«وول ستريت جورنال» أكبر ضحايا التكهنات حول نائب أوباما

المرشح الرئاسي الديمقراطي حافظ على سرية اختياره لأطول وقت

TT

يوم الجمعة، ابلغ السيناتور باراك أوباما اثنين من ثلاثة مرشحين محتمل أن يختار أيا منهم لمنصب النائب، أنه لن يختارهما، حسبما قال مسؤولون في الحزب الديمقراطي، مما عزز من إجماع داخل الحزب على أنه سوف يستقر على السيناتور جوزف بايدن من ولاية ديلاوير. رفضت حملة أوباما التعليق على ذلك، وكذا رفض مساعدوه. ولكن شخصيات قريبة من المرشحين من السيناتور إيفان بايه، من إنديانا، وحاكم ولاية فيرجينيا، تيم كاين، أكدت ما قاله أوباما لهما. وكان من المقرر أن يأتي الإعلان الرسمي في صورة رسائل نصية وأخرى عن طريق البريد الإلكتروني ترسل إلى الآلاف من مؤيدي أوباما صباح يوم أمس. وكان من المقرر أن يظهر أوباما ونائبه في تجمع يقام بعد الظهر في «أولد ستيتهاوس» في سبرينغ فيلد بولاية إلينوي، وهو نفس المكان الذي أعلن فيه أوباما ترشيح نفسه لمنصب الرئيس قبل ثمانية عشر شهرا. كانت عملية اختيار أوباما لنائب له سرية للغاية لدرجة أن معظم الموجودين في مقر حملته لم يكونوا على علم بما يحدث داخله ليلة الجمعة. لم يكن الديمقراطيون يستبعدون احتمالية أن يفاجأ أوباما الحزب بخيار غير بايدن. وقالت حملة أوباما لبعض القريبين من بايدن أن يبقوا مستعدين لمقابلات تلفزيونية يوم السبت. وجاء إعلان أوباما عن خياره لمرشحه لمنصب نائب الرئيس في الوقت الذي يدخل فيه مرحلة حساسة من حملته، كما أنه يستعد إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي يستمر أربعة أيام في دينفر، ويبدأ هذا المؤتمر يوم الاثنين. ويرى مساعدو أوباما أنه بتقديم خياره لمنصب نائب الرئيس بداية لجولة مدتها أسبوع فهو يأمل في أن يسيطر على الساحة وأن يحدد موقعه استعدادا لحملة فصل الخريف. وكان بايدن وسط قائمة قصيرة نسبيا من الخيارات، فبالإضافة إلى بايه وكاين، اتصل أوباما بالسيناتور كريستوفر دود عن ولاية كونيتيكت يوم الجمعة كي يخبره أنه قد اختار شخصا آخر، حسبما قال ديمقراطيون على إطلاع بالسباق الرئاسي. كما أن السيناتورة هيلاري كلينتون، التي كانت يُنظر إليها في وقت على أنها المرشحة الرئيسة لمنصب نائب الرئيس بعد أن تلقت هزيمة على يد أوباما في السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، فقد خرجت من القائمة بسبب الخلافات التي أثيرت حولها. وعلى الرغم من أن قرار أوباما بشأن النائب الذي سيختاره كان يحيطه الكثير من السرية داخل حملة أوباما، فقد طُلب من المساعدين في كافة أنحاء الولايات المتحدة ليلة الجمعة أن يبدأوا بإخبار المسؤولين المحليين بالقرار الذي اتخذ بشأن نائب الرئيس صباح يوم السبت. وفي الوقت الذي كانت تكثر فيه التخمينات، قضى أوباما أمس في شيكاغو، يجهز نفسه للخطاب الذي سيلقيه خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي ويتناول الغداء مع عائلته. وبينما كان يتجه أوباما إلى مطعم في وسط المدينة، صرخ بعض الصحافيين قائلين: «ما الذي ستحمله الرسالة؟»، ولكنه لم يجب سوى بضحكة ودلف إلى المطعم. تسارعت وتيرة التخمينات في نهاية اليوم، وقد تمكن أوباما بالمحافظة على خياره سرا إبقاء العالم في ترقب وانتظار، وعرضت شبكة «سي إن إن» منازل الأشخاص الذين يأتون على قمة رأس المرشحين، في صورة واحدة، إضافة إلى مطار ميدواي في شيكاغو، وحاول الصحافيون تتبع أماكن وجود عائلات كل من بايدن وبايه بشيء من التكثيف عادة ما يتّبعونه في ملاحقة المجرمين الفارين.

وبعد عدة أيام من استعراض الحسابات السياسية للاحتمالات، أضافت التقارير الإخبارية بعض الإثارة إلى الأمور عندما أوردت خبرا جديدا عندما زجت باسم عضو الكونغرس عن ولاية تكساس شت إدواردز في ذلك الجدل الدائر حول اسم نائب الرئيس لكي يبدأ تحليل جدلي كبير (يشير مساعدون لأوباما أنه لم يتم التفكير فيه بشكل جدي من أجل ترشيحه). ولم تعط قناة «فوكس» الإخبارية قصة اختيار نائب الرئيس تغطية على النحو الكافي، فقد غطتها إلى جانب عدد آخر من الموضوعات مثل ذلك الرجل من ولاية كارولينا الشمالية الذي نجح في اصطياد سمكة سلور كبيرة الحجم باستخدام قصبة صيد باربي بصحبة حفيدته، غير أن باراك أوباما هو الذي كان يتلاعب بهم ويتعمد استخدام الإثارة حول الاختيار في طريقة استراتيجية تركت الأعضاء الكبار في الحزب متحيرين في تحديد ما إذا كانت تلك الخطوة عبقرية أم نتيجة حسابات خاطئة.

وقد بدأت تبدو بعض مظاهر القلق تجاه لعبة اختيار نائب الرئيس في بعض الدوائر بما ترك بعض الديمقراطيين الآخرين يتساءلون سرا ما إذا كانت حملة باراك أوباما تسير بصورة ذكية في لعبة «الحق بي إن استطعت» مع وسائل الإعلام على حساب القضايا الاقتصادية الأكثر إلحاحا.

وقد عبر بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم عن قلقهم إزاء تفويت أوباما فرصة إعلان ترشيح نائبه قبل بدء اجتماع ترشيحه للرئاسة، وأن أوباما لا ينظر إلى ترشيح نائب له كحدث مهم في سباقه الرئاسي وأن قصر الفترة بين الاختيار واجتماع الحزب ستمنع الموجة الثانية من أنباء إعادة التقييم السلبية الثانية التي غالبا ما تتبع اختيارا كهذا.

كما تركت التوقعات بشأن الرسالة النصية، الموعودة من حملة أوباما والوضع المستفز للصحافة، الأمر مثارا للخديعة. والضحية لأكبر في هذا، هي جريدة «وول ستريت جورنال» التي قالت يوم الجمعة الماضي إن أوباما اختار كين كنائب له، ثم تراجعت عن الخبر في الحال وكتبت اعتذارا قالت فيه «إن قسم الأخبار بالجريدة نشر خبرا خاطئا عندما أعلن عن اختيار مرشح نائب الرئيس لباراك أوباما، وما إن علمنا أن الخبر غير صحيح سحبنا العنوان في الحال، ونعتذر عن اللبس الذي سببناه لقرائنا».

* خدمة «نيويورك تايمز»