النمط الجديد للإرهاب بالجزائر يتركز في منطقة القبائل والصحراء

TT

يتميز النمط الجديد للعمليات المسلحة في الجزائر باستخدامه التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة من حيث الأسلوب، وبتركيزه على القبائل والصحراء من حيث مناطق النشاط. وعلى عكس عمليات القتل الجماعي واستهداف القرويين التي كانت تميز نشاط «الجماعة الإسلامية المسلحة» خلال التسعينات من القرن الماضي، فان نشاط الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت قبل عامين الى القاعدة، بات مرتبطاً بالعمليات الانتحارية على نمط ما يحدث في العراق.

فمن حيث الأسلوب، يرجع باحثون الموجة الأخيرة من أعمال العنف إلى «التأثير الواضح» الذي يلعبه الوضع في العراق على المتشددين في الجزائر. وقال كلود مونيكي، مدير المركز الأوروبي الاستراتيجي لشؤون الاستخبارات والأمن (مقره بروكسل): «لدينا اليوم تأثير واضح جداً لشبكة القاعدة في شمال أفريقيا». وأضاف: «قبل عشر سنوات كانت هناك أعمال عنف في الجزائر لكن لم تكن هناك عمليات انتحارية، وهذا يظهر أن هناك أشخاصاً بدون شك يعودون من العراق ويستطيعون تجنيد انتحاريين».

أما من حيث التركيز الجغرافي على المناطق الواقعة شرق العاصمة والتي تقطنها غالبية من السكان القبائل، فيعدد المسؤولون والباحثون عامل الجغرافيا وانتشار المناطق الغابية هناك من جهة لكنهم لا يغفلون الدور السياسي ومحاولة القاعدة الإفادة من القلاقل التي تثار من حين لآخر بين السكان والسلطات.

وعزا وزير الداخلية يزيد زرهوني أول من أمس جانبا من استفحال الاعمال الارهابية بمنطقة القبائل، إلى انسحاب قوات الدرك منها في 2001 بسبب المواجهات التي جرت بينها وبين قطاع من سكان المنطقة طلبوا مغادرة الدرك، بعد حادثة مقتل شاب في أحد مقراته. وقال وزير الداخلية: «منذ أن انسحب الدرك وجد الإرهابيون ضالتهم».

وتعد ولايات الصحراء الجنوبية من المناطق التي تنشط فيها القاعدة بقوة أيضاً، إذ كان هذا التنظيم نفذ في الصحراء عام 2003، عملية خطف طالت 32 سائحاً أجنبياً، تم تحريرهم كلهم في عملية للجيش عدا رهينة واحدة لقيت حتفها بسبب الحر. ومنذ فبراير (شباط) الماضي خطف تنظيم القاعدة سائحين نمساويين من داخل الصحراء التونسية قبل أن ينقلهما إلى المناطق الواقعة في شمال مالي. ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى الآن.