الولايات المتحدة وبولندا توقعان رسميا اتفاقية نشر الدرع الصاروخي

وزيرة الخارجية الأميركية تؤكد أن النظام دفاعي وليس موجها ضد أحد

روسيا تستعرض قوتها العسكرية في معرض للأسلحة في موسكو يحوي دبابات وقاذفات صواريخ (أ.ف.ب)
TT

وقعت الولايات المتحدة وبولندا رسميا أمس اتفاقا ينص على نشر عناصر من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ على الاراضي البولندية بحلول العام 2012، في خطوة ستزيد التوتر بين روسيا والغرب. ووقع الاتفاق في مقر الحكومة البولندية وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس، بحضور الرئيس ليش كاتزينسكي ورئيس الحكومة دونالد تاسك. وبذلك، ستتمكن الولايات المتحدة من نشر عشرة صواريخ اعتراضية يمكنها تدمير صواريخ باليستية بعيدة المدى في الجو، بحلول العام 2012. وسترفق هذه الصواريخ برادار سيركز في الجمهورية التشيكية. وسينشر الجيش الاميركي اعتبارا من العام المقبل بطارية باتريوت مضادة للصواريخ في بولندا. وتكمل هذه القطع نظاما أقيم أصلا في الولايات المتحدة وغرينلاند وبريطانيا. وكان المشروع الاميركي قد لقي تأييد دول حلف شمال الاطلسي بالإجماع. وذكرت الولايات المتحدة رسميا بالتزامها الدفاع عن اراضي بولندا في حال تعرض هذه الاخيرة لهجوم، مع ان معاهدة حلف شمال الاطلسي الذي انضمت اليه بولندا في 1999 تنص على ضمانة من هذا النوع. وأكدت رايس في وارسو مجددا ان «هذا سيساعدنا على تطويق التهديدات الجديدة للقرن الحادي والعشرين، تهديدات صواريخ بعيدة المدى من دول مثل ايران او كوريا الشمالية»، مؤكدة انه «نظام دفاعي ليس موجها الى أحد». لكن هذا الكلام ليس مقنعا لروسيا التي تحتج منذ اشهر على المشروع. وقال الرئيس ديمتري مدفيديف الاسبوع الماضي ان «اقامة قوى جديدة مضادة للصواريخ في اوروبا تستهدف الاتحاد الروسي». واضاف انه «تم اختيار الوقت بعناية»، ملمحا بذلك الى ان بولندا والولايات المتحدة تريدان الرد على التدخل الروسي في جورجيا.

وفور الإعلان عن التوصل الى اتفاق الاسبوع الماضي، قال نائب رئيس الاركان الروسي اناتولي نوغوفيتسين ان «بولندا تعرض نفسها بذلك لضربة». واضاف «انه امر صحيح مائة في المائة». ويبدو مكان القاعدة الاميركية بالنسبة الى موسكو عودة الى الحرب الباردة التي شهدها النصف الثاني من القرن العشرين. فقد اختار خبراء الاستراتيجية الاميركيون ريجيكوفو، البلدة الصغيرة التي تبعد حوالي مائتي متر عن جيب كالينينغراد الروسي، لنشر قطع الدرع. وكالينينغراد هي النقطة الروسية الاكثر تقدما غربا بين بولندا وليتوانيا.

ويؤكد القادة الاميركيون والبولنديون أن الدرع ليست موجهة على الاطلاق ضد روسيا، لكن توقيع الاتفاق في اوج الازمة الجورجية يبدو اقرب الى إنذار. وقال الرئيس كاتزينسكي في خطاب متلفز مساء أول أمس: «لا أحد يستطيع ان يملي على بولندا ما عليها ان تفعله».

وطوال تاريخها، اضطرت بولندا للوقوف في وجه جارتها الروسية وعانت منها. وقد كانت من الدول التي تدور في فلك الاتحاد السوفياتي في عهد النظام الشيوعي من 1945 الى 1989.

وكان وزير الخارجية البولندي أكثر دبلوماسية واقترح على موسكو الاطلاع على القاعدة الاميركية المقبلة لتتأكد من انها ليست موجهة ضدها. ويؤكد الجانبان ان النزاع بين روسيا وجورجيا لعب دورا في الدفع الى إنجاز المفاوضات التي بدأت قبل 15 شهرا.

ويؤكد البولنديون أنهم حصلوا على ضمانات اضافية من الولايات المتحدة لأمنهم. وسمحت الازمة في جورجيا للحكومة بـ«الترويج» بشكل افضل للدرع الصاروخية التي لم تكن تلقى تأييدا. وكشف استطلاع للراي ان 58% من البولنديين يوافقون على هذه الدرع مقابل 37% ضدها.