خلية «بلعيرج» تنسق مع الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة لخوض حرب شوارع بالمغرب

بختي يؤكد أن الأموال المسروقة في بروكسل استعملت لشراء الأسلحة

TT

قال عبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية المغربية المفككة قبل أشهر من قبل القوات الامنية، إنه التقى في بروكسل في مايو (ايار)1999، محمد الكربوزي، المدان غيابيا بالسجن لمدة 20عاما، وهو عضو مؤسس للجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، ببروكسل، واقترح عليه التوجه الى اسطنبول للقاء شخصين من تنظيم «القاعدة»، هما عبد الله بنعيش، وبن الشيخ الليبي، من أجل تنسيق الجهود لإعلان «الجهاد بالمغرب الأقصى».

وأكد بلعيرج، في تصريحات للقاضي المغربي المكلف الإرهاب، أنه التقى أيضا محمد عاطف، الملقب «أبو حفص المصري»، أحد مساعدي أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة»، وعقد معه اجتماعا بمنزله بقندهار في أفغانستان، وناقشا كيفية تغيير النظام السياسي المغربي، وذلك بمساعدة أعضاء الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، بينهم الحسين الحسكي (معتقل في إسبانيا)، حيث حضر اللقاء بن لادن، وايمن الظواهري.

وأضاف بلعيرج أن زعماء تنظيم «القاعدة»، قرروا وضع استراتيجية لإعلان الجهاد بالمغرب، تتمثل في خوض حرب الشوارع، وتنفيذ عمليات تفجيرية ضد مواقع حيوية، من قبيل مقار الوزارات والبرلمان، والمؤسسات الإنتاجية. وفي السياق نفسه، شكل عبد اللطيف بختي، بلجيكي الجنسية، من اصل مغربي، الاستثناء الوحيد ضمن خلية «بلعيرج»، حيث تمكن من السطو على شركة لنقل الأموال، تسمى «برينكس زيكلر»، في لكسمبورغ، وذلك يوم 17 أبريل (نيسان) 2000، رفقة فرنسي اسمه دافيد سويتي، وشخصين، أحدهما برتغالي والآخر إيطالي. ولم يذكر بختي اسميهما، لدى الاستماع اليه من قبل عبد القادر الشنتوف، القاضي المغربي المكلف ملف الإرهاب، واكتفى بالقول إن مجموعته تمكنت من سرقة 17 مليون يورو، واستعملت أسلحة نارية أثناء مواجهة حراس شركة نقل الأموال. وأكد بختي لقاضي التحقيق المغربي، أنه سلم لبلعيرج، زعيم الخلية، مبالغ مالية قصد تبييضها في المجال العقاري، درت على الخلية أرباحا مالية، وظفتها في صفقات لشراء اسلحة من السوق السوداء، قصد تنفيذ عمليات إرهابية، حيث خططت لعمليات اغتيال شخصيات عسكرية، بينهم حميدو العنيكري، المفتش العام للقوات المساعدة، الذي كان يشغل آنذاك منصب المدير العام للأمن الوطني، والمشرف على جهاز الاستخبارت، إذ صنفته خلية «بلعيرج»، ضمن قائمة المستهدفين، بدعوى انه كان يخضع لتعليمات جهاز الاستخبارات الأميركية في ملاحقة المتشددين الإسلاميين، وتفجير مقار حيوية من قبيل البرلمان، باعتبار الأخير يمثل رمزا لسيادة ممثلي الأمة، من أحزاب ديمقراطية، وهيئات نقابية.

وأقر بختي أن بلعيرج اشترى بالأموال التي سلمها له، فيلتين، وشيد فندقا أطلق عليه اسم «فايشين» بمراكش، وعمارة من ثلاثة طوابق بمدينة الدار البيضاء، و31 قطعة أرضية بمدينة فاس (وسط المغرب)، وشققا بمدينة أغادير( جنوب المغرب).

وأكد بختي أنه اعتقل بداية عام 2001 من قبل السلطات البلجيكية، التي سلمته الى نظيرتها في لوكسمبورغ، ، إذ حكم عليه بالسجن النافذ مدة 20 عاما، على خلفية السرقة التي قام بها، وظل يمد بلعيرج بالأموال، عبر وسائط، مشيرا الى انه تمكن من الهروب من السجن يوم 16 مارس (آذار) 2001 ، أي مباشرة بعد صدور الحكم في حقه، لكن المحقق القضائي لم يسأل بختي عن طريقة هروبه، كما هو الشأن بالنسبة للمحققين الأمنيين، الذين ربما حصلوا منه على معلومات دقيقة، فضلوا عدم تسجيلها في المحاضر ووثائق الملف.

وقال بختي إنه زور بطاقة تعريفه الوطنية (بطاقة الهوية) وجواز سفره، ليتمكن من دخول المغرب في أبريل (نيسان) 2003، والتقى مجددا ببلعيرج، من أجل تحصيل الأرباح، إذ اشترى شقة بمدينة الدار البيضاء لعقد اجتماعت دورية، لأعضاء الخلية، مشيرا الى أنه سبق له أن مكن بلعيرج من جوازات سفر مزورة، قصد استخدامها في التنقل الى لبنان، وفلسطين، والجزائر، وأوروبا.