مؤتمر الحزب الديمقراطي ينطلق ودنفر مطلية بالأصفر والأسود

الشرطة تستعين بفرق من الولايات المجاورة تحسبا لأعمال شغب

TT

استفاقت دنفر، أكبر مدينة في ولاية كولورادو الاميركية أمس، وشوارعها تعج بأشخاص يرتدون قمصانا صفراء وشارات كتب عليها «متطوعون ـ باراك أوباما للرئاسة» بعد وقت قصير من بدء طلوع الشمس. رجال الشرطة كانوا يتنقلون في شوارع دنفر ببذلاتهم السوداء، معتمدين على كل وسائل التنقل. مجموعات من خمسة رجال كانوا يتنقلون على دراجات هوائية، ومجموعات أخرى من المشاة في فرق مكافحة الشغب، يجوبون وسط المدينة مشيا على الاقدام، مجهزين بأدوات للجم المشاغبين. مجموعات أخرى كانت تجوب الشوارع بسيارات الشرطة، وآخرين ينتشرون على زوايا الشوارع والمفترقات. عناصر الشرطة كانوا أكثر من المدنيين في دنفر قبل انطلاق مؤتمر الحزب الديمقراطي صباح أمس. جيف هوسنر، وهو من شرطة المشاة في فرق مكافحة الشغب، قال إن الآلاف من رجال الشرطة ينتشرون في وسط دنفر وان شرطة كولورادو اضطرت للاستعانة برجال شرطة من الولايات المجاورة، «نحن نتهيأ لتظاهرات كبيرة مناهضة للحرب في العراق، ونستعد لاعمال شغب» يقول جيف.

أعمال الشغب التي تستعد لها شرطة دنفر بدأت قبل ليلة من انطلاق مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث تجمع مئات المتظاهرين في وسط دنفر ليل الاحد يطلقون هتافات ضد الحرب في العراق. بعضهم كان يصب غضبه على رجال الشرطة الذين طوقوهم وكانوا يحملون الاسلحة والقنابل المسيلة للدموع. التظاهرة انتهت بعد ساعة. تفرق المتظاهرون وبقي رجال الشرطة يراقبون المكان. كاتي، وهي طالبة في جامعة كولورادو في بولدر، كانت بين المتظاهرين، قالت ان رجال الشرطة اعتقلوا نحو أربعة أشخاص، وأضافت: «نحن نتظاهر ضد الحرب ولن نجد مناسبة أفضل للتعبير عن ذلك. هناك آلاف الصحافيين يشاهدون، ونحن نريد أن نسمع صوتنا... أنا واثقة من ان عددا كبيرا من الشرطة الذين يحملون الاسلحة هنا هم يؤيدون ما نقوله، عليهم ان ينضموا الينا». وقالت كاتي أيضا ان هذه التظاهرة، والتظاهرات المقبلة التي تنوي الانضمام اليها في الايام القادمة، تذكرها بتظاهرات العام 1968 عندما اندلعت اعمال شغب في شيكاغو وديترويت وواشنطن خصوصا بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ، وتوسعت الى انحاء الولايات المتحدة ضد الحرب في فيتنام قادها طلاب الجامعات.

إلا ان الشرطة نفت ان تكون قد اعتقلت احدا ليل الاحد. جيف، رجل الشرطة من فرقة المشاة، كان في تظاهرة الاحد، قال ان كل شيء كان تحت سيطرة الشرطة وان التظاهرة لم تتعد الهتافات ضد الحرب، وبعض الهتافات العنصرية ضد الشرطة، وأضاف: «لقد رأيت مظاهرات أسوأ من ذلك في حياتي».

والى جانب التظاهرات، التي من المتوقع ان تكثف مع بدء المؤتمر، يتظاهر طلاب آخرون بتعبير مختلف. حملوا اكياس النوم ونصبوا خيمهم في ساحة بالقرب من بيبسي سنتنر حيث تقام نشاطات مؤتمر الحزب الديمقراطي، وآخرون نصبوا خيمهم على أطراف وسط دنفر. هؤلاء يعتصمون طلبا للتغيير، ولكن بضعهم يعتصمون ضد أوباما، حامل شعار التغيير. دوايت الذي جاء من مونتانا من مجموعة من أصدقائه، قال وهو لا يزال متمددا في كيس نومه تحت خيمة زرقاء نصبها في ساحة فارغة: «انا هنا لانني مشمئز من سياسة بلادي.. أريد التغيير، ولا اعتقد ان اوباما جدي بحديثه عن التغيير... لا أثق به». دوايت، رغم أنه شاب لا يتجاوز الـ19 من العمر، فهو عكس الشبان في عمره لم يؤخذ برسالة أوباما. وهو من مؤيدي هيلاري كلينتون.

مؤيدو هيلاري شريحة أخرى من المتظاهرين الذين من المنتظر ان يبدأوا بالتحرك. في الطائرة التي أقلتنا من شيكاغو الى دنفر، كانت مجموعة من ثلاث نساء، ينتظرن اقلاع الطائرة ويتحدثن عن مؤتمر الحزب الديمقراطي، وصور هيلاري كلينتون معلقة على امتعتهن. بيرلا، وهي معلمة مدرسة ابتدائية، قالت ان هيلاري هي التي تستحق الحصول الى تسمية الحزب وان أوباما «مبتدئ في السياسة». بيرلا تأمل ان تنظم تجمعا في دنفر لايصال رسالتها، مع نساء أخريات مثلها، تأمل ان تلقي بهن في دنفر.

وبين التظاهرات ورجال الشرطة يبدو أن المتطوعين هم المجموعة الاخرى التي كادت توازي رجال الشرطة بأعدادهم. رجال ونساء من كل الاعمار، حملوا أوراقا وخرائط، وبدأوا يركضون خلف زوار المدينة للمساعدة. «هل تعرفين الى اين انت ذاهبة؟ تحتاجين لمساعدة؟ يمكنني ان ارافقك اذا شئت الى حيث تذهبين..»، هذا ما قالته اندي، امرأة في العقد الخامس من العمر. أندي قالت انها منذ البداية من مؤيدي اوباما، وتعتقد ان الولايات المتحدة ليست جاهزة لامرأة ترأسها، ولكنها تنتظر رئيسا أسود منذ سنين. الحماسة التي بدت على اندي بدت على جميع المتطوعات والمتطوعين الذي ينتشرون حتى في الفنادق ويزودون الزوار بالمعلومات التي يحتاجونها.