شريف وزرداري يختلفان على كل شيء باستثناء.. الرئيس المقبل

حزبا الائتلاف الحاكم لا يريدان منصب مشرف بعد أن وعدا بتجريده من كل صلاحياته

TT

يختلف زعيما الائتلاف الحاكم في باكستان، على كل شيء تقريبا. يختلفان على محاسبة الرئيس المستقيل برويز مشرف، وعلى اعادة القضاة المقالين الى المحكمة العليا... ولكن زعيم حزب الشعب آصف علي زرداري وزعيم حزب الرابطة الاسلامية رئيس الوزراء السابق نواز شريف، يتفقان على رفض منصب الرئيس.

فخلال جلسات التشاور، التي انعقدت على مدى يومين بين قيادات أحزاب الائتلاف الحكومي، التي اختتمت أول من أمس، لم يتطرق المجتمعون الى خليفة مشرف، على الرغم من أنه كان البند الثالث على جدول الاعمال.

ويبدو أن شريف وزرداري كلاهما مستعد لقبول كون الرئيس المقبل من حزب سياسي آخر. وقد قدمت قيادة حزب الشعب الباكستاني عرضا لنواز شريف ليكون رئيسا عندما أعلن وزير الخارجية شاه محمود قرشي، وهو قيادي بارز في حزب الشعب الباكستاني، أن الحزب سوف يحترم رغبة نواز شريف إذا كان يرغب في تولي منصب الرئاسة. وقال جافيد هاشمي وهو نائب أول لرئيس حزب الرابطة الإسلامية (نواز): «لن أعلق على بيان وزير الخارجية لكننا لا نطالب بأن يكون الرئيس المقبل من حزبنا بالضرورة».

وكذلك، فإن الرابطة الإسلامية ـ نواز شريف، أكدت لقيادة حزب الشعب الباكستاني أنها لن تمانع إذا كان الرئيس المقبل من حزبها. وقد عبر قائد بارز في حزب الشعب، وهو منظور أحمد واتو، عن أنه يعتقد بأن زرداري يجب أن يكون هو الرئيس المقبل لباكستان، وقال: «إذا أصبح زرداري هو الرئيس المقبل لباكستان فإن ذلك سوف يعزز الديمقراطية في بلادنا».

ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن يصبح زرداري الرئيس المقبل، بعد أن أكد في السابق أكثر من مرة أنه سوف يعمل على سلب الرئيس كل سلطاته الدستورية، مثل حل الحكومة أو البرلمان أو تعيين رؤساء أركان الجيوش الثلاثة. وهناك إجماع بين الأحزاب السياسية على معارضة التعديلات الدستورية التي قام بها مشرف، ومن الواضح أن كل هذه التعديلات سوف يتم حذفها. ويقول أنصار عباسي وهو محرر في صحيفة «الأخبار» الباكستانية: «لن يكون من المهم الآن تحديد شخصية الرئيس، لانه سوف يصبح منصبا شرفيا فقط، بعد أن يتم سلبه كل سلطاته».

ومن المثير للدهشة أن زرداري أفاد منذ وقت قريب، بأنه من المحتمل جدا أن يكون الرئيس المقبل امرأة. ومنذ إعلانه ذلك، ثارت الشكوك حول من تكون هذه المرأة المقبلة. وقد قال أحد قادة حزب الشعب الباكستاني البارزين لـ«الشرق الاوسط»، رفض الإفصاح عن هويته، بأنه من الممكن أن تكون هناك سيدتان في حزب الشعب الباكستاني تستطيع إحداهما تولي منصب الرئاسة. وقال هذا المسؤول البارز: «إذا كان زرداري جادا، فإن فهميدا ميراز، المتحدثة باسم الجمعية الوطنية، أو فريال تالبور، وهي الأخت الصغرى لزرداري يمكن أن تصبح أي منهما الرئيس المقبل لباكستان».

ومع ذلك، وحسب مصادر حزب الشعب الباكستاني، فإن المرشح الأوفر حظا لهذا المنصب يبقى أفتاب شاهبان ميراني وزير الدفاع السابق، وهو أحد أقارب بي نظير بوتو. ومن بين الأسماء الأخرى التي يجري الحديث عنها بدوائر السياسة في إسلام آباد، أسفانديار والي وهو رئيس حزب أوامي الوطني، وهو أحد أحزاب الائتلاف الحاكم. وقد اقترح قائد حزب الرابطة الإسلامية (نواز) وهو شودهري علي خان اسم أحد رجال السياسة القدماء من بلوشستان، وهو عطاء الله منغال ليكون الرئيس المقبل لباكستان. وهناك اتجاه قوي لأن يكون الرئيس المقبل لباكستان من بين الأقاليم الصغرى. ويرجع ذلك إلى أن الأقاليم الصغرى، مثل بلوشستان لديها شعور بالانفصال، ومن شأن انتخاب رئيس من بلوشستان تعزيز عملية التحول إلى الديمقراطية.

في جميع الاحوال، لدى احزاب الائتلاف الحاكم مهلة شهر للتفكير في خلف مشرف، اذ ينص الدستور الباكستاني على انتخاب رئيس في غضون 30 يوما من شغور المقعد. وقال أكرم شيخ، خبير في القانون الدستوري ومحام في المحكمة العليا: «في خلال 30 يوما، على اللجنة الانتخابية أن تعلن برنامج الانتخابات». ويتم انتخاب الرئيس في برلمانات الاقاليم الاربعة في باكستان، اضافة الى مجلسي الشيوخ والنواب.