السفير خوجة زار طرابلس والتقى فاعلياتها: سنتحاور مع الجميع لمنع الفتن

مفتي الشمال يحذر من أن «الهوية السنية» مهددة بالأفول

TT

زار السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة امس مدينة طرابلس في شمال لبنان والتقى وزراء ونواب المدينة في منزل مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار مشددا على ضرورة منع الفتن، مشيرا الى انه سيتحاور مع رجال وقادة طرابلس «لتعود الامور الى استقرارها والى الراحة الكاملة امنيا واقتصاديا».

واقام الشعار، في منزله، مأدبة غداء، تكريما لخوجة، شارك فيها وزير الاقتصاد محمد الصفدي، ونواب المدينة وعدد من فاعلياتها ورجال دين وشخصيات. وسبق المأدبة اجتماع موسع، تم خلاله عرض الاوضاع في لبنان عموما، وطرابلس خصوصا، والوضع الاقتصادي والمعيشي والامني الذي تعانيه المدينة. والقى عدد من النواب، ورؤساء البلديات والفاعليات مداخلات شكرت المملكة العربية السعودية، على «مواقفها الداعمة للجميع، وما تبذله في سبيل نهضة لبنان وتعزيز دوره وحضوره». وتمنوا ان «تولي المملكة طرابلس والاحياء الشعبية اهتماما خاصا، ولا سيما احياء: باب التبانة، القبة والمنكوبين التي تعاني دمارا كبيرا جراء الاحداث الامنية الاخيرة، وما ترتب على المواطنين من مآس وبطالة ونزوح».

وتحدث الشعار معتبرا ان «المملكة العربية السعودية لا تقاس بمالها وبعطاءاتها، بمقدار ما تقاس بعقلها وتوازنها السياسي، فهي تشكل صمام الامان في محيطنا الاسلامي والعربي دون استثناء»، معتبرا ان المملكة «صمام امان للعرب بكل انتماءاتهم».

وقال: «نحن لا نعيش ازمة معيشية، بل نقاوم معركة وجود، الوجود السني الاسلامي وهويتنا مهددة بالافول (...) فوجودنا في لبنان هويته مهددة». واضاف: «السنة في المنطقة يشعرون بسند بوجود مملكتكم، وكل السنة في المنطقة يشعرون بان طرابلس سند لهم، ولا قدر الله اذا كسرت شوكة المدينة، فذلك ينذر بزلزال كبير للوجود السني في لبنان والمنطقة المجاورة. كما ان العرب والمسلمين يشعرون بسند دائم، فهم محضونون عبر المملكة، بشخص خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، وولي عهده. فكل المسلمين يعتبرون ان طرابلس هي الصمود، لذلك تتكرر محاولات الفتنة بالمدينة، كي تجر الى معركة وتعم الفوضى، واذا عمت الفوضى فلن تتوقف في طرابلس، وتكون النهاية هي التي يعمل لها الآخرون من اجل طائف جديد، تختل فيه التوازنات السياسية في لبنان، فبدل ان يقوم لبنان على قاعدة ثنائية مسيحية ـ اسلامية، يفرضون علينا قاعدة جديدة، ونظرية خطيرة ان يقوم لبنان على المثالثة، وهي لا تجعل المسيحيين جميعا في ثلث وكفى بل تجعل الهيمنة على القرار السياسي في لبنان لمفتعلي الازمة». ورأى الشعار «ان اضعاف طرابلس اضعاف لكل لبنان، لاننا خزان السنة وسند المسلمين السنة، في سائر المنطقة».

ثم ألقى خوجة كلمة قال فيها: «يشرفني كسفير للمملكة العربية السعودية في لبنان ان ازور مدينة طرابلس العزيزة على قلوبنا، والتي اتشرف بزيارة مفتيها الدكتور مالك الشعار، والتي لها مكانة خاصة في قلوبنا وفي العالم العربي والاسلامي وايضا في المملكة العربية السعودية بما تحمله من رمزية خاصة لدينا وللمملكة العربية السعودية. وانا الان هنا في طرابلس مع خيرة اهلها ومع علمائها ووجهائها ووزرائها واطلعت منهم على الكثير من المعلومات. وقد اتيت اليوم موفدا من خادم الحرمين الشريفين لارى ما يحصل في طرابلس، ولاقدم التعازي بالشهداء وأطلع على ما حدث فيها من انفجارات واعتداءات ارهابية لا تقبل بها المملكة العربية السعودية وترفضها بالكامل». وأضاف: «كما اتيت اليوم لالتقي برجالها وكبارها وعلمائها واتحدث معهم عما يحصل من فتن كي نمنعها، لاننا نريد لهذا البلد لبنان العظيم إلا ان يبقى مستقرا، ومزدهرا. وهذه المدينة يجب ان تنفذ المنايا الكاملة بكل ما تمثل هذه الكلمة من معان خاصة وعامة، سواء ببنيتها التحتية أو لمشاريعها أو تطورها ونحن وبعون الله تعالى سنتحاور مع رجالها وقادتها لتعود الامور الى استقرارها والى الراحة الكاملة امنيا وسياسيا واقتصاديا».

وردا على سؤال حول موقف المملكة من الاتهامات التي تتعرض لها، قال خوجة: «نحن في لبنان في بلاد حرة فكل واحد يقول ما يريد ونحن لا نجبر الناس على شيء، وكل إناء ينضح بما فيه، ونحن نعمل بشفافية ووضوح والجميع يشهد على ذلك ولا نجبر احدا على مبادلتنا الحب بالحب ونحن نعيش في بلاد حرة وكل يعبر عن رأيه».

وعن كلام الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي ان التواصل السعودي السوري يساعد على حل المشكلة في لبنان، قال: «دولة الرئيس عمر كرامي عنده رأي وأفق واسع، اما بالنسبة الى العلاقة بين المملكة وسورية فهذا امر تحدده القيادة في البلدين».