الأسد يجدد دعمه للعمل العسكري الروسي في جورجيا.. ويشبه أزمة القوقاز بالشرق الأوسط

عسكريون روس يلمحون إلى إمكانية أن تزود بلادهم سورية بمنظومات صاروخية دفاعية

TT

أثنى الرئيس السوري بشار الاسد على «شجاعة روسيا» وأكد انه يتفهم ان «رد الفعل العسكري الروسي على جورجيا جاء بعد استفزازات» تبليسي. وعبّر الرئيس السوري عن دعمه الشديد لروسيا في ما يتعلق بالوضع في جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين عن جورجيا.

وخلال زيارة لروسيا استغرقت يومين التقى فيها الاسد نظيره الروسي دميتري ميدفيديف في منتجع سوتشي على ضفاف البحر الاسود، قال الاسد: «ندرك لب الموقف الروسي، ونقدر ان رد الفعل العسكري جاء ردا على الاستفزاز الجورجي... ونقدر شجاعة روسيا التي قبلت المبادرات الدولية وقررت سحب قواتها من منطقة النزاع» في جورجيا. وأضاف: «نحن ضد اي مبادرة تهدف الى تشويه صورة روسيا او تفسير موقفها خطأ».

وتحدث الاسد عن الكثير من أوجه الشبه القريبة بين ما يجرى في القوقاز وعملية التسوية السلمية في الشرق الاوسط «من منظور الاهمية الاستراتيجية للمنطقتين»، وقال ان سورية تقدر الموقف الشجاع للقيادة الروسية التي اتخذت قرار الانسحاب، مؤكدا ادانة بلاده لكل محاولات تشويه صورة روسيا، التي وصف تصرفاتها بالـ«منطقية».

من جانبه، اعرب الرئيس الروسي لضيفه السوري عن شكره لتأييد مواقف بلاده، مشيرا الى ان الخسائر البشرية بين سكان اوسيتيا الجنوبية بلغت، وبحسب تقديرات الخارجية الروسية، نحو 1600 شخص معظمهم يحملون الجنسية الروسية. وتناول الرئيسان بعض القضايا السياسية في الشرق الاوسط، وفي مقدمتها التسوية السياسية للنزاع العربي ـ الاسرائيلي والاوضاع في لبنان والعراق والملف النووي الايراني الى جانب قضايا العلاقات الثنائية بما فيها التعاون العسكري والنووي. وقالت مصادر الكرملين إن الرئيس السوري أعرب عن تأييده لفكرة عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في موسكو قبل نهاية عام 2008. ونقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» الروسية عن مراقبين عسكريين روس ان هناك احتمالات تزويد سورية بالاسلحة الهجومية الى جانب احدث المنظومات الصاروخية الدفاعية. واشارت الوكالة الى ان رفض روسيا في الماضي وتحفظاتها تجاه تزويد سورية بمثل هذه الاسلحة الحديثة، قد توارى على خلفية ما أعلن عنه الجنرال اناتولي ناغوفيتسين نائب رئيس الاركان الروسية حول الدور الذي لعبته اسرائيل في جورجيا وتدريب خبرائها للقوات المسلحة هناك وإمدادها بطائرات الاستطلاع بدون طيار، الى جانب العبوات المتفجرة والأسلحة الخفيفة. كما نقلت عن يفغيني ساتانوفسكي مدير معهد اسرائيل والشرق الاوسط والنائب السابق لرئيس المؤتمر اليهودي الروسي قوله حول احتمالات ان يحصل الرئيس السوري خلال هذه الزيارة التي تعتبر الثالثة في تاريخ زياراته لروسيا منذ توليه الحكم، على كل ما يريده بسبب اعلانه عن دعمه لروسيا في الوقت المناسب بعد الحرب التي خاضتها في القوقاز. وثمة من يشير ايضا الى احتمالات التوصل الى قرار حول عودة الاسطول الروسي الى ميناء طرطوس الذي يمكن ان تشارك روسيا في اعادة تجهيزه لاستقبال السفن الحديثة بما فيها الطراد «الادميرال كوزنيتسوف» الذي يحمل على متنه 50 طائرة بما فيها مقاتلات «سوخوي 33»، بحسب ما نقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» الروسية عن جريدة NFC الاسرائيلية . وبدا ما يشبه الاجماع بين الصحف الروسية حول ان موسكو تبدو اقرب الى تبني التوجهات التي تدعم مصالحها السياسية في الشرق الاوسط في الوقت الراهن على ضوء تصاعد سخطها على انفراد الولايات المتحدة وفرنسا باليد الطولى فيما يتعلق بالتسوية السياسية في الشرق الاوسط.