أوباما يختار بايدن للترشح معه نائبا للرئيس.. ويأمل سد ثغرة خبرته في العلاقات الخارجية

حملة ماكين تعتبر الخيار اعترافا بالضعف وتذكر بكلمات بايدن عن المرشح الديمقراطي: «ليس جاهزا للمسؤولية»

مرشح الرئاسة الاميركية الديمقراطى باراك اوباما مع نائبه السيناتور جو بايدن يحييان أنصارهما في سبرينغفيلد بولاية الينوي أمس (رويترز)
TT

بعد أسبوع من التنبؤات في وسائل الإعلام، وأيام من التشويق فرضتها حملة المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما حول اسم المرشح الذي سيختاره ليكون نائبه، أعلن المرشح الديمقراطي أخيرا، في الساعة الثالثة من صباح أمس (بتوقيت واشنطن)، أنه اختار السيناتور جوزيف بايدن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ليترشح معه كنائب للرئيس. ويكون أوباما بذلك قد اختار مرشحا يغطي عنه نقاط ضعفه في خبرته في القضايا الخارجية والعلاقات الدولية، ولكنه أيضا قد يكسبه أصوات المسيحيين الملتزمين، كون بايدن كاثوليكي، إضافة الى أصوات الناخبين أصحاب الياقات الزرقاء، أي الطبقة العاملة، ذلك أن بايدن ولد في ولاية بنسلفانيا الذي تعتبر من ولايات الطبقة العاملة، إضافة الى الناخبين الديمقراطيين التقليديين والكبار في السن الذين قد يجدون في بايدن ما وجدوه في هيلاري كلينتون، منافسة أوباما السابقة والتي استطاعت جذب هذه الفئات فيما أوباما لا يزال عاجزا عن ذلك.

وتلقى مؤيدو أوباما فجر السبت رسالة على هواتفهم النقالة تقول: «أوباما اختار جوزف بايدن ليكون مرشحنا». واضطرت حملة أوباما الى الكشف عن اسم بايدن في هذا الوقت المتأخر، بعد أن تسرب الخبر الى وسائل الإعلام الأميركية التي بدأت ببثه مساء، فاضطرت حملة أوباما الى بعث الرسائل في وقت غير ملائم وفاء بوعدها الذي أطلقته على مؤيدي الحملة، أنهم سيكونون أول من يعلم بالقرار، أي قبل بثه في وسائل الإعلام.

وتأكدت وسائل الإعلام من قرار تسمية بايدن بعد ان بدأت أيضا تتسرب أخبار شطب ثلاثة من المرشحين الذين كانوا على لائحة أوباما. وعلمت الـ«سي إن إن» مساء الجمعة ان كلا من السناتور هيلاري كلينتون، والسناتور ايفان باي، وحاكم فرجينيا تيم كاين، قد أبلغوا بأنه لم يتم اختيارهم. ثم أكدت مصادر في الحزب الديمقراطي قرار اختيار بايدن. وقد زادت التخمينات حول امكانية تفضيل أوباما لبايدن خلال الأسبوع الماضي، عندما سافر بايدن الى جورجيا لاستقصاء الأوضاع بعد اندلاع الحرب مع روسيا. وعلقت كلينتون التي كانت من بين الأسماء المطروحة على لائحة أوباما لمنصب نائب الرئيس، على اختيار بايدن، ووصفته بأنه «زعيم فريد في قوته وعميق التجربة»، وقالت في بيان: «ان السناتور اوباما باختياره لزميلي وصديقي السناتور بايدن لمنصب نائب الرئيس، التزم بأفضل تقاليد نيابة الرئيس باختياره قائدا فريد القوة وعميق التجربة، وموظفا مخلصا». وأضافت أنه سيكون «نائب رئيس ديناميكيا قوي العزيمة وسيساعد السناتور أوباما على الفوز بالرئاسة وإدارة هذا البلد العظيم». إلا أن حملة المرشح الجمهوري جون ماكين تلقفت خبر اختيار بايدن بسرعة، واعتبرت أن قرار أوباما يعتبر اعترافا من المرشح الديمقراطي بقلة خبرته وبأنه ليس جاهزا لتولي الرئاسة، وذكرت بانتقاد بايدن لأوباما، وقال بن بوريت، متحدث باسم الحملة، في بيان: «لا احد ينتقد في أوباما افتقاده للخبرة أكثر من جو بايدن.. إن بايدن دان القدرات الضعيفة لأوباما على الحكم في السياسة الخارجية وأكد بعباراته الخاصة ما يكتشفه الأميركيون بسرعة وهو أن باراك أوباما ليس جاهزا ليصبح رئيسا».

وكان بايدن فعلا قد وجه انتقادات الى أوباما في بداية الحملة الانتخابية، علما انه هو نفسه كان مرشحا، إلا انه انسحب بعد فترة قصيرة ونتائج مخيبة. وخلال إحدى المناظرات في الانتخابات التمهيدية، تساءل بايدن عن مدى استعداد أوباما لتولي الرئاسة بسبب قلة خبرته، وقال: «مَن مِن بيننا قادر على اتخاذ قرار انهاء الحرب منذ اليوم الاول؟ من منا يعرف ماذا عليه أن يفعل؟ أنا لدي خبرة في هذه الأمور 35 عاما».

وخلال مناظرة أخرى، سئل بايدن عما اذا كان يعتقد أن أوباما جاهز لتولي الرئاسة، فأجاب: «أعتقد أنه يمكنه أن يكون جاهزا، ولكن الآن، لا أعتقد أنه جاهز. الرئاسة ليست عملا يمكن للمرء أن يتدرب عليه». إلا انه في مقابلة أجريت معه في يوليو (تموز)، أكد بايدن أنه يختار حكمة أوباما على تاريخ ماكين الحربي وخبرته في العلاقات الخارجية، وقال «20 عاما من الخبرة لم تكن متينة بمعنى أنها لم تعكس عواقب القرارات، لا تجعل من الشخص القائد الأعلى الأفضل. لا نحتاج الى قائد أعلى يكون بطل حرب. جون (ماكين) بطل حرب. نحتاج الى شخص يتمتع ببعض الحكمة».

وظهر أوباما وبايدن معا أمس في تجمع انتخابي في سبرينغفيلد، في ولاية أوباما التي ينتمي اليها أوباما. وكان أوباما قد كتب في رسالة الكترونية بعثها الى مؤيديه قبل الحفل الانتخابي، قال فيها «جو وأنا سنظهر لأول مرة كمرشحين على تذكرة واحدة معا، في سبرينغفيلد إيلينوي، بعد ظهر اليوم (أمس)، في المكان نفسه حيث انطلقت هذه الحملة قبل 19 شهرا». وأضاف: «أنا متحمس لبدء تنظيم حملات مع جو...».

وتظهر استطلاعات الرأي أن ثقة الناخبين الأميركيين في ماكين في إدارة السياسة الخارجية للبلاد اكبر من ثقتهم بأوباما الذي خدم فى المجلس التشريعي لولاية الينوي قبل الفوز بمقعده فى مجلس الشيوخ في انتخابات العام 2004. ويأمل أوباما باختيار بايدن، الذي يتمتع بخبرة أكثر من ثلاثين عاما في العلاقات الخارجية، أن يساعده بسد هذه الثغرة ورفع عدد الناخبين الذين يثقون بحكمه في العلاقات الخارجية. إلا أن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «إيه بي سي» ليل أمس، فور إعلان أوباما اختياره لبايدن، أن هذا القرار لن يساعده على تغيير آراء الناخبين بشكل كبير. وبحسب الاستطلاع، فان ثلاث أرباع المستطلعين، أي 75 في المائة، قالوا إن اختيار أوباما لبايدن لن يؤثر على قرارهم للتصويت له أو ضده.