أهالي ألاسكا يصوتون للاختيار بين الذهب.. والسمك

اكتشاف مخزونان من المعدن الاصفر والنحاس قيمتها 300 مليار دولار يخلق معضلة

TT

ظهر اكتشاف في أعلى هذه الأنهار، الغنية بالسمك والتي تحيط بمدينة صغيرة في خليج بريستول، وهذا الاكتشاف يتمثل في كميات كبيرة من النحاس والذهب. ولا يعرف أحد مدى قيمتها ولا قيمة الأنهار التي ظهر هذا الاكتشاف بجوارها. ويقول جون تي شيفلي وهو الرئيس التنفيذي للكونوسورتيوم الأجنبي الذي يرغب في الكشف عن كميات النحاس والذهب المكتشفة: «ربما يرغب الله في وضع هذين المصدرين الغنيين إلى جوار بعضهما بعضا، ليرى ماذا سيصنع الإنسان بهما».

وما يفعله الإنسان هو استغلال هذه الموارد في الحروب مثلما فعل أهل ألاسكا من قبل. وفي الوقت الذي يقول فيه الخبراء إن هذا المنجم ربما يكون فيه أكثر من 300 مليار دولار كقيمة للمعادن الموجودة فيه ومئات من الوظائف التي يمكن لأهل ألاسكا الحصول عليها، إلا أن الكشف عن هذه المعادن يمكن أن يعني انبعاث الكيماويات السامة التي تضر سمك السلمون في هذه الأنهار والذي يعتبر الصناعة الرئيسة التي تجلب 300 مليون دولار كل عام على أقل تقدير. وعلى الرغم من أن هذه المعادن تعتبر اكتشافا مذهلا، إلا أن الأسماك تعتبر مصدر دخل دائم. ويقول ستيف شيد ،50 عاما، وهو من أهل ألاسكا ممن يعملون بالصيد في خليج بريستول طوال حياتهم من أجل الحصول على طعامهم: «إذا كان لديهم اكتشاف هناك، فماذا سوف يحدث؟ إن هذه منطقتنا. إنهم سوف يقومون بتخريبها على الجميع».

ولكن يبدو أن هذه المكتشفات في ألاسكا تعمل على زيادة حدة الحرب بين الاقتصاد والثقافة، بين النحاس والماء النقي، وبين الذهب وسمك السلمون. وقد ظهرت تحالفات وأقسام غريبة. وقد تضامن عمال التعدين ضد صائدي السمك، كما تضامن أولئك الذين يرغبون في وظائف التعدين ضد أولئك الذين يخشون منها.

وسوف يقوم أهل ألاسكا بالتصويت يوم الثلاثاء على القانون 4 وهو مبادرة تهدف إلى زيادة حماية الأنهار التي يعيش فيها سمك السلمون. وخلال الأشهر القليلة الماضية أصبح هذا القانون موضوعا للحملات بين المؤيدين والمعارضين حيث يتوقع أن ينفق الجانبان أكثر من 10 ملايين دولار عليها. وقد نجح المعارضون لهذا القانون في زيادة عددهم عن الموافقين بنسبة اثنين إلى واحد. ومن المتوقع أن تكون نتائج هذا التصويت متقاربة، مما يعكس حد المنافسة بين المعسكرين. وقد ظهرت موضوعات جديدة في الحملات الداعية لهذا الرأي أو ذاك، مثل استغلال المناجم وسمك السلمون وعمال التنجيم الذين يخشون على وظائفهم وكذلك عمال الصيد الذين يخشون على أعمالهم. وقد تعهد أصحاب صناعة المجوهرات مثل تيفاني ومشاركوه بعدم استخدام الذهب المكتشف، بينما أفادت شركات أخرى بأن هذا المنجم ضروري للاقتصاد المتحضر. ويسود الخوف كلا المعسكرين على الرغم من أنه مازال يتبقى وقت طويل حتى يمكن استخراج شيء من هذه المعادن.

ويقول برايان غانون وهو مدير في مصنع لإنتاج سمك السلمون في شمال ديلنغام ويدعم القانون 4: «إنني لم أوافق مطلقا على ما تنادي به حركة البيئة، لكن ذلك أمر حياة أو موت بالنسبة لي».

ويخشى المعارضون لاستغلال هذه المعادن من أن ذلك الأمر سوف يجر المنطقة كلها إلى الانسياق وراء ثورة التعدين. ومن شأن ذلك وجود نفايات سامة تخرج من المنجم وتؤذي البيئة والسكان. ويقول إيد فوغلز وهو مدير إدارة المشاريع والتصاريح في وزارة الموارد الطبيعية في ألاسكا: «إذا كان سيتم بناء هذا المنجم فإنه سوف يكون أكثر المناجم توافقا مع البيئة». وأضاف بقوله: «من المفترض أن نقوم بإدارة هذا المنجم لعدة أسباب. وهو أمر ضروري للاقتصاد في ألاسكا».

ومن غير الواضح ما سيسفر عنه القانون 4. فالداعمون يرون أنه سوف يسهم في حماية سمك السلمون، لكن شركات التعدين ترى أنه محاولة لوقف صناعة التعدين النامية من خلال العوائق القانونية الجديدة. ويقول المؤيدون إن القانون 4 ضروري لأنه ليس هناك الكثير من الأدوات التي يستطيعون من خلالها محاربة التعدين. وهم يقولون إن المسؤولين بالرغم من كل ذلك يشعرون بالقلق على البيئة وتأثير التعدين على صحة السكان. ويتوقع آخرون أن يشهد هذا القانون صراعا طويلا قبل أن يمكن تطبيقه.

* خدمة نيويورك تايمز