3 تنظيمات تمارس الإرهاب في الجزائر منذ 16 سنة

أحدها تلاشى والثاني بات مشلولا والأخير التحق بـ«القاعدة»

TT

يقف وراء سلسلة التفجيرات الانتحارية والكمائن ضد الجيش في الجزائر، تنظيم مسلح يسمى «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، وهو مجموعة خرجت من عباءة تنظيم آخر لم يعد له أي وجود في الميدان يسمى «الجماعة الاسلامية المسلحة». ومن الأخيرة تأسس تنظيم يدعى «جماعة حماة الدعوة السلفية».

ونشأت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي تحولت إلى «القاعدة»، في صائفة 1998 في «المنطقة الثانية» في هيكل الجماعة الاسلامية المسلحة من طرف مجموعة من المسلحين يقودهم قائد المنطقة حسان حطاب، حيث أعلنوا انشقاقهم عن الجماعة بدعوى أنها «زاغت عن الجهاد» كما جاء في ميثاق التأسيس. وقد وجد حطاب منطقة القبائل «جاهزة» من حيث توفر السلاح ومخابئ يتحصن فيها عناصر التنظيم الجديد. واستفادت «السلفية» في تلك الفترة من عوامل أخرى، ما زالت قائمة حتى اليوم، شجعتها على الاستقرار بولايات القبائل دون غيرها من الولايات، أهمها طبيعة المنطقة جغرافيا، حيث ساعدت الغابات والجبال والكهوف التي تتميز بها على تشكيل معاقل أضحت في وقت قصير منطلقا لتنظيم كمائن، واعتداءات خاطفة على أهداف أمنية، وأعمال سطو على البنوك ومراكز البريد، وإقامة حواجز مضللة في الطرقات لنهب أموال المدنيين. وتعاقب على قيادة «الجماعة السلفية» أربعة أشخاص، حطاب ثم عبد المجيد ديشو (قتله الجيش في 1999)، ثم عاد حطاب إلى القيادة واستقال في 2003 ثم سلم نفسه العام الماضي للسلطات. وخلفه نبيل صحراوي في القيادة حتى صيف 2004 عندما قتل في كمين للجيش في ولاية بجاية (شرق). وتولى الزعامة عبد المالك دروكدال في خريف 2005، وفي عهده جرت أولى الاتصالات مع تنظيم «القاعدة» بغرض الانضمام إليها، وتم ذلك في سبتمبر (أيلول) 2006.

أما «الجماعة الاسلامية المسلحة»، فلم يعد لها أثر في العمل المسلح بعد تفكيك آخر مجموعة لها في 2005، كان ضمنها آخر زعيم لها يدعى نور الدين بوضيافي المعتقل حالياً. وتأسست الجماعة بعد فترة قصيرة من حل «الجبهة الاسلامية للانقاذ»، وتحديدا في نهاية 1992. وعرفت بمجازرها الرهيبة في 1997 و1998 في عهد قائدها الأكثر دموية يدعى عنتر زوابري الذي قتله الجيش في 2002. وكان تعداد الجماعة مطلع تسعينيات القرن الماضي يتجاوز 20 ألف مسلح، قالت السلطات إن غالبيتهم قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن والبعض الآخر سلم نفسه وسلاحه.

ويوجد تنظيم مسلح ثالث ينسب نفسه إلى التيار السلفي الجهادي، نشاطه قليل لكنه لا يزال يضم مسلحين يجهل عددهم. ويتعلق الأمر بـ«جماعة حماة الدعوة السلفية» التي تأسست في 1997، في غرب الجزائر وكانت تسمى «كتيبة الأهوال»، وهي إحدى المجموعات الرئيسية في الجماعة المسلحة آنذاك. ويقود «جماعة حماة الدعوة السلفية» حاليا شخص شارك في حرب أفغانستان، يدعى «سليم الأفغاني»، واسمه الحقيقي محمد بن سليم. ولم يعرف للتنظيم أي نشاط منذ سنوات طويلة بسبب قلة عدد أفراده وامكانياته المتواضعة. وأظهر في المدة الأخيرة عبر بياناته رفضا شديدا للعمليات الانتحارية التي تقوم بها «القاعدة» وقدم فيها رؤية شرعية.