الجزائر: القاعدة تنشر صور منفذي العمليات الانتحارية.. وتهدد بهجمات أخرى

أميركا تحذر رعاياها مجددا من السفر للبلاد.. والتنظيم يعتبر المنتسبين لقوات الأمن أهدافا له

لاجئ غير شرعي يجلس على الشاطئ في جزيرة تناريف الاسبانية أمس (أ ب)
TT

نشر تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» صورا لثلاثة من أعضائه، نفذوا عمليات انتحارية ضد أهداف مدنية شرق الجزائر سقط فيها أكثر من 60 شخصا، غالبيتهم من المدنيين. وقالت مصادر أمنية إن اثنين من الانتحاريين، يتحدران من العاصمة، وآخر من غرب البلاد.

وأعلن فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا مسؤوليته عن تسع عمليات إرهابية وقعت في أغسطس (آب) الجاري، من بينها اغتيال ضابط كبير بمنطقة جيجل (300 كلم شرق العاصمة) في كمين. وزعم التنظيم في بيان نشره على شبكة الانترنت أمس، أن العملية التي وقعت في 14 الشهر الجاري خلفت مقتل ثلاثة ضباط آخرين. فيما نقل غالبية مراسلي الصحف بالمنطقة أن الكمين أسفر عن مقتل ضابط برتبة عقيد وسائقه العسكري. وورد في البيان تبني كمين آخر وقع في سكيكدة (600 كلم شرق) استهدف قوات الامن في 17 أغسطس، خلف 10 قتلى من رجال الشرطة. وأفاد بيان «القاعدة» أن عناصره أخذوا أسلحة رشاشة بعد العملية.

ويعد الكمينان من اكبر الأعمال الإرهابية حصيلة في الأرواح منذ عدة شهور. ويأتي البيان 24 ساعة بعد تسجيل صوتي منسوب للناطق باسم التنظيم المسلح صلاح أبو محمد، أعلن فيه مسؤولية رفاقه في تنفيذ أربع عمليات انتحارية. وقد أرفق البيان الذي صدر أمس صور ثلاثة منهم. وهم «هارون»مفجر مدرسة الدرك بمنطقة يسر (60 كلم شرق) الثلاثاء الماضي، حيث ظهر في الصورة ملتحيا يرتدي لباسا عسكريا وبدت ذراعه اليسرى مبتورة. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه إرهابي يتحدر من ولاية تيبازة (70 كلم غرب العاصمة)، التحق بصفوف الجماعات المسلحة منذ سنين طويلة. وذكر المصدر أنه فقد ذراعه في اشتباك مع الجيش.

وتفيد تحريات أجهزة الأمن حول تفجير مدرسة الدرك، أن القاعدة نفذت عمليتين انتحاريتين إحداهما بواسطة حزام ناسف والثانية بشاحنة مفخخة، قال التنظيم إنها كانت مملوءة بـ500 كلغ من المتفجرات، بينما هوَّن خبراء متفجرات من حجم الشحنة، وقال أحدهم إن تضخيم عمليات التفجير من حيث الحجم والحصيلة، يندرج في إطار الحرب الدعائية والنفسية التي يشنها اتباع التيار السلفي الجهادي. وراح ضحية اعتداء يسر 43 شخصا كلهم مدنيون، كانوا لحظتها بصدد دخول المدرسة للمشاركة في مسابقة الالتحاق بالدرك. واعتبر بيان «القاعدة» الراغبين في الانتساب إلى مصالح الأمن، هدفا لها حتى لو لم يحملوا السلاح ضدها. أما الصورة الثانية فهي لمفجر مبنى القطاع العسكري بالبويرة الاربعاء الماضي، يدعى «أبو بكر العاصمي» ويتحدر من حي «المدنية» بأعالي العاصمة. حيث ظهر مبتسما ومرتديا لباسا رياضيا، وحاملا بين يديه بندقية كلاشنيكوف. وزعمت «القاعدة» أن لديها «مراسلا» في البويرة تابع العملية وبلَغ قيادتها بحصيلتها. وظهر في الصورة الثالثة مفجر مقر حرس السواحل بزموري (60 كلم شرق) في 9 أغسطس، «أبو ساجدة محمد العاصمي»، حيث بدا على يمين الصورة قطعة سلاح. ووضع على رأسه طاقية. وقال مصدر أمني إنه يتحدر من حي الجبل بالضاحية الجنوبية للعاصمة.

وذكرت القاعدة أن سلسلة التفجيرات جاءت انتقاما لمقتل 12 من عناصرها في كمين للجيش وقع في نفس لفترة بشرق البلاد. وتوعدت بهجمات أخرى في المستقبل. ومن جهة أخرى، حذرت الولايات المتحدة رعاياها من التوجه للجزائر، معتبرة أن «التهديدات الإرهابية لا تزال تمثل خطرا مؤثرا على الوضع الأمني هناك» وخاصة في أعقاب سلسلة الهجمات الدامية التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي.

وجاء ذلك في بيان تحذيري أصدرته الخارجية الأميركية ليحل محل بيان آخر كان قد صدر في شهر مارس (آذار) الماضي يحذر أيضا من السفر إلى كينيا. ومن المعتاد أن تقوم الخارجية الأميركية بتحديث تحذيراتها حول السفر إلى دول معينة غير مستقرة أمنيا كل ستة أشهر، إلا إذا ما استجدت أحداث معينة تدعو إلى إصدار تحذير خاص. وحذر البيان الأميركيين بتجنب السفر للجزائر وخاصة إقليم القبائل الذي يشهد منذ يونيو (حزيران) الماضي سلسلة من الاعتداءات «تزداد قوة وتكرارا».