رايس تتفق مع أبو مازن وأولمرت على مواصلة المفاوضات لإنجاز اتفاق حتى نهاية السنة

أكدت أن المفاوضات أحرزت تقدما كبيرا وتسير بمعدل 3 أو 4 جولات بالأسبوع

أبو مازن لدى استقباله رايس أمس (أ.ف.ب) (أ.ب)
TT

اختتمت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، زيارتها القصيرة الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية أمس، بالاتفاق مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، على مواصلة مساعيهما لإزالة الخلافات المتبقية وانجاز اتفاق سلام حتى نهاية السنة الجارية .

وقالت رايس ان المفاوضات جارية بشكل حثيث بين الطرفين، بمعدل ثلاثة أو أربعة لقاءات في الأسبوع، أثمرت بتقدم كبير. وحرصت على تكرار القول، في كل من القدس ورام الله، بأن «مواقف الطرفين تقاربت بشكل مثير للاعجاب، رغم وجود فجوات بينها، إلا ان ما كانت عليه هذه المواقف قبل سنة مختلف تماما عما هي اليوم». واشادت بالجهود الجدية من الطرفين. وأعربت عن أملها في أن تستمر الأجواء الجدية والايجابية، وقالت انها مازالت مقتنعة بأن أبو مازن وأولمرت قادران على التوصل الى اتفاق سلام دائم حتى نهاية السنة .

وكانت رايس قد اجتمعت في اسرائيل مع أولمرت ونائبيه المعارضين للتوصل الى اتفاق، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع، ايهود باراك. واختارت رايس أن تجتمع مع ليفني، قبيل اللقاء الذي جمع طاقمي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي، في القدس. وطلبت من ليفني مواصلة التفاوض الجاد مع رئيس الوفد الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء) وعدم اقحام الانتخابات الداخلية في حزب «كديما» الى مسار التفاوض على القضايا المصيرية للمنطقة. ثم اجتمعت رايس مع الوفدين المفاوضين، واستمعت الى تلخيص من رئيسي الوفدين، ليفني وأبو العلاء، وتعليقات بعض أعضاء الوفدين، ثم خرجت لتعلن تقويمها الايجابي للتقدم الحاصل في المفاوضات وتفاؤلها من تتويجها باتفاق قبل نهاية السنة. ثم توجهت الى رام الله، سوية مع أبو علاء، فعرض عليها ما نشر في صبيحة اليوم عن التوسع الاستيطاني. وحرصت على انتقاد الاستيطان الاسرائيلي لكنها رفضت أن تتوقف بسببه المفاوضات. ولدى وصولها الى رام الله، التقت رايس مع أبو مازن على مائدة غداء، ثم عقدت اجتماعا منفردا معه .

وحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية، حاولت رايس مساعدة الطرفين على تقليص الفجوات في موضوع الترتيبات الأمنية. وقالت ان الولايات المتحدة ودول الغرب عموما مستعدة لمساعدة الطرفين على انجاح الموضوع الأمني وعدم إبقائه عقبة في طريق التوصل الى اتفاق سلام. ولكنها لم تفصح بعد عن موقف الادارة الأميركية من الطلب الفلسطيني وضع قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة أو احدى دول أوروبا على الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة. وقال أبو مازن، في نهاية اللقاء: «في هذه الزيارة الثانية عشرة لوزيرة الخارجية الأميركية تباحثنا عن أمور سير عجلة المفاوضات وما توصلت اليه من نتائج، وأكدنا على حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود 1967، في إطار الثوابت الوطنية. وأكد ابو مازن «ان السلطة ستستمر مع المساعي الاميركية حتى نصل الى حل نهائي، مضيفا: اننا لن نضيع أية فرصة او أي وقت قد يوصلنا الى النهاية، فمن مصلحة المنطقة وكل العالم ان نصل الى حل دائم لهذه القضية».

وأضاف «ان عملية السلام ومنذ كامب ديفيد توقفت، ولم تكن هناك أية اتصالات مع الجانب الإسرائيلي من اجل عملية السلام، وعندما اعلن الرئيس بوش الانخراط في عملية السلام كانت النافذة الوحيدة لتخطي المرحلة». أما الوزيرة رايس فقالت: «ان القضية صعبة جدا فإنشاء دولتين تعيشان جنبا الى جنب هو امر في غاية الصعوبة وإلا لكنا توصلنا إلى حل منذ زمن طويل، إن زيارتي الحالية تستهدف الاطلاع على وتيرة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي وصفتها بالجدية والمعمقة». وأكدت أن المفاوضات قد حققت التقدم منذ انطلاقها قبل عام.

وأشارت إلى اجتماعها الثلاثي مع طاقمي المفاوضات قائلة: «ناقشنا التقدم الذي أنجز، وتطبيق التزامات خريطة الطريق، والالتزام بخطة انابوليس، وإمكانية تحسين الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني». وأضافت «إني أرى في مناقشاتي مع الطرف الفلسطيني والإسرائيلي أشخاصا جديين في العمل والمفاوضات من اجل التوصل إلى حل قبل نهاية هذا العام، أي ان المفاوضات بغاية الجدية».

وأكدت رايس على الدعم الأميركي المباشر ولأول مرة للسلطة، ودعم تأسيس المؤسسات الفلسطينية التي ستقوم على أساسها الدولة الفلسطينية، فالرئيس بوش، حسبما قالت، «يعمل بلا كلل للوصول الى حل في هذه القضية الصعبة».