تحطم طائرة تقل 175 راكبا في مطار مدريد.. ونجاة 26 شخصا

أحد الركاب الناجين: سمعت انفجارا في مؤخرة الطائرة وبدا أنها حافظت على توازنها لوهلة

مروحيتان وسيارات إسعاف في محيط المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة أمس (رويترز)
TT

قتل نحو 146 شخصا في تحطم طائرة ركاب اسبانية كانت تقل 172 راكبا من بينهم ستة من أفراد الطاقم، بعد انحرافها عن المدرج في مطار مدريد أمس. وقال عمال إنقاذ ان 26 شخصا فقط نجوا من حادث تحطم الطائرة، من دون أن يعلن عن جنسية ركاب الطائرة.

وقال متحدث باسم اجهزة الطوارئ ان الطائرة التابعة لشركة «سباناير» الاسبانية انحرفت عن المدرج في مطار مدريد واندلعت فيها النيران عندما هبطت اضطراريا بعد وقت قصير من اقلاعها من مطار باراخاس في مدريد متوجهة الى لاس بالماس في جزر الكناري.

واكدت المتحدثة باسم الصليب الاحمر الاسباني اوليفيا اكوسا ان الناجين من الحادث البالغ عددهم 26 شخصا، أصيبوا اصابات بالغة إلا انه ليست كل الاصابات تعرض حياتهم للخطر. وقالت ان العديد يعالج من اصابات ناتجة عن حروق. واعلن الصليب الاحمر ايضا انه نصب عيادة نقالة في المطار واستعان بأطباء نفس لتهدئة روع اهالي ركاب الطائرة الذي راحوا يتوافدون الى المطار.

وقالت كارلوتا فومينا، صحافية اسبانية، لتلفزيون الـ«سي إن إن» الاميركي، انها تحدثت الى أحد الركاب الناجين وأخبرها انه قبيل وقوع الحادث سمع انفجارا في مؤخرة الطائرة، الا ان الطائرة بدت للحظات وكانها تمكنت من الحفاظ على توازنها وبدأت تحط على المدرج. ونقلت محطات التلفزة الاسبانية ان سبب الحادث قد يكون عطلا في محركات الطائرة. وقال شاهد عيان ان الشرطة اغلقت طرفي المدرج حيث توقفت اكثر من 20 سيارة اسعاف وعدد كبير من عربات الاطفاء. وبدا العشرات من الاقارب يتوافدون في ذهول الى المطار فيما كان يحاول متطوعون في الصليب الاحمر أن يهدئوا من روعهم.

وتصاعدت اعمدة الدخان من حطام الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة رقم 5022. والقت المروحيات المياه لإخماد النيران التي اشتعلت في الطائرة التي كانت تقل أيضا ركابا من رحلة «لوفتهانزا»، وهي شركة طيران ألمانية، رقم 2554، مما قد يكون مؤشرا الى امكانية وجود سياح ألمان في الطائرة.

وأعلنت هيئة النقل لسلامة الطيران الاميركية ارسال فريق من المحققين الى مدريد للمساعدة في التحقيق بسبب اصطدام الطائرة، لان الطائرة هي من صنع أميركي، من طراز «ماكدونيل دوغلاس إم دي 82».

وتعتبر شركة «سباناير»، المتفرعة عن شركة «ساس» الاسكندنافية للطيران، ثاني اكبر شركة طيران في اسبانيا بعد «ايبيريا». وكان خمسة ركاب قد اصيبوا بجروح في حادث اخلاء طارئ جرى في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2006 اثناء رحلة لـ«سباناير» من منطقة الباسك الى برشلونة.

وتأسست الشركة في عام 1986 وتقول انها نقلت اكثر من 104 ملايين مسافر من نحو مائة مدينة اوروبية الى اسبانيا منذ ذلك الحين. كما انها عضو في شبكة «ستار الاينس»، الا انها تحدثت أخيرا عن الاستغناء عن نحو ربع موظفيها البالغ عددهم 4000 بسبب ازمة ارتفاع اسعار الوقود. واعلنت الشركة عن خسائر مقدارها 41 مليون يورو (62 مليون دولار) في الربع الاول من العام.

ويعتبر هذا الحادث هو الاول من نوعه في المطار من ديسمبر (كانون الاول) عام 1983 عندما قتل 93 شخصا بعد ان اصطدمت طائران اسبانيتان ببعضهما عند الاقلاع. ويبعد المطار 13 كيلومترا عن وسط مدريد للجهة الشمالية الشرقية، وهو المطار الاكثر ازدحاما في البلاد ويستعمل حوالي 40 مليون مسافر سنويا.