الجزائر تحتضن الخميس جولة جديدة من المفاوضات بين مالي والطوارق

بعد الإعلان الأحادي عن انهيار الهدنة ودخول ليبيا مجدداً على خط الوساطة

TT

يعقد فرقاء أزمة مالي يوم 28 من الشهر الجاري، اجتماعا بالجزائر العاصمة لتقييم مدى التزام الطرفين بإجراءات تم الاتفاق عليها في لقاء جمعهما بالجزائر يوم 21 يوليو (تموز) الماضي. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسلحي الطوارق، بصفة أحادية، وقف الهدنة على أساس أن باماكو لم تنفذ وعودها.

وقال عبد الكريم غريَب، سفير الجزائر لدى مالي والوسيط بين الطرفين المتنازعين، لصحافيين بمدينة البليدة (50 كلم جنوب العاصمة) أمس، إن اللقاء المرتقب «سيقيم خطوات تم اتخاذها منذ أكثر من شهر، وسيحدد ما ينبغي اتخاذه من خطوات في المستقبل القريب». وأوضح أن الجزائر تدرس طلبا تلقته من حكومة مالي و«التحالف من أجل التغيير» الطرقي المعارض، احتضان مقر «لجنة» تتكون من أفراد يمثلون الطرفين تتابع تنفيذ «اتفاق السلام» الموقع بالجزائر في 4 يوليو (تموز) 2006. وأشار السفير الجزائري الذي كان يشارك في اجتماع حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم الذي ينتمي إليه تنظيمياً، إلى أن اللقاء سيخصص لدراسة أزمة الطوارق الذين لجأوا إلى بلدان مجاورة هروبا من المعارك التي وقعت في شمال مالي.

ورفض غريَب الذي يوصف بأنه مهندس اتفاق السلام، التعليق على مساع يقوم بها الزعيم الليبي معمر القذافي في إطار معالجة الأزمة المالية التي تدوم منذ عامين. وسبق للسلطات الجزائرية أن أبلَغت طرابلس، عبر قنوات غير رسمية، استيائها من دخول القذافي على خط التفاوض بين الجانبين في وقت تشرف فيه الجزائر على مسار حل الأزمة. والتقى الفرقاء في أبريل (نيسان) الماضي في طرابلس، تحت إشراف الزعيم الليبي. لكنهما سرعان ما استأنفا سلسلة اجتماعاتهما بالجزائر، إثر لقاء عالي المستوى بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والمالي أمادو توماني توري.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفداً من طوارق مالي سيصل إلى الجزائر اليوم، تحسبا للقاء الخميس المقبل. ويرأس البعثة زعيم «التحالف من أجل التغيير» إبراهيم آغ باهنغا، ومجموعة من القياديين المسلحين. فيما سيصل وزير الداخلية كافوغونا كوني غدا على رأس وفد حكومي.

وهوَن عبد الكريم غريَب من تصريحات أطلقها قياديون من الطوارق، مفادها أن الهدنة التي اتفق عليها الطرفان انتهت بدعوى أن المسؤولين الماليين «لم ينفذوا أي نقطة من النقاط التي تم الاتفاق عليها في لقاء 21 يوليو الماضي». وقال: «لا ينبغي إيلاء أهمية لمثل هذه الأشياء، فالطرفان مدعوان لبناء ثقة حتى يمكنهم المضي قدماً في معالجة الأزمة، والانطلاق في تنمية البلاد خاصة مناطق الشمال التي تعرف تأخرا اقتصاديا مقارنة ببقية مناطق مالي».

وكان مصطفى حمة آغ سيد احمد، الناطق باسم «التحالف» ومسؤول علاقاته الخارجية أصدر بيانا يوم 18 أغسطس (آب) الحالي، جاء فيه أن باماكو «أخلَت بتعهداتها، خاصة فيما ما تعلق بعودة الدوريات العسكرية في الشمال إلى ثكناتها، والتخفيف من كثافة تواجد الجيش في نفس المناطق».