مقتل العشرات في انفجارين أمام مصنع سلاح بباكستان

طالبان تعلن مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري وتهدد بالمزيد

TT

اعلنت حركة طالبان المقربة من «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري المزدوج، الذي اوقع امس 59 قتيلا على الاقل، امام اكبر مصنع عسكري في باكستان قرب اسلام اباد، مهددة بشن هجمات اخرى. ويندرج الهجوم في اطار موجة لا سابق لها من الاعتداءات، التي تشهدها باكستان وينفذها اسلاميون قريبون من «القاعدة» وحركة طالبان، وقد اسفرت هذه الموجة عن مقتل 1200 شخص تقريبا في غضون عام.

واعلن مولوي عمر، المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، التي تضم عددا من المجموعات المسلحة الاسلامية المتطرفة، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول، ان «حركة طالبان باكستان تتبنى مسؤولية الهجوم، انتحاريونا نفذوا التفجيرين ردا على العمليات العسكرية في سوات وباجور».

وشنت القوات الباكستانية منذ اسبوعين هجوما عسكريا واسع النطاق اسفر بحسب الجيش عن 500 قتيل في صفوف المقاتلين الاسلاميين في منطقة باجور القبائلية في شمال غرب البلاد والحدودية مع افغانستان. واعقبت هذه العملية اخرى مشابهة في يوليو (تموز) في وادي سوات في شمال غرب البلاد ايضا.

واضاف المتحدث، الذي هدم الجيش منزله في باجور ان «القوات الحكومية لم تقتل الا مدنيين في هذه العمليات ولم تنجح في اخضاعنا». وتابع متوعدا، «ستكون هناك عمليات مشابهة في مدن باكستانية اخرى مثل لاهور (شرق) واسلام اباد وروالبندي (ضاحية العاصمة)».

وسبق لهذه المدن الثلاث ان شهدت موجة هجمات تضرب خلال العام الحالي باكستان.

وكان انتحاريان قد فجرا نفسيهما امام مصنع عسكري للسلاح شمال باكستان امس، مما ادى الى مقتل 59 شخصا على الاقل، في هجوم يزيد من ضعف الائتلاف الحاكم الذي تشله خلافات داخلية.

ووقع التفجيران في وقت واحد، بينما كان العمال يخرجون من المصنع في مدينة واه القريبة من اسلام اباد، الذي يعد واحدا من اكثر المنشآت حساسية في البلاد.

وقال ناصر دراني قائد شرطة مدينة تاكسيلا المجاورة لمنطقة واه، لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «الهجوم ضخم، يبدو ان رجلين فجرا نفسيهما امام بوابتي المصنع، خلال فترة تغيير مناوبات العمال»، موضحا ان «الانتحاريين وصلا مشيا على الاقدام وفجرا نفسيهما في فترة تفصل بينها اقل من دقيقة». واضاف انه تأكد مقتل 59 شخصا واصابة نحو سبعين اخرين بجروح. وشاهد مراسل الصحافة الفرنسية جثة رجل ملتح يعتقد انه احد الانتحاريين ملقاة على الطريق امام احدى البوابتين، كما شاهد ساقا مقطوعة واحذية مبعثرة وعددا من الدراجات الهوائية المحطمة قرب المكان. وشوهد عشرات من الجنود والشرطة وعمال الانقاذ بستراتهم البرتقالية في موقع التفجير. ودان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الهجوم بشدة واصدر «توجيهاته الى السلطات ببذل الجهود للكشف عن الايدي الخفية وراء الحادث»، حسبما نقلت وكالة اسوشيتد برس الباكستانية للانباء.