«فتنه» ساهم في زيادة النظرة الإيجابية للمواطن الهولندي حول المسلمين

بالرغم من أن هدفه الإساءة للقرآن

TT

بالرغم من ظهور الفيلم الذي قدمه اليميني المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز في اواخر مارس (اذار) الماضي، بغرض الاساءة للقرآن الكريم، الا ان نتائج احدث الدراسات التي اجريت على شريحة من الهولنديين، اثبتت ان نظرتهم الى المسلمين اصبحت اكثر ايجابية، بعد بث الفيلم على الانترنت، وخاصة ان الجاليات الاسلامية في البلاد تصرفت بشكل عقلاني وحضاري.

وأشارت نتائج دراسة اجرتها احدى المنظمات المتخصصة، لصالح محطة التلفزة «ار تي ال»، الى ان نظرة المواطن الهولندي للمسلمين، قد تغيرت بشكل ايجابي خلال الفترة الاخيرة، وقالت الارقام التي جاءت في نتائج الدراسة التي شملت 1100 مواطن هولندي، أن 20% ممن شملهم الاستطلاع لديهم نظرة ايجابية حول المسلمين، ونفس النسبة تقريبا لديها نظرة سلبية، وقالت الدراسة ان الارقام اثبتت ان هناك تحولا كبيرا الى الايجابية في نظرة المواطن الهولندي للمسلمين، بالمقارنة بنتائج دراسة سابقة حول نفس الموضوع جرت في عام 2006. وكانت نسبة اصحاب النظرة الايجابية حول الاسلام 14% فقط ، بينما اصحاب النظرة السلبية يزيد عن 40%. وقالت الدراسة ان أعلى نسبة تصويت ايجابي حول المسلمين كانت في شهر ابريل (نيسان) الماضي، وبعد وقت قصير من بث فيلم «فتنه» على الانترنت، الذي عرضه زعيم حزب الحرية اليميني فيلدرز حيث بلغت نسبة اصحاب النظرة الايجابية 26%، بينما اصحاب النظرة السلبية هبطت نسبتهم الى 19% فقط، مما يعني ان الفيلم الذي جاء بغرض الاساءة للقرآن والاسلام قدم خدمة كبيرة للمسلمين. ووصل اجمالي الدعاوى التي تلقتها النيابة العامة الهولندية أكثر من سبعين شكوى خلال الأشهر الماضية على خلفية فيلم «فتنة» الذي أنتجه زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز، والمقال الذي نشره في صحيفة «دي فولكس كرانت» اليومية، واخيرا اصدرت النيابة العامة قرارها بردّ جميع الدعاوى المقامة ضد النائب البرلماني فيلدرز، وعدم وجود مبررات قانونية لملاحقته قضائياً. وأبلغت وزارة الخارجية، عبر السفارات، جميع الدول الإسلامية بالقرار المتضمن عدم ملاحقة النائب خيرت فيلدرز قضائياً. وجاء قرار النيابة العامة برد الدعاوى، بالرغم من أنها وصفت تصريحات فيلدرز ومضمون الفيلم الذي أنتجه «فتنة»، بأنها استفزازية ومسيئة للمسلمين، لكنها رأت أنّ «هذا يجب أن يكون ممكناً في إطار الجدل السياسي والاجتماعي العام»، على حد تعبير رئيس الادعاء العام ليو دي فيت. ويرى الاخير أن دولة قانون مثل هولندا لا بدّ أن تكون قادرة على تحمل صدمات من هذا النوع. حسب ما ذكرت وسائل الاعلام الهولندية، فقد تجمعت كل الدعاوى المقدمة ضد فيلدرز لدى فرع النيابة العامة في مدينة أمستردام، حيث يوجد هناك أيضاً مقر «المركز الوطني التخصصي لقضايا التفرقة».