إيران وقطر تعلنان استعدادهما لعقد مؤتمر لحل المشاكل في الشرق الأوسط

طهران تعلن بدء استخدام غواصة جديدة.. وتخطط لمهمة فضاء مأهولة خلال 10 سنوات

الرئيس الإيراني وأمير قطر يستعرضان حرس الشرف خلال مراسم استقبال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في طهران أمس (رويترز)
TT

قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، انه مستعد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لعقد اجتماع لحل المشاكل الإقليمية في الشرق الأوسط في المستقبل القريب، معربا عن أمله في أن يؤدي عقد مثل ذلك المؤتمر الى تعزيز التعاون الثنائي والجماعي في الشرق الأوسط، مشددا على دعم طهران جهود الدوحة للتوسط وحل نزاعات المنطقة. وجاءت تصريحات أحمدي نجاد التي نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) امس، خلال مباحثاته امس بين احمدي نجاد وأمير قطر في طهران، وبعد تقرير بثه تلفزيون «برس تي في» الإيراني يوم الأحد الماضي، تضمن اهتمام قطر ببدء وساطة رسمية بين فتح وحماس، وذلك وسط تقارير متزايدة بأن الوساطة المصرية وصلت الى طريق مسدود، على خلفية اتهامات متبادلة بين القاهرة وحماس، حول سبب تعثر الوساطة حتى الآن. وجاءت الأفكار حول وساطة قطرية بين فتح وحماس، بعد ان تمكنت قطر من جمع المعارضة والموالاة في لبنان للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد اسابيع من المواجهات المسلحة والجمود السياسي. وقالت وكالة «ارنا» ان احمدي نجاد رحب بمبادره أمير قطر، بعقد اجتماع مشترك لمعالجة القضايا الاقليمية، معربا عن امله في ان تفضي هذه الاجتماعات الى تطوير التعاون الثنائي ومتعدد الاطراف بين دول المنطقة. وأبدي أحمدي نجاد في هذه المحادثات، التي جرت في مقر رئاسة الجمهورية بطهران أمس، ارتياحه لتعزيز العلاقات بين طهران والدوحة على جميع الأصعدة، وقال ان التعاون بين ايران وقطر يخدم صالح المنطقة والعالم الاسلامي، موضحا أنه بحث مع الشيخ حمد بن خليفة آخر المستجدات في المنطقة وسبل تطوير العلاقات بين إيران ودولة قطر.

وأكد أحمدي نجاد اهمية التعاون المشترك والحوار لمعالجة القضايا الاقليمية والدولية وقال، ان اعداء شعوب المنطقة سيصابون باليأس والإحباط، عندما تعتزم دول المنطقة وايران، اجراء محادثات لتنمية التعاون والتأكيد على النقاط المشتركة.

من جانبه، أشار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الى آخر المستجدات والأوضاع في المنطقة، ووصف العلاقات بين الدوحة وطهران بالودية والمتنامية والراسخة. وأكد أهمية التعاون بين الدول الاسلامية في المنطقة، للمزيد من التقارب بين شعوبها، وأشار الى محاولات الدول الغربية الرامية للمساس بعلاقات دول المنطقة مع إيران، موضحا «أن الدول الغربية، ومن خلال خلق الذرائع، تحاول استغلال دول المنطقة ضد ايران، الا ان التعاون المشترك بين دول المنطقة، بإمكانه ان يحبط كافة مؤامرات الاعداء».

وكان أحمدي نجاد قد استقبل أمير قطر امس، وحضر مراسم الاستقبال النائب الاول لرئيس الجمهورية برويز داودي، ووزير الخارجية منوشهر متقي والمستشار الأعلى لرئيس الجمهورية مجتبي ثمرة هاشمي.

ورافق أمير دولة قطر في هذه الزيارة، التي استمرت يوما واحدا، وفد رفيع المستوى.

يأتي ذلك، فيما قال أمين علم مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، ان إيران تعتبر القوة الاولى في المنطقة من حيث العديد من المؤشرات لا سيما السياسية والعسكرية. وقال رضائي في مراسم احياء ذكرى شهداء مدينة كهكيلويه خلال الحرب العراقية الإيرانية، إنه خلال ذلك الوقت لم تكن إيران تمتلك قوة سياسية وعسكرية ملحوظة، إلا ان إيران استطاعت ان تتجاوز المصاعب حتى أصبحت، بحسب ما قال، تعتبر القوة الاولى في المنطقة. وأضاف «في مرحلة الدفاع ‌المقدس (سنوات الحرب مع العراق بين 1980 و1988) لم يكن العتاد الحربي متوفرا بصورة كافية للكثير من المعدات العسكرية الايرانية مثل الطائرات والسفن الحربية». وتابع: «رغم أن الجيش العراقي وبدعم شامل من اميركا، كان يحاول وضع ايران أمام خيار اللاحرب واللاسلم، الا انه وفي ظل التدابير الحكيمة للامام الراحل آية الله الخميني، فقد تم احباط هذا المخطط البغيض». يأتي ذلك فيما قال التلفزيون الحكومي الإيراني، ان طهران تخطط لإرسال مهمة مأهولة الى الفضاء في السنوات العشر المقبلة، بعد ايام من اعلان طهران انها وضعت نموذجا على شكل قمر صناعي في الفضاء. وتكنولوجيا الصواريخ الذاتية الدفع البعيدة المدى المستخدمة في وضع اقمار صناعية في الفضاء، يمكن ان تستخدم ايضا في اطلاق اسلحة. وتقول ايران انها ليست لديها نوايا من هذا النوع. ونقل التلفزيون الحكومي عن رضا تقي بور رئيس منظمة الفضاء الايرانية قوله، ان «من بين اهداف برنامج الفضاء الايراني، الذي تبلغ مدته عشر سنوات، ارسال صاروخ مأهول الى الفضاء». وأضاف «وخلال فترة الشهور الستة المقبلة الى عام، سيتم تحديد الموعد الدقيق لهذه المهمة». وقال تقي بور ان ايران ستتعاون مع الدول الاسلامية في بناء قمر صناعي يطلق عليه بشارات، أي «الأخبار الطيبة». وقال ايضا ان ايران تعمل مع روسيا ودول آسيوية اخرى، من اجل اطلاق قمر صناعي آخر.

يأتي ذلك بعدما أعلن قائد السلاح البحري الإيراني الأميرال حبيب الله سياري ليل اول من امس، أن غواصة محلية الصنع ستنضم الأسبوع المقبل إلى السلاح البحري الإيراني. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن سياري قوله، خلال كلمة ألقاها في مركز تدريب العلوم البحرية في مدينة رشت، إن «هذه الغواصة تم تصميمها وتصنيعها من قبل المتخصصين المحليين، وستنضم إلى أسطول غواصات القوة البحرية». وأشار إلى أن «القوة البحرية حققت أهدافها أسرع من الخطة الموضوعة، من حيث تدريب الكوادر المتخصصة والملتزمة وتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل». وأوضح سياري أن «محور أنشطة القوة البحرية يتركز على المعارك في غور البحار»، مضيفا أنه «بذلت جهود مكثفة بعد انتصار الثورة، للوصول إلى هذا التكتيك وهذه الخبرة، وبالنسبة للعالم، فإن هذا الأمر يعتبر أمرا مثيرا للدهشة، حيث استطعنا امتلاك هذه التكنولوجيا خلال هذه المدة».

على صعيد آخر، اصدر المصرف المركزي الايراني ورقة مالية جديدة، وصفها بـ«الشيك» قيمتها 500 الف ريال (حوالي 35 يوروا)، ستكون الاكبر منذ اصدار ورقة الخمسين الف ريال في مارس (اذار) 2007.

وأفاد المصرف المركزي في بيان بثه التلفزيون الإيراني امس، بأن الورقة التي انزلت الى الاسواق السبت من دون سابق اعلان، «ستكون وظيفتها كأي ورقة مالية بنكية». ويتعامل الايرانيون بأوراق مالية عادية صادرة عن المصرف المركزي وبشيكات صادرة عن المصارف التجارية. وقد اصبح اصدار هذه الشيكات حكرا على المصرف المركزي.

وأوضح محافظ البنك المركزي طهماسب مظاهري، ان هذه الخطوة الأخيرة، تهدف الى التحكم بشكل أفضل بضخ النقد في الدورة الاقتصادية. ويعتبر ضخ النقد من ابرز اسباب التضخم، الذي بلغت نسبته في يونيو (حزيران) 26% على مدى عام. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن مظاهري قوله، ان «الشيكات القديمة التي كانت تصدرها مصارف مختلفة، قللت من امكانات التحكم بالكتلة النقدية». وكانت قيمة بعض الشيكات الصادرة عن المصارف تصل الى خمسة ملايين ريال (حوالي 350 يوروا).

وتشبه الشيكات الجديدة الصادرة عن المصرف المركزي الأوراق النقدية وصلاحيتها غير محددة بفترة زمنية، بينما كانت الشيكات السابقة صالحة لمدة عام. واوضح مظاهري ان شيكا بقيمة مليون ريال (حوالي سبعين يوروا) سيصبح في التداول اعتبارا من السبت المقبل. وقد تكون هذه الشيكات الجديدة مقدمة لإصدار عملة إيرانية جديدة.