روسيا تعلن بدء سحب قواتها من جورجيا وتجمد تعاونها العسكري مع الناتو

تبليسي تتهم موسكو بممارسة الخداع وتؤكد أنها تعيد التموضع داخل أراضيها ولا تنسحب

نساء لاجئات من أوسيتيا الجنوبية بانتظار نقلهن الى غوري (أ.ف.ب)
TT

أعلن الكرملين امس أنه بدأ خطواته الفعلية الأولى لسحب الجنود الروس من جورجيا ولكن مع بقاء نقاط التفتيش التي يديرها الجيش الروسي على الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية في منطقة الاحتلال الروسية، وفي وقت أعلن فيه حلف الاطلسي أن روسيا أبلغته عن وقف تعاونها العسكري معه.

وقال المتحدثة باسم الحلف: «تلقينا البلاغ من الروس من خلال قنوات عسكرية ويقولون فيه أنهم قرروا وقف نشاطات التعاون العسكري الدولية بين روسيا ودول حلف الأطلسي». ووصفت واشنطن قرار روسيا وقف تعاونها العسكري معها بأنه أمر «مؤسف».

وبالعودة الى اعلان روسيا بدء سحب قواتها من جورجيا، قال الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، ان روسيا تحاول «خداع الرأي العام العالمي» في ما يتعلق بانسحاب قواتها من بلاده. وقال في مقابلة مع قناة فرانس ـ 24 الاخبارية ان «الروس يؤكدون انهم يحترمون الوعود التي قطعوها للرئيس (الفرنسي) نيكولا ساركوزي (بما خص الانسحاب من جورجيا) في حين أنهم في الواقع ينسحبون من كبرى المناطق الآهلة مثل غوري لاعادة التموضع في اماكن استراتيجية».

واضاف: «لقد سيطروا على سبيل المثال على اخالغوري (شمال غربي تبليسي) التي تتمتع باهمية استراتيجية. انهم يحفرون قرب مرفأ بوتي، المرفأ الرئيسي في جورجيا ويبنون تعزيزات. وهم يواصلون هدم البنى التحتية المدنية في سائر انحاء البلاد».

من جهته، قال متحدث باسم الجيش الروسي لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء ان عناصر قتال من الجيش الروسي الـ 58 تقوم بإخلاء المناطق المحيطة ببلدة غوري شمال جورجيا وستعود إلى أوسيتيا الجنوبية خلال اليومين المقبلين. وقال المسؤول الروسي إن المجموعة الأولى التي تضم مائة مركبة وصلت إلى تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية في التاسعة صباح امس. وقال شهود عيان إن وسائل الاعلام الجورجية نشرت صورا لدبابات روسية وناقلات جنود تتجه من غوري إلى الشمال ولكن ظلت نقاط التفتيش الروسية على الطرق كما هي.

وكان رئيس هيئة اركان الجيش الروسي أناتولي نوجوفيتسين قد قال في مؤتمر صحافي في وقت سابق أمس: «بدأ الانسحاب بمعدل يجعل كل القوات الروسية خلف خط المنطقة التي نتولى مسؤوليتها بحلول نهاية 22 أغسطس (آب)». وقال ان المنطقة العازلة ستضم سلسلة من نقاط التفتيش تتحكم بها قوة حفظ السلام الروسية التى تضم 272 جنديا. واشار الى ان المنطقة العازلة لن تضم مدينة غوري الاستراتيجية. واتهم الجنرال الروسي من جهة أخرى منظمة الامن والتعاون في أوروبا بتغطية الاستعدادات العسكرية الجورجية لاستعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي قبل العملية التي شنتها روسيا الاسبوع الماضي. وقال: «هناك شكوك إزاء دور منظمة الامن والتعاون في أوروبا في المرحلة الاولى من الصراع.. أبلغ الجانب الجورجي المنظمة بأن جورجيا ستشن غزوا لكنها لم تحذر قوات السلام الروسية». الى ذلك، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اعتراف بلاده المحتمل باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللتين تطالبان بالانفصال عن جورجيا سيتقرر تبعا لسلوك الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للانباء.

من جهة أخرى، طرحت روسيا على مجلس الامن الدولي مشروع قرار أول أمس، وصفه سفيرها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين بانه مطابق لخطة السلام مع جورجيا التي تولت فرنسا اجراء مفاوضات بشأنها. لكن نائب السفير الاميركي لدى الامم المتحدة اليخاندرو وولف اعتبر ان الوثيقة تمثل تفسير روسيا الخاص للأحداث وهو ما يجعل الموافقة عليها غير محتملة.

ومشروع القرار الذي وزع على الصحافيين يتضمن دعم مجلس الامن الدولي لخطة السلام الواردة في ست نقاط ووافقت عليها موسكو في 12 اغسطس (آب) خلال محادثات بين الرئيسين الروسي ديميتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي. وينص على ان «في انتظار وضع آليات دولية، تتولى قوات حفظ السلام الروسية اتخاذ اجراءات امنية اضافية» كما يدعو النص الى «فتح مفاوضات دولية حول ترتيبات أمن واستقرار دائمة في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا». إلا ان السفير الاميركي لدى الامم المتحدة قال ان «مشروع القرار هذا هدفه إعطاء موافقة على تفسير روسي لا نوافق عليه». واضاف: «لدينا اتفاق وتم توقيعه، وهو لا يطبق» في اشارة الى خطة ساركوزي. واعتبر ان «اعتماد مجلس الامن لقرار يكرر ذلك لن يغير الوقائع».