أوباما وكلينتون ينفيان خلافهما استعدادا للمؤتمر الديمقراطي

ماكين يجند «دبرا» الداعمة للسيدة الأولى السابقة لمهاجمة خصمه

ميشيل اوباما، زوجة المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية، تفحص منصة المؤتمر الديمقراطي أمس ومعها ابنتاها مايلا وساشا، حاملة المطرقة (أ.ف.ب)
TT

انطلق المؤتمر العام للحزب الديمقراطي امس بيوم حافل من الخطابات المؤيدة للمرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما. واطلق شعار «بلد واحد» في اليوم الاول من المؤتمر، في محاولة للتشديد على ان حياة اوباما هي «قصة اميركية» تعكس «بلد واحد» فيه تنوعا كبيرا. ولكن شعار الوحدة لم يقتصر على البلد فقط، بل كان موجهاً الى الحزب الديمقراطي نفسه، الذي يريد توحيد صفوفه استعداداً للحملة الانتخابية الرئاسية. وكانت زوجة اوباما، ميشيل، اول المتحدثين في المؤتمر مساء أمس، من اجل تسليط الضوء على الجانب الانساني لاوباما، لابعاد التهم الموجهة له بأنه «نخبوي» وليس قريباً من الاميركيين العاديين. وكان من المرتقب ان تليها كلمتا شخصيتين تاريخيتين للحزب، الرئيس السابق جيمي كارتر وتيد كنيدي. وقال اوباما اول من امس ان زوجته سترسم له الاثنين في كلمتها صورة «رجل عادي». ولم يتأكد حضور تيد كنيدي المصاب بسرطان الى دنفر، لكن تم توجيه تحية للسناتور البالغ من العمر 76 عاما، اخر شقيق على قيد الحياة للرئيس الراحل جون كنيدي.

ونفى مقربون من اوباما وكلينتون امس وجود اي خلاف بين المتنافسين السابقين على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، قبل ساعات من افتتاح مؤتمر الحزب في دنفر. ودان مستشاران لسناتور ايلينوي وسناتورة نيويورك مقالة نشرها موقع صحيفة «بوليتيكو» الالكتروني، اشارت الى تراشق حاد بين الفريقين قبل الكلمة التي يفترض ان يلقيها الرئيس السابق بيل كلينتون غداً في دنفر.

وكتب المستشار الرئيسي لاوباما ديفيد اكسلرود ومعاونة كلينتون ماغي وليامز، في بيان مشترك جاف النبرة، «ندرك جيدا ان البعض في وسائل الاعلام يهتم باشاعات الخلاف اكثر من اهتمامه بحقيقة الوحدة» في الحزب. واضاف البيان: «الحقيقة هي ان فريقينا يعملان معا كي يتكلل المؤتمر بالنجاح، وسيواصلان العمل هكذا». وتابع المستشاران ان «السناتورة (هيلاري) والرئيس (بيل) كلينتون يدعمان بالكامل بطاقة اوباما ـ بايدن الانتخابية، وينويان التوجه بالكلام الى المؤتمر والبلاد (بالتشديد على) الاهمية الكبرى للانتصار هذا الخريف». وختما بالقول: «كل من يقول خلاف ذلك يكون لا يعرف عما يتكلم».

وكان موقع «بوليتيكو» قد اكد اول من امس ان مشاعر «انعدام الثقة والكراهية تتنامى» بين المعسكرين، وان المقربين من اوباما اثاروا غضب بيل كلينتون عندما حاولوا حصر موضوع كلمته بقضايا السياسة المحلية.

ولم يكن «بوليتيكو» وحده الذي يتكهن بعلاقة اوباما وكلينتون، اذ واصل الخصم الجمهوري جون ماكين حملته ضد المرشح الديمقراطي، من خلال التشديد على الانقسام في الحزب. وحاول فريق المرشح الجمهوري جون ماكين تأجيج الانقسامات في الصف الديمقراطي الاحد عبر دفاعه عن هيلاري كلينتون، بعدما فضل اوباما عليها جوزف بايدن الخبير في السياسة الخارجية، ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس.

واطلقت حملة ماكين امس اعلاناً تلفزيونياً جديداً، حمل اسم نجمة الاعلان «دبرا»، وهي من المناصرين لكلينتون، التي قالت في الاعلان انها ستصوت لماكين بعد عدم ترشيح السيدة الاولى السابقة للرئاسة. ودبرا باروتشيفيتش تعرف على نفسها بالاعلان بانها «ديمقراطية طول عمرها»، لكنها قررت عدم التصويت لحزبها بسبب ترشيح اوباما بدلاً من كلينتون. وينتهي الاعلان بقول دبرا: «لا بأس حقاً في التصويت لماكين».

وشددت كلينتون امس على دعمها لاوباما، عندما دعت انصارها ذوي الاصول اللاتينية الى التصويت لاوباما أمس. وقالت كلينتون خلال اجتماع لنواب من اصول لاتينية «ادعوكم انتم الذين دعمتموني والذين اشعر لكم بالامتنان الى الابد، ان تعملوا بجد لصالح باراك اوباما، كما فعلتم من اجلي خلال الانتخابات التمهيدية».

واذا كان اوباما، وعمره 47 عاماً، ضمن منذ يونيو (حزيران) الحصول على غالبية اصوات المندوبين الديمقراطيين البالغ عددهم 4200 اللازمة لحصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة، فان موقف انصار كلينتون، التي سيظهر اسمها على بطاقات الاقتراع في المؤتمر، كان يلقي بعض الظلال على فوزه. ويذكر انه من المرتقب ان تلقي كلينتون كلمتها امام المؤتمر مساء اليوم، الا ان اوباما لن يحضر الخطاب اذ ليس من المتوقع ان يصل الى دنفر حتى يوم غد. ومن جهة اخرى، سيكون على المرشح الديمقراطي، الذي غالبا ما يوصف بـ«نجم» السياسة، ان يحاول التمايز عن المشاهير الذين سيتوافدون الى دنفر لدعمه في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي. وقد هاجم فريق المرشح الجمهوري جون ماكين الانتخابي اخيرا اوباما بسبب «شهرته»، وشبهه بفيلم تلفزيوني دعائي بالفنانتين باريس هيلتون وبريتني سبيرز. وقد يجد اوباما نفسه مضطرا لتجنب كل ما يمكن ان يؤكد للناخبين هذه النظرية.

وفي محاولة لكسب تأييد المسيحيين المتدينين، اعلن بايدن في حديث نشره موقع مجلة «بيبل» الالكتروني، انه يحمل معه المسبحة الوردية باستمرار. وقالت المجلة ان بايدن، الكاثوليكي الملتزم: «يحمل مسبحة الوردية في جيب سرواله، ووضع واحدة تحت وسادته خلال العملية الجراحية التي خضع لها في دماغه» في 1988. الا ان بايدن يواجه حرجاً بسبب نشر اخبار تفيد بأن ابنه هانتر بايدن كان يعمل لصالح صناعة بطاقات الائتمان المصرفية، في وقت كان والده يعمل على تمرير قانون في الكونغرس يفيد الصناعة ذاتها. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» خبراً امس يفيد بأن حملة اوباما اعترفت بأن هانتر بايدن تلقى اجوراً من شركة «ام بي ان أي» المصرفية على مدار خمس سنوات، بين عامي 2001 و2005. وفي حال تم الربط بين عمل بايدن الحكومي وفائدة ابنه في العمل، قد يتعرض بايدن الى هجمة اعلامية شديدة، بعد ايام من ترشيحه لمنصب نائب الرئيس.