الخارجية الأردنية: إسرائيل تجاهلت احتجاجاتنا حول الحفريات قرب المسجد الأقصى

أكدت وجود تحرك دبلوماسي لوقف الممارسات الإسرائيلية.. ومصادر قالت إن يهودا متطرفين أدخلوا صواريخ إلى البلدة القديمة

TT

أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية أن الحكومة الأردنية لم تتلق أي رد إسرائيلي حول طلبها وقف أي إجراء يمس بالمقدسات الإسلامية في القدس، خصوصا مشروع حفريات قرب باحة المسجد الأقصى، وتحديدا عند باب المغاربة. واستدعت الخارجية الأردنية، الخميس السفير الإسرائيلي في عمان لتبلغه رفضها القاطع للحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى وتحديدا في باب المغاربة. وقال موقع إخباري على شبكة الانترنت إن مستوطنين يهودا أدخلوا قاذفات صواريخ الى البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وسط مؤشرات باحتمال قصف المسجد الأقصى بالصواريخ. وقالت الخارجية في بيان صدر في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس إنه لا يوجد هناك حوار حول القدس الشريف وباب المغاربة، خارج إطار لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، كون مدينة القدس الشريف وأسوارها مسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر. وتابع المصدر أن قرار لجنة التراث العالمي الذي صدر مؤخرا في مدينة كيبك بكندا أكد على ضرورة الحفاظ على هوية وأصالة وتمامية موقع تلة المغاربة، وطالب إسرائيل باقتصار نشاطات الأعمال الإنشائية في الموقع على أعمال التثبيت. كما ألزم القرار إسرائيل بالسماح لموظفي الأوقاف الأردنية استكمال جمع المعلومات والمدخلات اللازمة لإنهاء التصميم الأردني. وأضاف المصدر أن الإشارة في التصريحات الإسرائيلية إلى أن دور اليونسكو ولجنة التراث العالمي التي يشارك الأردن في عضويتها يسمح لبلدية القدس باتخاذ إجراءات أحادية وإصدار مخطط تنظيمي لبناء «جسر» في منطقة باب المغاربة، يخالف الواقع ويجافي المنطق القانوني المبني على قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات اليونسكو، مشيرا الى ان قرارات لجنة التراث العالمي تهدف إلى حماية القدس والأوقاف بوصفها إرثاً حضارياً إسلامياً إنسانياً، وتلزم إسرائيل بوقف إجراءاتها في باب المغاربة وتلزمها بعدم القيام بأي إجراء أحادي مثل القرارات التنظيمية لبلدية القدس التي تمس بالمركز القانوني لمدينة القدس الشرقية وذلك بوصفها مدينة مُحتلة. وأكد المصدر أن الأردن سيستمر بتحركه الدبلوماسي لحث إسرائيل من أجل التوقف عن ممارستها في ما يتعلق بالقدس الشرقية وباب المغاربة على وجه الخصوص، واحترام القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي لسنة 1954 التي تحمي المواقع الثقافية في حالة النزاع المسلح وقرارات الشرعية الدولية وتوجيهات اليونسكو ونصوص معاهدة السلام المتعلقة بالقدس. وكان الأردن قد ابلغ إسرائيل رفضه القاطع للحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى وتحديداً في باب المغاربة. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية بمجلس النواب الأردني، محمد أبوهديب، إن وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير استدعى السفير الإسرائيلي في عمان، عوديد عيران، وابلغه رفض الأردن القاطع للحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى وتحديدا في باب المغاربة. وقال أبوهديب إن الحكومة أكدت للسفير عيران أن الحفريات الإسرائيلية انتهاك لمعاهدة السلام الموقعة بين الطرفين والتي تقر بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة. وتنص المادة التاسعة من المعاهدة الأردنية ـ الإسرائيلية الموقعة عام 1994 على دور أردني خاص في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس المحتلة. وقال رئيس اللجنة إن إجراءات الحكومة في هذا الشأن «ايجابية ومباركة»، مبينا أن الحكومة تحركت عبر أكثر من محور، منها عربي من خلال الجامعة العربية عبر دعوة مجلس الجامعة لاجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث موضوع الحفريات الإسرائيلية في القدس، وتحديدا تحت المسجد الأقصى والخطر الذي يهدد قبة الصخرة جراء ذلك. ونقل أبوهديب عن وزير الخارجية قوله «إن التحركات الأردنية تواصلت عبر المؤتمر الإسلامي من خلال احاطته بالموضوع، ومن خلال منظمة اليونسكو عبر الطلب منها التدخل لحماية المسجد الأقصى من خطر الهدم». وبين أن الحكومة أجرت اتصالات مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية لإطلاعهم على حقيقة ومخاطر ما تقوم به إسرائيل.

وكانت حفريات إسرائيلية سابقة أدت إلى انهيار تلة باب المغاربة وهو ما دفع إسرائيل لتقديم مشروع لمنظمة اليونسكو لإقامة جسر بدلا من القديم المنهار، إلا أن الأردن رفض هذا المقترح، وأصر على انه الجهة الوحيدة المخولة الإشراف على المسجد. وقدم بدلا من ذلك تصميما للجسر المذكور، اعتبرته اليونسكو هو الأفضل، بيد أن السلطات الإسرائيلية لا تزال ترفض، وتصر على المشاركة، وهو ما يرفضه الأردن. وهدد أبو هديب باسم لجنة الشؤون العربية والدولية باتخاذ إجراءات «تصعيدية» في حال استمرت إسرائيل بتنفيذ سياستها لهدم المسجد الأقصى والصخرة المشرفة.

يذكر أن باب المغاربة هو أحد بوابات القدس، وسمي بهذا الاسم نظرا لأن القادمين من المغرب كانوا يعبرون منه لزيارة المسجد الأقصى، وقد عرف هذا الباب أيضا باسم باب حارة المغاربة وباب البراق وباب النبي، ويعتبر من اقرب الأبواب إلى حائط البراق، وكان في البداية باب صغير ثم تم توسيعه.

على صعيد متصل نقل موقع عمون الإخباري أن مستوطنين يهود ادخلوا قاذفات صواريخ الى البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، حيث يقطن هؤلاء في البيوت التي تم سرقتها من المقدسيين، حول المسجد الأقصى، وسط مؤشرات على احتمال قصف المسجد الأقصى بالصواريخ، من اجل هدمه، خصوصا، ان جدرانه تعاني من تداعيات الزمن. ويأتي تهريب قاذفات الصواريخ، على مشارف حرق منبر صلاح الدين الأيوبي، الذي أحرقه يهودي استرالي عام 1969. وأضاف أن إسرائيل تحقن أساسات المسجد الأقصى بمواد كيماوية، وذلك عبر الأنفاق، من اجل ان تتسرب الى حجارة المسجد، لتسهيل هدمه، عند أي محاولة لقصفه، أو عند حدوث تفجير من داخل الأنفاق تحت المسجد. وتؤكد معلومات ان اسرئيل تخطط خلال شهر رمضان المقبل، لتنفيذ جانب خطر من مخططاتها ضد المسجد الأقصى، خصوصا، بعد سكوت إسرائيل، على نقل قاذفات الصواريخ الى البيوت المجاورة للمسجد. ويشير آخرون الى أن المستوطنين قد يرتكبون مذبحة ضد المصلين، خلال شهر رمضان الكريم.