فتح وحماس: حوارات القاهرة «مضيعة للوقت».. و«علاقات عامة»

المصري لـ«الشرق الأوسط» : أبو مازن لن يجرؤ على معارضة أميركا ونسعى لإقامة دولتنا في كل فلسطين

TT

رغم أن الدعوة المصرية للفصائل الفلسطينية، لبدء مشاورات في القاهرة، اعتبارا من يوم غد الاثنين، هدفها التمهيد لإطلاق حوار فلسطيني يصل في غايته النهائية الى مصالحة وطنية، وإقامة حكومة وحدة، إلا أن الحركتين الأكبر، فتح وحماس، اللتين تسيطران على قطاع غزة والضفة الغربية، وتقسمان الوطن، لا تريان فيه فرصة حقيقية لإنجاح الجهود المصرية، ومن ثم انهاء الانقسام. ويعود ذلك لتشكيك كل طرف بنوايا وجدية الآخر. وبينما قال مصدر كبير في حركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، انه «لا يوجد حوار.. ما سيحدث في القاهرة ليس حوارا»، متهما حركة حماس بأنها غير معنية بحوار جاد ينهي حالة الانقسام قائلا «الحركة الإسلامية ترفع شعارات فقط.. وهي تريد كسب الوقت لتجذير قوتها في قطاع غزة». ورد القيادي في حماس، مشير المصري، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، لن يجرؤ على ان يتقدم خطوة واحدة في اتجاه حوار فلسطيني ويقف في وجه الفيتو الأميركي، لأنه يسير في هذا الفلك ولأنه يدرك ان مستقبله السياسي مرتبط بالإدارة الاميركية». وبحسب المصري فان «الفرصة الحقيقية لإنجاح الحوار هي في تخلي عباس عن شروطه المسبقة وارتهانه للقرارات الخارجية». وردا على سؤال حول المنتظر من هذه الحوارات قال المسؤول في فتح: «انها مضيعة للوقت». ووصفها المصري بـ«علاقات عامة». وردا على اتهامات فتح لحماس بأنها تسعى لإقامة دولة في القطاع، قال المصري «نحن سنجذر دولتنا في كل فلسطين، وهذا ما نسعى اليه وفق رؤية وطنية تستند لتطلعات الشعب الفلسطيني»، وأضاف «لا نسعى لـ1 في المائة في غزة، ووهبنا أنفسنا وقدمنا خيرة قادتنا ليس لإقامة دولة حتى على حدود ،1967 وان كنا نؤمن بها مرحليا، لكن على كل فلسطين وهذه أبجديات حماس».

وتنتظر حماس كما يبدو انتهاء «الولايات الثلاث»، وقال المصري انتهاء ولاية الرئيسين الفلسطيني والأميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ستدخلنا في مرحلة جديدة قد تؤسس لأرضية خصبة لإنهاء الانقسام». ونفت حماس أمس ان تكون تلقت دعوة مصرية لبدء الحوار، وذلك رغم اعلان فصائل اخرى، مثل الجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية، عن تلقيها للدعوات المصرية.

وقال عزام الأحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «البعض تلقى دعوة والبعض لم يتلق»، مؤكدا ان مصر تريد التقاء كل فصيل على حدة لمناقشته حول ما لديه من ردود حول الاسئلة المصرية، تمهيدا لبدء الحوار الذي ليس من المتوقع ان يتم قبل عيد الفطر المبارك». وأكدت مصادر في حركة الجهاد أن وفدا عن الحركة برئاسة الأمين العام للحركة، د. رمضان عبد الله شلح، سيتجه للقاهرة اليوم. فيما أكد كايد الغول، القيادي بالجبهة الشعبية تلقي الجبهة للدعوة يوم الاربعاء المقبل الا ان الموعد أرجئ حتى الأحد الموافق الحادي والثلاثين من أغسطس (آب) الجاري. وتعارض إسرائيل اي تقارب بين حركتي فتح وحماس. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ابلغ الرئيس الفلسطيني انه سيوقف المفاوضات معه اذا ما اتصل بحماس.الا ان عباس اطلق دعوة للحوار وانهاء الانقسام لم تترجم عمليا الا ببدء الدعوات المصرية لحوار يشكك الفصيلان المعنيان به مباشرة بنتائجه سلفا.