الصومال: هجوم على القوات الأفريقية بعد ساعات من تمديد مجلس الأمن لبقائها

مقتل 4 جنود إثيوبيين في أعمال عنف متفرقة شمال شرقي مقديشو

TT

قتل 5 أشخاص علي الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين بجراح في هجوم شنه مسلحون إسلاميون على موقع لقوات حفظ السلام الأفريقية في مقديشو.

جاء الهجوم بعد ساعات من اتخاذ مجلس الأمن قرارا بتمديد مدة عمل قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال لـ6 أشهر أخرى. ووقع الهجوم فجر امس في منطقة كيلو 4 الواقعة علي الطريق بين القصر الرئاسي ومطار مقديشو حيث تتمركز فيها القوات الأفريقية. وأعلن متحدث باسم حركة شباب المجاهدين مسؤولية مقاتلي التنظيم عن هذا الهجوم ومصرع خمسة من عناصر قوات حفظ السلام الأفريقية، لكن المتحدث باسم القوات الأفريقية لحفظ السلام في الصومال نفى ذلك، وقال بريجي بهوكو إن الهجوم وقع فعلا ولكنه لم يؤد الى خسائر بشرية في صفوف قوات حفظ السلام الأفريقية.

وتزامن هذا الهجوم مع توصل مجلس الأمن الدولي الى قرار بالإجماع بتمديد مدة بقاء قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال لـ 6 أشهر أخرى، الأمر الذي فسر بأنه بمثابة رسالة من المقاتلين الإسلاميين الى مجلس الأمن بأن هذه الخطوة الأخيرة بتمديد بقاء القوات الأفريقية في البلاد أمر مرفوض من قبلهم. وتتبنى حركة شباب المجاهدين موقفا متشددا إزاء نشر القوات الأجنبية في الصومال سواء تحت مظلة الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تطالب فيه كل من الحكومة الصومالية الانتقالية وتحالف المعارضة، مجلس الأمن الدولي في اتفاقية جيبوتي الثانية التي وقعها الطرفان يوم الاثنين الماضي، التعجيل بنشر قوة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة لتسهيل انسحاب القوات الاثيوبية من البلاد. وكان الاتحاد الافريقي قد وعد قبل سنوات بإرسال 8 آلاف جندي الى الصومال، لكن العدد الموجود فعليا على الأرض لا يتجاوز ربع العدد الموعود، حيث أرسلت دولتان أفريقيتان فقط، هما أوغندا وبروندي، جنودا الى الصومال فيما تأخر وصول جنود دول اخرى، لأسباب مالية وفنية كما أعلن عن ذلك في أكثر من مرة. وتقوم القوات الأوغندية والبروندية بحراسة عدد من المواقع المهمة مثل المطار والميناء والقصر الرئاسي.

والى جانب المواجهات بين مقاتلي تنظيم الشباب وعناصر قوات حفظ السلام الأفريقية عمت أعمال عنف متفرقة أنحاء العاصمة امس قام بها مقاتلون إسلاميون ضد القوات الإثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية ما ادى الى مقتل 4 جنود إثيوبيين اثنان منهما بنيران قناصة والآخران في تفجير لغم أرضي زرع بجانب الطريق في شمال شرقي العاصمة. كما قتل 3 جنود صوماليين جراء انفجار استهدف دورية عسكرية راجلة بحي المدينة جنوب العاصمة مقديشو.

وفي مدينة كيسمايو بجنوب الصومال (500 كلم الى الجنوب من مقديشو) اندلعت اشتباكات بين مقاتلي تنظيم «الشباب» ومليشيات قبلية تابعة لوزير الدفاع السابق العقيد بري هيرالي. وجاءت هذه الاشتباكات بعد انفجار لغم على عربة عسكرية تابعة للمليشيات القبلية في المدينة، ثم قامت هذه المليشيات بمهاجمة مواقع كانت تتمركز فيها مليشيات الشباب في أطراف كيسمايو. وامتدت المواجهات الى داخل المدينة حيث استولى مقاتلو الشباب على بعض المواقع، لكنها لم تتمكن من الاستيلاء على كيسمايو بشكل كامل. وكان مقاتلو الشباب قد وصلوا الى أطراف كيسمايو الأسبوع الماضي، لكنهم اكتفوا بالسيطرة فقط على بعض نقاط التفتيش في مخارج المدينة. ومنذ ذلك الوقت وكيسمايو تشهد تحركات قبائلية لمنع مقاتلي الشباب من دخول كيسمايو والاستيلاء عليها. وتتمتع كيسمايو بموقع استراتيجي عسكري واقتصادي حيث تضم واحدا من أكبر الموانئ بجنوب البلاد، ومن يسيطر عليها يتحكم في منطقة جوبا الواسعة بجنوب الصومال.

على صعيد آخر أعلن الشيخ حسن طاهر أويس، الزعيم الجديد لتحالف المعارضة الصومالية (جناح أسمرا)، مجددا عن موقفه الرافض لاتفاقية جيبوتي بين الحكومة وتحالف المعارضة بقيادة الشيخ شريف شيخ أحمد، وصرح أويس بأن اجتماعات جيبوتي «عبارة عن مؤامرة ضد الشعب الصومالي ولا يمكن أن تحقق شيئا». وقال «أصبح من المعروف أنه كلما تقترب الحركات التحررية من تحقيق أهدافها يتم إلهاؤها بمفاوضات هنا وهناك لتشتيت صفوفها وصرفها عن أهدافها وأن ما يجري في جيبوتي هو في هذا الاتجاه». وذكر الشيخ أويس أنه ليس هناك ما يمكن تسميته «هدنة» وأن «اتفاقية جيبوتي تعطي الإثيوبيين حق البقاء في البلاد وتهدر حق المقاومة في مواصلة نضالهم ضد العدو».