مصادر فرنسية رسمية: مستقبل العلاقات مع سورية مرهون بسياستها في لبنان والملفات الإقليمية

كوشنير في دمشق بعد بيروت يحضر خارطة طريق للتطبيع مع سورية

TT

فيما يصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت مساء اليوم، في جولة تشمل أيضا دمشق للتحضير لزيارة الرئيس ساركوزي أوائل سبتمبر الى سورية، قالت مصادر فرنسية رسمية رفيعة المستوى، إن باريس «تعاود علاقاتها مع سورية من غير توهمات أو سذاجة وبعينين مفتوحتين»، نافية أي تعجيل أو تسرع، ومؤكدة أنها تتشاور مع المملكة السعودية ومع مصر في كل ما تقوم به إزاء سورية.

ويلتقي كوشنير، الذي يذهب الى بيروت لتقييم الوضع، مع الرؤساء الثلاثة ومع نظيره اللبناني وبعض المسؤولين السياسيين، ويمضي ليلته في بيروت قبل التوجه غدا الى سورية. ويشدد الجانب الفرنسي، كما شرحت الأوساط الدبلوماسية، على إرساء الأرضية السياسية وإقامة علاقات ثقة مع المسؤولين، مع الأخذ في الاعتبار أن تطورها يتم على ضوء الملف اللبناني، وعلى ضوء ما يحصل في الملفات الأخرى، ما يفتح الطريق لتطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والتربوية، ناهيك من المجال السياسي.

وردا على ما يقال عن فتور سعودي ـ مصري ـ فرنسي بسبب الملف، اعترفت هذه المصادر بأنه «ربما حصل اختلاف في الرأي مع السعودية حول الطريقة أو الأجندة أو التوقيت، لكن باريس والرياض متفقتان على المضمون، وبينهما حوار صحي يجري بين شريكين، والسعودية شريك رئيسي لنا». وختمت هذه المصادر بالقول إن «باريس حريصة على إطلاع السعودية على كل ما تقوم به في المنطقة». واستباقا لما يمكن أن يصدر من انتقادات للرئيس ساركوزي بمناسبة زيارته المرتقبة الى دمشق، حرصت المصادر الفرنسية على القول إن كوشنير ثم ساركوزي سيثيران موضوع حقوق الإنسان في سورية، وأن «لا ممنوعات» في الحوار مع دمشق التي عليها القيام بالكثير، في مجال حقوق الإنسان، مع الإشارة الى خطوات متواضعة قامت بها، مثل الإفراج عن عارف دليلة. وقالت هذه المصادر إن باريس سلمت سابقا وزير الخارجية وليد المعلم لائحة بسجناء سياسيين سوريين طالبت بالإفراج عنهم، وثمة الكثير من السجناء السياسيين الذين هم قيد الاعتقال. ورغم هذه التحفظات، يبدو التوجه الفرنسي إزاء دمشق إيجابيا ومهمة كوشنير في دمشق التحضير لـ«خارطة طريق» لتطبيع العلاقات مع سورية، فيما الرسالة السياسية العامة التي يحملها الوزير الفرنسي تقوم على حض السلطات السورية على لعب دور إيجابي، وكذلك تشجيعها على لعب دور إيجابي في الملفات الإقليمية، التي يمكن أن تساهم فيها وصولا الى استكشاف وجوه التعاون الممكنة في كافة الحقول. وينتظر أن يلتقي كوشنير ممثلين عن المجتمع المدني السوري. وتعقيبا على مشاريع التعاون الدفاعي بين سورية وروسيا، قالت المصادر الفرنسية إن باريس لا تتدخل في العلاقات الثنائية لسورية مع أطراف أخرى، فيما واشنطن وإسرائيل تحذران من خطورة هذا التطور.

ونفت المصادر الفرنسية أي تسرع في التطبيع مع سورية، معتبرة أن باريس تواكب الخطوات السورية وتسعى لخلق دينامية إيجابية، من غير أن تستبعد أن تكون النتائج بعيدة عما نتوقعه. وفي أي حال، ترى باريس أن مخاطر عدم التحرك أكبر من المخاطر التي قد تترتب على التحرك، إذ أن المشاكل ملحة ويجب التحرك لحلها.

وفي لبنان، سيبحث كوشنير في المساعدة التي يمكن أن يوفرها الاتحاد الأوروبي لإجراء الانتخابات التشريعية، وفي المناقشات الدائرة في مجلس الأمن للتصويت على قرار تمديد انتداب اليونيفيل في الجنوب. وفي هذا السياق، قدمت باريس مشروع قرار للتمديد عاما لليونيفيل ينتظر أن يطرح على التصويت الأسبوع القادم. وبحسب المصادر الفرنسية، فإنه «لا صعوبات خاصة» تحول دون التصويت عليه، رغم الضجة التي اثارتها التهديدات الإسرائيلية.