نصر الله يتوعد إسرائيل بـ«نصر حاسم واضح جازم لا لبس فيه»

هدد بتدمير «فرقها الخمس» ووضع تهديداتها في خانة «التهويل»

TT

وضع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله التهديدات الاسرائيلية في خانة «التهويل والحرب النفسية على لبنان وابتزاز اللبنانيين». مؤكداً «إننا لا نستهين ولا نستخف بهذه التهديدات وإن كنا نتعاطى معها بثقة وحزم». وتوعد بأن اي عدوان وأي حرب على لبنان «لن تتوقف نتائجها وتداعياتها عند حدود وتداعيات نتائج حرب تموز (يوليو)» وأعلن: «إن كنا لا نحب ان تحصل هذه الحرب ولكن لو حصلت، كما يهددون ويتوعدون في كل يوم، سيكون نصرنا الآتي ان شاء الله، نصرا حاسما واضحا جازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم». وقال ردا على هذه التهديدات ومتوجها الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك «أنا اقول له ان فرقك الخمس، وهذا وعد جديد، سوف تدمر في جبالنا وودياننا وبيوتنا وقرانا وستدمر معها دولتك الغاصبة لأرضنا المقدسة». وقال نصر الله، في كلمة ألقاها خلال احتفال حضره الآلاف من قادة كشافة الإمام المهدي أمس: «في موضوع التهديدات الاسرائيلية انا أود ان اؤكد أن التهديدات الاخيرة التي صدرت خصوصا عن أولمرت وبعض وزرائه تأتي في نفس السياق، سياق التهويل الاسرائيلي على لبنان والحرب النفسية على لبنان وابتزاز اللبنانيين. وإلا لا منطق لكل هذا التهويل عندما يتحدث الاسرائيليون عن البيان الوزاري ويقولون ان الحكومة اللبنانية تبنت المقاومة وغطت حزب الله وعليها ان تدفع الثمن. هذا امر مضحك لأن البيان الوزاري الاول للحكومة السابقة في مضمونه أقوى من البيان الوزاري الحالي. ومع ذلك لم يخرج القادة الصهاينة ليقولوا ان الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري غطت المقاومة وتبنت المقاومة وتتحمل مسؤولية كل عمل تقوم به المقاومة. لم يقولوا هذا الشيء. لماذا الان يقولون هذا الشيء؟ لانهم محتاجون لهذا التهويل والتهديد والابتزاز، هذا من جهة. من جهة اخرى، هذا التهويل والتهديدات هي حاجة اسرائيلية داخلية. كما تعرفون الان هناك انتخابات في (حزب) كاديما طبيعي ان تحصل مزايدات بين ليفني وموفاز وبقية المرشحين لزعامة كاديما. ويمكن ان يكون الوضع الاسرائيلي مقبلا على انتخابات نيابية مبكرة. وهناك تنافس بين حزب العمل وكاديما والليكود. وايضا هناك ازمة زعامة وقيادة في الكيان الاسرائيلي. وكل واحد يحاول ان يقدم نفسه القائد والخبير والمنقذ. هكذا يفعل باراك وموفاز ونتانياهو. بهكذا مناخ الامور ستذهب الى المزايدة. ومن جملة المزايدات اطلاق التهديدات باتجاه لبنان. طبعا لأولمرت ظروفه الخاصة. والصحافة الاسرائيلية نفسها اغنتنا عن التعليق على اولمرت. قالت الصحافة الاسرائيلية لأولمرت: عندما كنت في أقوى ايامك واعلى مجد بعد استلامك لرئاسة الحكومة اطلقت وعوداً وتهديدات كبيرة واثبتت انك فاشل. هذا الفاشل وهو يغادر الان يتحدث بهذه اللغة علينا ان نتحمل ونتفهم ظروف اولمرت النفسية والشخصية».

وتابع نصر الله: « كيف نتعاطى مع هذه التهديدات؟ انا اقول لا نستهين بها ولا نستخف بها؟ من جهة. ولكن لا يجوز ان ننضغط بها او ان تؤدي الى حالة هلع او خوف او قلق. نتعاطى معها بجدية ولكن بثقة وبمسؤولية ولكن بحزم. ولا نخاف من هؤلاء. وانا اقول لكم من موقع العارف بالمقاومة وامكاناتها وتطور وضع المقاومة الكمي والنوعي بعد حرب تموز 2006 والعارف بالوضع الاسرائيلي على مستوى القيادة السياسية وتركيبة الجيش وعقلية المجتمع الاسرائيلي، اقول لكم ان هؤلاء الصهاينة سوف يحتاجون الى وقت طويل وسيفكرون ليس الف مرة بل عشرات آلاف المرات قبل ان يقرروا القيام بإعتداء على لبنان. انظروا الى ادبيات باراك. هو يتحدث عن توازن بين لبنان واسرائيل بين المقاومة واسرائيل. بين حزب الله واسرائيل ثم عندما يعترض ويهدد سورية وايران ومن وراءهما بأنكم اذا اعطيتم سلاحاً متطوراً ضد الطيران يعني دفاع جوي، فإن هذا يخل بالتوازن واسرائيل لن تسمح بالاخلال بالتوازن، فهو يعترف بتوازن ويخاف من الاخلال بالتوازن».

وأكد: «نحن لسنا بحاجة لأن نواجه التهديد بالتهديد او الكلام بالكلام. نحن اهل الفعل. قلنا سابقا وفعلنا. ونقول مجددا وسنفعل. ان اي عدوان وأي حرب على لبنان لن تكون نتائجها وتداعياتها لتقف عند حدود وتداعيات نتائج حرب تموز. انا في يوم حفل تشييع الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وفي اسبوعه وفي ذكرى الاربعين كررت هذا المعنى. التهديد الجديد في الحقيقة ليس سلاح الجو، أقول هذا لكم وللبنانيين، التهديد الجديد هو ما يقوله باراك انه سيقوم بعملية برية وانه يعد خمس فرق للدخول الى لبنان في يوم من الايام وانه يناور ويدرب ويستعد وان هذه الفرق الخمس هي التي ستغير المعادلة وانه سيقاتل من بيت الى بيت ومن قرية الى قرية. وانا اقول له في المقابل ان فرقك الخمس، وهذا وعد جديد، ان فرقك الخمس سوف تدمر في جبالنا وودياننا وبيوتنا وقرانا وستدمر معها دولتك الغاصبة لارضنا المقدسة». ولفت إلى «أن الإسرائيليين، باراك وموفاز واشكنازي، يتحدثون عن اي حرب مقبلة انها ستكون حرباً سريعة ونصرا واضحا وحاسما وقاطعا لا لبس فيه. وفي المقابل، انا اقول لهم ايضا، بالتوكل على الله، وان كنا لا نحب ان تحصل هذه الحرب، ولكن لو حصلت، كما يهددون ويتوعدون في كل يوم، فسيكون نصرنا الآتي، ان شاء الله، نصرا حاسما واضحا جازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم. وسيرى جيش هذا العدو في قتال الميدان وفي قبضات المجاهدين وعيونهم ووجوههم وفي بأسهم وشدتهم ما لم يخطر في بال هذا الجيش منذ تأسيسه هذا الكيان الغاصب، ان شاء الله».

من جهة أخرى قال رئيس كتلة نواب حزب الله، النائب محمد رعد «إن الخطر الأساسي الذي يتهدد لبنان ووحدته وقيام الدولة القوية هو العدو الاسرائيلي»، مضيفاً أن الحزب لا يستشعر خطراً من أحد في الداخل. ودعا كل الذين يريدون ان يبنوا دولة قوية في لبنان الى وضع اليد بيد المقاومة والجيش لمواجهة الخطر الإسرائيلي. وإذ أكد «أن سلاح المقاومة لا شأن له بالداخل ولا بالحملات الانتخابية»، أشار الى أن «إيران مصممة على ان ترد الصاع بألف صاع لكل من تراوده اوهام الاعتداءات عليها. وأول طلقة تطلق من الكيان الصهيوني باتجاه ايران ينتظرها رد بأحد عشر ألف صاروخ باتجاه الكيان الصهيوني. هذا ما يؤكده القادة العسكريون في الجمهورية الاسلامية. وان الاسرائيليين يفهمون ذلك تماما. وهم لا يستطيعون البدء بما يتوهمون به من حماقات من شن حرب على إيران».

ونبه رعد، في كلمة ألقاها أمس في بلدة جباع الجنوبية، الى «استمرار وجود الخطر الاسرائيلي الذي يبقى يسعى الى العدوان. فالاسرائيليون ارهابيون دوليون لأن مفهوم الإرهاب في العالم هم الذين يفسرونه. منذ 15 عاما». وقال: «إننا رغم كل المناكفات التي نعيشها في الداخل ورغم كل التباينات والاحتجاجات والصراخ والضجيج التي ملت آذاننا من سماعه، الا اننا لا نستشعر من احد في الداخل خطرا لا على وجودنا ولا على لبناننا. الخطر الاساسي الذي لا يزال يتهدد لبنان ووحدته وقيام الدولة القوية فيه هو العدو الاسرائيلي». ودعا « كل الذين يريدون ان يبنوا دولة قوية في لبنان» الى «أن يضعوا اليد بيد المقاومة والجيش الوطني اللبناني لمواجه الخطر الاسرائيلي. وبهذا فقط يمكن ان نأمن على ارضنا وشعبنا من ان تقوم فيهم دولة قادرة على حمايتهم. لذا من اراد ان يحفظ سيادته الوطنية عليه ان يتنبه للخطر الاسرائيلي وان يقفز فوق كل التناقضات الجزئية التافهة وفوق كل المواقع السلطوية من اجل ان يتصدى للخطر الاسرائيلي ويحفظ سيادته الوطنية. اما ان يتناسى البعض هذا الخطر ويغفل عنه، والبعض يغفل عنه عن قصد، والبعض عن طيبة قلب او جهل او عن ردة فعل عابرة، فالنتيجة أن من يغفل عن خطر العدو انما يستحضر خطرا آخر يريده العدو ان يستحضره في الداخل، تارة يستحضر المذهب الفلاني خطرا على وجوده، وتارة يستحضر السلاح الفلاني خطرا على وجوده، الحقيقة ان كل هؤلاء لا يشكلون الخطر، بل ان الخطر يكمن في غفوته عن الخطر الحقيقي وهذا هو لب المشكلة القائمة في لبنان».