المبعوث الدولي لدارفور يدعو في الخرطوم لوقف شامل لإطلاق النار في المنطقة

احتمالات بتجدد المواجهات بين الشرطة والنازحين في معسكر «كلمة» بالإقليم

TT

استمرت حالة التوتر أمس بين قوات الشرطة السودانية والنازحين في معسكر «كلمة» للنازحين في دارفور، الذي شهد اول من امس مواجهات دامية بين الطرفين داخل المعسكر، اسفرت عن مقتل 36 وجرح العشرات من الطرفين. وقال شهود عيان تحدثوا لـ «الشرق الاسط» ان الاوضاع في المعسكر مفتوحة على احتمال تجدد الصدامات بين الشرطة والنازحين في أية لحظة. وظلت الشرطة تطوق المعسكر من كل الاتجاهات، فيما عكف سكان المعسكر في التظاهر ضد القوات والحكومة، وقالوا انهم سوف يتصدون لأي هجوم محتمل من الشرطة عليهم. وحتى امس، يصر المسؤولون في الشرطة بمدينة نيالا بان المعسكر يستضيف كميات من السلاح، وينفي سكان المعسكر ذلك ويقولون انهم على استعداد لتقديم اي سلاح للحكومة ان وجد داخل المعسكر. ويتهم نازحون الحكومة بان الغرض من الهجوم هو تفكيك المعسكر. وشيع الآلاف من سكان المعسكر قتلى المواجهات في موكب تخللته الهتافات ضد الحكومة. وكشف نور الدين المازني الناطق باسم البعثة المشتركة الافريقية الاممية المشرفة على قوات حفظ السلام في دارفور لـ «الشرق الاوسط» ان النازحين طلبوا من قوات حفظ السلام «يونميد»، التي وصلت الموقع ان تساعدهم يوفروا لهم الحماية لتشييع جثامين قتلى المواجهات ووافقت القوات على الطلب، وقال ان القوات احصت عدد 11 قتيلا في المواجهات، واضاف «لأن المعسكر كبير فإن حصر القتلى جار من قبل القوات». وقال المازني ان قوات يونميد أجلت امس نحو 49 جريحا الى مستشفى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، واشار الى ان هناك جرحى آخرين رفضوا الاجلاء وبقوا في المعسكر. وكشف المازني ان البعثة تشعر بان معسكر «كلمة» صار منطقة توتر، وان المواجهات فيه قد تكررت، كما كشف في هذا الخصوص الى ان حكومة جنوب دارفور طلبت عقد لقاء لكل الاطراف من منظمات اممية وغيرها للعمل على نزع اي سلاح في المعسكر، وقال المازني ان البعثة ترى ضرورة نزع السلاح مع احترام القانون الدولي، وفي ذات الوقت ترى ان من يحمل السلاح داخل المعسكر ينتفي عنه صفة النازح .

وفي الخرطوم بدا جبريل باسولي الوسيط الدولي للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مباحثات مكوكية مع المسؤولين في الحكومة، ودعا في يومه الأول كافة الاطراف المعنية بقضية دارفور بوقف شامل لإطلاق النار في المنطقة وذلك بغرض التهدئة حتى يسلك الجميع الطريق الذي يمكن من خلاله إحداث التسوية الشاملة في دارفور. وقال باسولي في تصريحات صحافية» ما يهمني حاليا هو دعوة الجميع لوقف اطلاق النار». واضاف الوسيط الدولي حول ملامح خطته العملية بشأن قضية دارفور في الفترة المقبلة، انه من المبكر الحديث عن ذلك. وقال باسولي بعد مباحثات اجراها مع مستشار الرئيس البشير مصطفى عثمان إسماعيل انه لمس استعدادا من الاطراف السودانية لتحقيق السلام في الاقليم المضطرب منذ عام 2003، واضاف «المطلوب الآن هو كيف تنظيم انفسنا من اجل المضي الى الامام بما يعزز عملية السلام»، واضاف «وهذا سيكون موضوع استراتيجيتنا التي سأقوم باعدادها لتحقيق السلام في دارفور». وراى باسولي انه من المهم تهيئة الاجواء بين كل الاطراف، ووصف مهمته بانها «ليست سهلة وانها محفوفة بعقبات تعرقل العمل ولكن لم نفقد الامل في تخطيها».