أوباما يعد بأفعال لا مجرد خطب رنانة.. ويؤكد لبيل كلينتون حقه في الحديث الحر

الشرطة تؤكد عدم «جدية» محاولة اغتيال المرشح الديمقراطي

TT

وعد المرشح الديمقراطي باراك أوباما بألا يكتفي في الخطاب الذي يلقيه غدا ويقبل فيه ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة بقدراته البلاغية وأقواله الرنانة، وأن يقدم خطة عمل وسياسات مفصلة. ويأتي خطاب اوباما غدا بعدما اطلق المؤتمر العام للحزب الديمقراطي اول من امس بوعد توحيد البلاد والحزب. وقال أوباما للصحافيين في ولاية إيلينوي مساء اول امس وهو في طريقه الى المؤتمر العام للحزب الديمقراطي: «لا أنوي الاكثار من العبارات الرنانة لكني مهتم أكثر بالتعبير عما انوي القيام به لمساعدة أسر الطبقة المتوسطة لتعيش حياتها». واضاف: «الناس تعرف اني قادر على إلقاء خطاب مثل الذي ألقيته قبل أربعة أعوام. لكن ليس هذا هو المهم في عقول الناخبين. أعتقد انهم مهتمون أكثر بما سأفعله لمساعدتهم في حياتهم. وبهذا المعنى سيكون خطابي خطاب رجل عملي». واقتحم أوباما المسرح السياسي الاميركي بخطاب حماسي ألقاه عام 2004 في مؤتمر الحزب الديمقراطي استخدم فيه كل ذخيرته التراثية المتعددة الاعراق في الدعوة الى وحدة البلاد على المستويين السياسي والعرقي.

وكان منافس أوباما الجمهوري جون ماكين، الذي يعقد حزبه مؤتمره العام الاسبوع المقبل قد سخر من خطب أوباما الرنانة وقال انه مجرد شخصية مبهرة تفتقر الى المضمون.

ويواجه أوباما، الذي يطمح لان يكون أول رئيس أميركي أسود، الكثير من علامات الاستفهام وهو يعد للخطاب الذي يلقيه غداً، وهو يصادف موعد احياء الذكرى الـ45 لالقاء المُدافع عن الحقوق المدنية للاميركيين من اصول افريقية، مارتن لوثر كينغ، خطابه الشهري «لدي حلم».

ويعتبر سير المؤتمر العام للحزب حاسما لحظوظ اوباما في الانتخابات الرئاسية، في وقت تزداد المنافسة بينه وبين ماكين. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس ان الناخبين في ثلاث ولايات اميركية رئيسية هي فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا يفضلون ان يكون رئيسهم المقبل من الحزب الديمقراطي ولكن هذه الرغبة لم تترجم صراحة في نوايا التصويت لديهم. وبحسب الاستطلاع الذي اجرته جامعة «كوينيبياك» فان المرشح الجمهوري جون ماكين يتقدم على منافسه الديمقراطي باراك اوباما في ولاية فلوريدا باربع نقاط (47 في المائة مقابل 43 في المائة من نوايا التصويت) في حين يتمتع اوباما بتقدم طفيف على خصمه في اوهايو (44 في المائة مقابل 43 في المائة) وبتقدم واضح في بنسلفانيا مقداره سبع نقاط (49 في المائة مقابل 42 المائة). ومنذ 1960 لم يتمكن اي مرشح من الفوز برئاسة الولايات المتحدة ما لم يفز باثنين على الاقل من اصوات هذه الولايات الثلاث. وبعد خطابات مؤيدة من زوجة اوباما، ميشيل، والسناتور ادوارد كنيدي، كان اوباما في انتظار إلقاء منافسته السابقة على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون خطابها امس. ولكن ربما الخطاب الاهم سيكون من زوجها، الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي افادت تقارير بأنه كان غاضبا من اوباما بسبب عدم اختيار هيلاري لمنصب نائب الرئيس، بالاضافة الى محاولة حملة اوباما التأثير على كلينتون في خطابه. ومن اجل وضع حد لهذه الشائعات، اعلن اوباما ان «بامكان الرئيس ان يقول ما يشاء» في الكلمة التي سيلقيها اليوم، قائلاً: «بيل كلينتون شخصية فريدة في مشهدنا السياسي. وانا لا استطيع ان احتج او ان املي عليه تصريحاته». وذكر اوباما انه تحادث هاتفيا مع كلينتون الخميس. وقال: «قلت له: حضرة الرئيس، بامكانك ان تقول ما تشاء».

وأمنياً، كثفت شرطة دنفر دورياتها بعد اعتقال اربعة متهمين يشتبه بانهم كانوا يريدون اغتيال اوباما. وأصدر المدعي تروي عيد بياناً امس يؤكد بأن الاربعة «لم يشكلوا تهديداً جدياً» على حياة اوباما، قائلاً: «نحن واثقون تماماً انه لا يوجد تهديد جدي للمرشح» اوباما. وكشفت شبكة «سي بي اس 34» عن الاعتقال مساء اول امس، مفيدة بان احد الموقوفين قال للشرطة انه «كان سيطلق النار على اوباما من نقطة مرتفعة (...) من بندقية (...) عن مسافة 750 مترا». وكان يفترض ان يقع الاعتداء على اوباما غداَ عند القائه كلمته بصفته مرشح الحزب الديمقراطي، في الستاد الذي يتوقع ان يضم 75 الف شخص. واوضحت الشبكة التلفزيونية ان احد الذين اعتقلوا اوقف الاحد بعد ان عثرت الشرطة على بندقيتين في شاحنة مستأجرة. وتابعت ان احد الموقوفين يحمل صليبا معقوفا، أي اشارة «النازية»، وقد يكون على علاقة بمجموعات تؤمن بتفوق البيض وعنصرية بيضاء.