المجالات التجارية والاقتصادية والنفطية (...) وسنزود لبنان بالنفط العراقي وفق اتفاقيات». واكد استعداد العراق لتامين الحماية للمستثمرين قائلا «نرحب بجميع المستثمرين اللبنانيين في بيئة محمية». واعلن المالكي عن «تشكيل خلية لبنان والعراق (...) ستضع اللمسات النهائية للتكامل والتعاون المشترك». لكنه لفت الى ضرورة عدم اقتصار «التعاون على منحى واحد، اي النفط». كما ستتولى هذه الخلية «مهمة اصلاح العطب في العلاقات بين الدول العربية مشددا على «التعاون في هذا المجال من اجل ايجاد فرص لتنمية العلاقات».

من جهة اخرى، دعا السنيورة الزعماء العرب الى زيارة العراق قائلا «ان عودة العراق الى العرب وعودة العرب الى العراق هدف اساسي يجب ان نعمل جميعا من اجله». واشار الى «توطيد اواصر التعاون بين البلدين (...) بمزيد من العمل العربي المشترك والتعاون (...) ولمست الاحساس ذاته والتحديات والرغبة في التعاون».

وأفاد بيان حكومي ان الطرفين بحثا «التطورات الكبيرة التي شهدها العراق والتقدم الأمني الملموس، والنجاحات السياسية التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية وتضافر الجهود من اجل تجاوز التحديات الكبيرة». وأضاف ان الجانبين «ناقشا ايضا التوجهات الجديدة في العراق نحو الانفتاح على محيطيه الاقليمي والعربي، ومرحلة الاستثمار والبناء التي يخطط العراق لدخولها بقوة من خلال اقرار عدد من التشريعات الجديدة».

وزيارة السنيورة هي الرابعة التي يقوم بها مسؤول رفيع المستوى في المنطقة الى بغداد بعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والعاهل الاردني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. كما انها الثانية لمسؤول لبناني رفيع في غضون شهر واحد، إذ زار عضو مجلس النواب اللبناني وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري العراق في 17 من شهر تموز (يوليو) الماضي والتقى برئيسي الجمهورية جلال طالباني والوزراء نوري المالكي كما زار مدينة النجف والتقى المرجع الديني اية الله علي السيستاني. وقال ياسين مجيد، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان المباحثات تطرقت الى عدة مجالات واهمها تعزيز العلاقات السياسية بين البلدين، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» انه «تم الاتفاق على اجراء عدد من اللقاءات بالاضافة الى تشكيل خليتي عمل في بغداد وبيروت يترأسهما وزيرا مالية كلا البلدين، تعمل هاتان الخليتان على تنظيم مجمل العلاقات التجارية والاقتصادية ومناقشة سبل تطويرها، مثل الازدواج الضريبي ومجيء المستثمرين اللبنانيين بالاضافة الى الاستثمار النفطي سيما بعد تاكيد الجانب اللبناني بان هناك شركات نفطية لبنانية على استعداد للدخول في مجال الاستثمارات النفطية».