مصادر شيعية مطلعة: دراسة الصدر في قم تهدف إلى إعداده ليحتل مكانة شبيهة بمكانة نصر الله

كشفت لـ «الشرق الأوسط» عن «أجندات» لإعداد قيادات المرحلة المقبلة في العراق

TT

كشف مصدر شيعي عراقي مطلع أن رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي تفرغ مؤخرا للدراسة لنيل درجة دينية عليا، لم يكمل حتى دراسته الاصولية وان دراسته الحالية في قم ترمي الى اعداده لتولي مكانة في العراق مشابهة لموقع حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.

وكان أحد مساعدي الصدر قد أعلن عن رغبة رجل الدين الشاب في الحصول على درجة «مرجع»، وهي ارفع درجة دينية في الفقه الشيعي تؤهله للافتاء، وان الصدر يروم الحصول على تلك الدرجة عام 2010، في خطوة تأتي لمنافسة المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني.

وقال المصدر المطلع، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الاوسط» إن «الصدر لم يكمل دراسته الاصولية ومازال في مرحلة المقدمات (في الدراسة الدينية)، وان عملية حصوله على درجة مجتهد (درجة أولية في الفقه الشيعي) لا يمكن ان تتم خلال هذه الفترة الزمنية القليلة إطلاقا، فكيف الحال بأن يصبح مرجعا». وقال المصدر، الخبير بشؤون المرجعية، ان «الصدر كي يكون مجتهدا يحتاج الى سنوات طويلة من الدراسة والبحث الخارجي والتتلمذ على ايدي اساتذة هم مراجع في الاساس»، مضيفا ان «المتعارف عليه في النجف وعالم النجف والدراسات فلا يمكن تأهيل شخص خلال خمس سنوات اطلاقا» لكي يصبح مرجعا، وهي المدة التي توقعها مساعد الصدر لكي ينهي دراسته.

وأضاف المصدر ان اكتساب درجة الاجتهاد تقوم على تقديم «شيء جديد في العلم الديني وهذه لا تأتي إلا بعد تحضير بحث خارجي»، وأكد المصدر ان البحث الخارجي «لا يتم إلا عند الناس المتقدمين جدا مثل السيستاني واسحاق الفياض (أحد المراجع الاربعة)». وأكد المصدر ان «في حالة مقتدى الصدر فان العملية هي الاسراع بتهيئته ليتولى مكانة في العراق، وربما لاحتلال موقع حسن نصر الله أو شيء مشابه له..هناك أجندة لاعداد أشخاص للمراحل المقبلة في العراق».

غير ان المصدر لم ينف المكانة التي قد يتمتع بها الصدر بين أنصاره لدى انتهاء دراسته، وقال ان «الطائفة الشيعية المسحوقة والمدمرة التي عانت من الظلم والاضطهاد تعود الى مقتدى الصدر.. لم يقدم لهم اي أحد شيئا، وبالتالي لا يوجد بديل له (الصدر) أمامهم». وكان احد مساعدي الصدر قد كشف أول من أمس أن الصدر يخطط لسلسلة من الزيارات للعراق تبدأ خلال اسابيع، غير انه قرر جعل ايران مقره الاساسي خلال الاعوام المقبلة. ولم يكشف المصدر عن الفترة التي ينوي الصدر قضاؤها في ايران منذ استقراره فيها منذ مايو (أيار) الماضي، غير انه رجح ان يقضي الزعيم الشيعي خمسة اعوام أو اكثر. وبحسب تقرير لوكالة الاسوشييتد برس، فان الصدر سيحضر نفسه خلال تلك السنوات ليصبح مرجعا أسوة بالسيستاني والمراجع الثلاثة الآخرين.

ويشرف على دراسة الصدر في قم آية الله كاظم الحائري ورئيس القضاء الايراني محمود الهاشمي.

وقال مساعد الصدر إن الصدر يتوقع تحقيق هدفه بالحصول على درجة آية الله عام 2010. ويدرك مساعدو الصدر ان ليس من السهل عليه الحصول على درجة مرجع في النجف امام منافسة السيستاني وآخرين في المجلس الاعلى الاسلامي العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم. ويرجح المراقبون ان الطريق ستصبح سالكة أمام الصدر مع كبر سن السيستاني، الذي يناهز الثمانين، وإصابة الحكيم بسرطان الرئة، ورحيل الاثنين يعد إزاحة للعقبة الاكبر امام الصدر لكي يصبح مرجعا.