قنابل بين جبل محسن وباب التبانة تبقي طرابلس في أجواء التوتر

الجسر ردا على عون: الإرهاب جاء إلى الشمال ولم يأتِ منه

TT

تسبب القاء مجهولين قنابل يدوية في منطقة خط التماس بين محلتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس، ببقاء الوضع في حال من التوتر، في وقت أحيت فاعليات المدينة ذكرى مرور أسبوع على التفجير الارهابي الذي استهدف تجمعاً للجنود اللبنانيين وأودى بحياة عشرة منهم الى جانب عدد من المدنيين. وقد رفض ممثل «تيار المستقبل» النائب سمير الجسر مقولة ان الارهاب يأتي من الشمال التي سبق ان أعلنها النائب ميشال عون. ورد بأن «الإرهاب جاء إلى الشمال».

وقد ذكرت مصادر أمنية ان مجهولاً ألقى ليل الاربعاء ـ الخميس قنبلة يدوية في شارع سورية الفاصل بين جبل محسن حيث تعيش غالبية علوية وباب التبانة ذات الغالبية السنية. كما ألقيت قنبلة يدوية أخرى عند الاولى من فجر أمس في حي البقار، رافقتها رشقات نارية لم يعرف مصدرها. كذلك اشتبه بجسم غريب أمام منزل رئيس «حركة التوحيد الإسلامي» بلال شعبان في محلة أبي سمراء. فضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المكان. واستدعى خبير عسكري للكشف على الجسم فتبين انه مجرد كيس نفايات. الى ذلك، نظم «اللقاء اللبناني الموحد في الشمال» لقاء لمناسبة مرور اسبوع على الانفجار الارهابي في طرابلس، حضره النواب سمير الجسر ومحمد كبارة ومصطفى علوش وبدر ونوس، والنائبان السابقان اسعد هرموش وخالد الضاهر والشيخ ماجد درويش، ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ومنسق «تيار المستقبل» في الشمال عبد الغني كبارة.

وتحدث النائب الجسر باسم «تيار المستقبل» فأكد: «أن أحدا لن ينال من طرابلس واهلها الذين سيفرضون المعادلة السياسية التي دائما ما كانت الا لمصلحة الوطن ومصلحة الانسان فيه وبما يرضي الله عز وجل».

وأشار إلى «أن غزوة بيروت اعترضت عليها طرابلس وبحزم. وخشية مما هو مقدر لانتخابات 2009، بدأوا بنكء الجراح التي اعتقدنا انها اندملت. وبدأوا بانفاق المال النظيف على مجموعات معسكرة وغير معسكرة تمهيدا لمصادرة توجه الناس وقرار الناس ونفس الناس، ظنا منهم ان طرابلس تباع وتشرى، او ان طرابلس تؤخذ رهينة».

وفي رده على ما كان اعلنه النائب ميشال عون من ان الارهاب يأتي من الشمال، قال الجسر: «لا يا جنرال، تبين الأمر قليلا. الارهاب لم يأت من الشمال. الارهاب جاء الى الشمال وطاول أهله وأبناءه. ولا يحاولن أحد أن يقنعنا بأن أهل الشمال يحاولون الانتحار بالارهاب. هم الضحايا، وليسوا المرتكبين».

من جهته، قال النائب كبارة: «ان طرابلس هي التي صنعت الاستقلال الأول عندما وقف أبناؤها في مواجهة الدبابات الفرنسية، ولم يخافوا الموت وتحدوا تلك الدبابات التي سارت على أجسادهم الطاهرة. وهي التي وقف أبناؤها مجددا لصناعة الاستقلال الثاني. وستبقى طرابلس عاصمة للصمود في وجه مشاريع الابتلاع والاخضاع. وستبقى عاصمة التحدي لاسقاط مشاريع الهيمنة».

وأمل في «أن يتم التوافق على طاولة الحوار الوطني من أجل أن نتجاوز المرحلة الصعبة التي عشناها» مؤكدا أن « أي سلاح أو مقاومة خارج نطاق الدولة هو انتقاص من سيادتها. وهو مرفوض ويجب وضع حد له».

وتحدث هرموش باسم «الجماعة الإسلامية» فقال: «ان طرابلس عصية على الكسر والتفجير والاحتواء، كما هي عصية على حروب الداخل بوحدة أبنائها وقواها السياسية الحية المتمسكة بقيام الدولة بكل مؤسساتها». واضاف: «حدثونا عن وثيقة التفاهم (بين «حزب الله» وبعض الجماعات السلفية). أي تفاهم هذا؟ فمن يريد أن يدخل بيتنا عليه أن يطرق الباب الكبير من بيروت، باب مظلومية الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباب دار الفتوى والحركات والجمعيات الاسلامية الأصيلة. من يريد أن يتفاوض او يتفاهم يعرف الباب. ويجب الا يأتي من النافذة».

وطالب بعقد مؤتمر اسلامي وطني برعاية دار الفتوى لـ«تأكيد ثوابتنا الاسلامية والوطنية وعلى أساسها نتفاهم مع الجميع. نحن مع الدولة وضد الفتنة المذهبية والطائفية. وكنا دائما الى جانب الوحدة الوطنية والعيش المشترك. هذا هو تاريخنا، فأين هو تاريخهم؟».

من جهته، اكد الضاهر باسم «اللقاء الاسلامي المستقل» أن «طرابلس ستبقى الاحرص على الدولة ومؤسساتها. لكن، ويا للأسف الشديد، هناك من استباح الدولة والمؤسسات وأراد فرض رؤيته وقوانينه علينا، فكنا أمام غابة سلاح قطعوا العهود والوعود بأنه سيصوب الى العدو الصهيوني، فاذا به يصول ويجول في شوارع بيروت يحاول فرض الشروط والسيطرة على البلد وفرض واقع سياسي جديد يجعلنا جميعا نعيش في كنف تنظيم حزب الله».

من جانب اخر، أقدمت أمس مجموعات من سكان طرابلس، وخصوصا عند مداخل أحياء ابي سمرا والحدادين والخناق والأحياء الشعبية في المدينة القديمة، على إحراق الاطارات والتظاهر احتجاجاً على استمرار قطع التيار الكهربائي عشوائيا ولفترات طويلة، الأمر الذي أدى الى تلف المواد الغذائية في المنازل والمتاجر والحاق أضرار كبيرة بالأدوات الكهربائية والاجهزة الالكترونية في الأماكن السكنية والمكاتب والمؤسسات التجارية والصناعية والمصرفية. الى ذلك، نبه النائب عن عكار محمود المراد (تيار المستقبل) وزير الطاقة آلان طابوريان من «السياسة الكيدية في توزيع التغذية بالكهرباء على اساس الانتماء السياسي». ودعاه الى «تصحيح الوضع، وإلا سيكون أول من يحترق بها إذا حاول ادارة معركته الانتخابية عن طريق الكهرباء».