قيادي بجماعة إخوان مصر: حزب الله يعد نفسه لمعركة قادمة مع إسرائيل ومن مصلحته تأمين الجبهة الداخلية

نفى وجود دور مباشر للجماعة في توصل حزب الله والسلفيين بلبنان إلى وثيقة التفاهم

TT

أكد الدكتور عبد الستار المليجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر «أن الجماعة كتنظيم، بعيدة كل البعد عن الساحة اللبنانية، ولا يمكنها انجاز عمل بحجم اتفاق حزب الله مع السلفيين في لبنان على وثيقة التفاهم التي تم توقيعها يوم الثلاثاء الماضي، غير أن الجماعة تستطيع لعب دور في مثل هذه الأمور من خلال ممثلين لها على الساحة اللبنانيةش، موضحاً «أن هذه الوثيقة تعتبره الجماعة في مصر، عملاً لبنانياً داخلياً بحتاً، وعلى الأخوة في لبنان حسم أمرهم بشأنه داخلياً، سواء بالموافقة، أو بالرفض، ولذلك فإذا كان للإخوان دور، فإنه يكون من خلال ممثليها في لبنان، وليس دوراً مباشراً بالشكل الذي تتحدث عنه التقارير المنشورة إعلامياً».

وقال الدكتور المليجي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة يمثلها في لبنان، الشيخ فيصل المولوي في طرابلس (شمال لبنان)، كما يمثلها الشيخ فتحي يكن في جنوب لبنان، الشيخ المليجي، لكني أعتقد ـ والكلام للمليجي ـ أن المولوي ليس له دور في مثل هذا الاتفاق، لأنه ـ أي المولوي ـ بعيد عن حزب الله، ولا يؤيد ولا يعارضه، بعكس الشيخ فتحي يكن الذي يدعو إلى دعم المقاومة، ومناصرة حزب الله ضد إسرائيل، وسبق ليكن أن أمّ الصلاة في الساحة الكبرى بجنوب لبنان».

وعن تفسيره لتوقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله والسلفيين في لبنان، أعرب المليجي عن اعتقاده بـ«أن حزب الله يعد نفسه لمعركة قادمة مع إسرائيل، وأن من مصلحته تأمين الجبهة الداخلية، كجزء من الإعداد لهذه الحرب، ولذلك نجح في الاتفاق مع التيار الوطني الحر، أكبر التيارات المسيحية في لبنان، والذي يقوده العماد ميشيل عون، وكان من الضروري أن يؤمن الجانب المهم الآخر في لبنان، وهو الجانب السني، فسعى إلى الاتفاق معهم على وثيقة التفاهم، ونجح في النهاية في توقيعها معهم». وأضاف القيادي الإخواني معلقاً «إن حزب الله كجهة مسؤولة على الساحة اللبنانية يحاول (اتقاء شر) هؤلاء الناس ـ يقصد الذين وقعوا معه على وثيقة التفاهم ـ ويصبح بذلك لدى حزب الله مؤيدون من السنة في الجنوب هم الشيخ فتحي يكن وأتباعه، وكذلك جماعة حماس في لبنان بقيادة أسامة حمدان، وكذلك لديه مؤيدون في الشمال هم السلفيون الذين وقعوا الوثيقة المشار إليها».

وأشار المليجي إلى أنه يقول هذا الكلام استناداً إلى موقعه القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، ومعرفته بها، وبكيفية إدارة الأمور داخلها، وكذلك لمعرفته بالساحة اللبنانية، التي وصلها في اليوم الثاني لتوقف الحرب بين حزب الله، وإسرائيل عام 2006، وكانت مهمته هي دراسة وضع المسلمين في لبنان، ومواقفهم مما جرى ويجري في حينها.

وأوضح أنه ذهب إلى لبنان ضمن وفد نقابي مصري يضم ممثلين لنقابات الصيادلة، والمهندسين والعلميين، وأنهم قاموا خلال هذه الزيارة التي دامت نحو شهر بتدريس «كيفية ترميم المنازل التي تعرضت لأضرار في الحرب»، ـ تم تدريسها للمهندسين اللبنانيين، وحضرها نحو ألف مهندس». ويرى المليجي «أن من يقول غير هذا الكلام لا يعرف الساحة اللبنانية، ولا يعرف كيفية إدارة الأمور في جماعة الإخوان المسلمين بمصر».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين بمصر قد نفت رسمياً أي علاقة لها بالتوصل لهذا الاتفاق (وثيقة التفاهم بين السلفيين وحزب الله)، غير أن محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة ونائبه الأول الدكتور محمد حبيب باركا الاتفاق.

وقال عاكف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا شرف لا أدعيه.. فإننا بعيدون كل البعد عن الموضوع»، لكن حبيب قال لـ «الشرق الأوسط» جازماً «إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق»، لكنهما ـ عاكف وحبيب ـ شددا على أنهما مع أي اتفاق وتوافق بين مختلف الاتجاهات الإسلامية، ومع كل ما يعزز عروبة لبنان وهويته، في مواجهة الصهيونية. ويذكر «أن حزب الله والتيار السلفي في لبنان قد وقعا أمس على «وثيقة تفاهم» لمنع الفتنة بين المسلمين الشيعة والسنة في لبنان، لكن تم تجميد الوثيقة، وعلقت الجماعة السلفية العمل بها بسبب معارضة السنة لها.

وتشدد الوثيقة على «حرمة دم المسلم وتحريم وإدانة أي اعتداء من أي جماعة مسلمة على جماعة مسلمة أخرى والامتناع عن التحريض». وتدعو الوثيقة إلى الوقوف في وجه المشروع الأميركي الصهيوني في إثارة الفتن والسعي للقضاء على الفكر التكفيري لدى السنة والشيعة ومؤازرة أي فريق للفريق الآخر في حال تعرضه لأي ظلم والوقوف جنبا إلى جنب بقوة وحزم.

وتنص على تشكيل لجنة من كبار المشايخ للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة مع ضمان حرية المعتقد لكل جهة وعدم فرض أي فريق أفكاره على الفريق الآخر والتأكيد على التفاهم لمنع الفتنة بين المسلمين.