مصدر مصري لـ «الشرق الأوسط»: حوار القاهرة لا يرتبط بأي متغيرات دولية أو إقليمية

قال إن اللقاءات بدأت مع الجهاد تعقبها الجبهة الشعبية.. وإن المناخ الحالي مناسب تماما لتحقيق وفاق وطني على الساحة الفلسطينية

TT

نفى مصدر مصري مطلع وجود أي فيتو على حوار القاهرة الثنائي مع الفصائل الفلسطينية، الذي بدأ في القاهرة أمس، بمباحثات عقدها المسؤولون المصريون، مع وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الدكتور رمضان شلح، كما نفى وجود فيتو من أي نوع على الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، واستبعد المصدر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» ارتباط الحوار بأية متغيرات دولية أو إقليمية، مؤكداً «أن الأجواء الفلسطينية مواتية الآن أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى وفاق، وإنهاء حالة الانقسام»، وأفاد المصدر بـ«أن الحوار الذي تجريه مصر حاليا مع الفصائل يستند لمبدأ رئيسي هو إنهاء حالة الانقسام المضرة بالقضية الفلسطينية». وكشف عن استمرار الحوار على مدار الشهر الجاري، بواقع فصيلين كل أسبوع ليشمل الـ13 فصيلا.

ويرد المصدر بذلك على ما كان محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قاله في حوار مع «الشرق الاوسط». وقال نزال ان الاجواء غير مواتية وان الامور مؤجلة الى ما بعد الانتخابات الاميركية وان «الحديث عن الحوار الفلسطيني يأتي في سياق تقطيع الوقت.. وهناك إشغال للساحة الفلسطينية في موضوع الحوار».

وأكد المصدر إجماع كل الفصائل على اختيار القاهرة لاحتضان هذا الحوار نظرا للجهد الكبير الذي يبذله الوزير عمر سليمان في هذا الملف منذ عام 2003، وحتى اليوم ونجاحه في انجاز التهدئة التي ساهم الحوار في إنجاحها وصمودها على مدى الشهرين ونصف الماضية.

وردا على سؤال حول القواسم المشركة بين الفصائل والقاهرة التي ينطلق منها الحوار أوضح المصدر «أن مصر تواصل حوارات ثنائية مع كل الفصائل لمعرفة موقف كل تنظيم وأفكاره التي تساهم في نتائج الحوار والوفاق وعقب انتهاء الحوار يتم تحديد القواسم المشتركة، ونقاط الاتفاق والاختلاف، ومن ثم نبحث في تقريب وجهات النظر».

وأوضح أنه «حين نصل إلى عيد الفطر المبارك سنكون قد أنهينا كل المباحثات، وبعد ذلك سندعو لحوار شامل بين كل الفصائل، خاصة ان كل التنظيمات ردت على دعوة مصر بايجابية، وأكدت رغبتها في إنجاح الحوار والعبور من الأزمة الراهنة».

وعن موعد وصول وفد حركة فتح للقاهرة، أوضح المصدر المصري ان الحوار أسبوعي ويعقد وفق توقيتات وظروف كل فصيل. وردا على سؤال حول المتغير الذي أدى إلى بدء الحوار من جديد دون البناء على ما سبق أوضح المصدر المصري «ن مصر بدأت الحوار منذ عام 2003 وعام 2004 ونجحت في مارس (اذار) 2005 في بلورة إعلان القاهرة، ولكن المستجدات الراهنة هي الوضع الخطير في المناطق الفلسطينية وقطاع غزة التي يعد موضوعها معقد للغاية والحل الوحيد لإنهاء هذا التعقيد هو الحوار، كما أن المناخ أصبح اليوم موات، خاصة بعد نجاح الوزير عمر سليمان في انجاز التهدئة قبل شهرين في ظل مناخ مناسب لاستمرارها وصمودها على الرغم من ظهور بعض الانتهاكات من وقت لآخر.. إضافة لكل ذلك يأتي إجماع كل الفصائل على أن مصر هي الدولة التي تستطيع حل هذه المشكلة.

وأكد المصدر في معرض رده على سؤال عن فيتو أميركي على الحوار الفلسطيني، أن الحوار من مصلحة الشعب الفلسطيني، وهو ما تتبناه مصر وتستطيع الدفاع عنه أمام المحافل الدولية والإقليمية. وقال «إن القاهرة لم يصلها حتى الآن أي فيتو أميركي أو إسرائيلي أو حتى أوروبي».

وعما إذا كانت مصر تنتظر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية لإجراء الحوار الشامل أكد المصدر ان المسألة لا ترتبط بأي أوضاع خارجية وان مصر تتمهل وتربط الأمور بروية وبعيدا عن الاندفاع لأن الوضع يتطلب رؤية واضحة وخطوات ايجابية في التحرك مع كل الأطراف، خاصة أن الوضع معقد للغاية كما أن الرئيس حسني مبارك كلف الوزير سليمان العمل في هذا الملف بهدوء وبعيدا عن أي ضجيج وبالتالي فالجهد المبذول خارق للغاية ولكنه غير مبرز إعلاميا وما يسمع عنه البعض هو القليل مما تقوم به مصر في هذا الملف الحساس والخطير والذي يحتاج لحوار من نوع خاص. وكان حوار القاهرة مع الفصائل الفلسطينية قد بدأ أول من أمس بلقاء بين وفد حركة الجهاد الإسلامي، وتواصلت اللقاءات مساء أمس باجتماع عقده الوزير سليمان مع وفد الجهاد، ومن المقرر وفقاً لمعلومات «الشرق الأوسط» أن يعقب لقاءات الجهاد في القاهرة، اجتماع مع وفد الجبهة الشعبية.