التحقيق في اتصالات غير مصرح بها للمبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة مع زرداري

زعيم حزب الشعب الباكستاني يقول إنه كان يتلقى النصح والمساعدة من خليلزاد

TT

يواجه زلماي خليلزاد، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، تساؤلات غاضبة من مسؤولين آخرين داخل إدارة بوش بشأن ما وصفوه بأنه اتصالات غير مصرح بها مع آصف علي زرداري، المنافس لشغل منصب رئيس الجمهورية الباكستانية، خلفا لمشرف. وحسبما أفاد أحد المسؤولين البارزين داخل الإدارة الأميركية، فإن خليلزاد تحدث هاتفيا مع زرداري، زعيم حزب الشعب الباكستاني،عدة مرات أسبوعيًا في غضون الشهر الماضي، حتى تمت مواجهته بالاستفسارات والاستجوابات بشأن إجراء اتصالات غير مصرح بها، فيما صرح مسؤولون آخرون أن خليلزاد كان يخطط للقاء زرداري بصورة سرية يوم الثلاثاء المقبل أثناء عطلته التي سيقضيها في دبي، وقد أُلغي اللقاء فقط بعد أن علم ريتشارد بوتشر، مساعد وزيرة الخارجية لجنوب آسيا، من زرداري شخصيًا أن السفير كان يقدم له «النصح والمساعدة».

ولدى علمه بهذا كتب بوتشر رسالة بريد إليكتروني غاضبة إلى خليلزاد قال فيها: «هل يمكنني أن أتساءل ما هي نوعية النصح والمساعدة التي كنت تقدمها؟ وما نوعية القناة التي كنت تستخدمها للقيام بهذا؟ هل هي حكومية أم سرية أم شخصية؟» وقد تم إرسال نسخ من تلك الرسالة إلى مسؤولين آخرين على أعلى مستوى بوزارة الخارجية، وقد حصلت صحيفة «نيويورك تايمز» على نسخة من الرسالة من مسؤول داخل الإدارة الأميركية كان قد تلقى هو الآخر نسخة منها. وبصورة رسمية، ظلت الولايات المتحدة واقفة على الحياد في الصراع الخاص بخلافة مشرف، وثمة قلق يعتري وزارة الخارجية من أن تؤدي المحادثات التي تمت بين خليلزاد وزرداري، ورئيس الوزراء الأسبق، إلى ترك انطباع بأن الولايات المتحدة كان لها دور في السياسات الداخلية الباكستانية التي تعمها الفوضى فعليًا. جدير بالذكر أن خليلزاد كانت له علاقات وثيقة مع بوتو، حيث سافرا معا الصيف الماضي على متن طائرة خاصة لحضور اجتماع سياسي في آسبين. وقد اغتيلت بي نظير بوتو بعدها في ديسمبر (كانون الأول) بباكستان. وقد أثار هذا التصرف الأخير من قبل خليلزاد ـ الأفغاني المولد ـ الكثير من التساؤلات، نظرًا إلى التكهنات الرائجة بأنه يريد خلافة الرئيس حامد كرزاي في رئاسة أفغانستان. هذا، وقد أوضح مسؤولون ـ لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم نظرًا إلى أنهم غير مصرح لهم بالتحدث عن قضية خليلزاد بصورة علنية ـ أن خليلزاد، أول سفير لإدارة بوش في أفغانستان، يُبقي على اتصالات وثيقة مع مسؤولين أفغان، الأمر الذي أغضب ويليام وود السفير الأميركي الحالي لدى كابل. وقد أكد خليلزاد في وقت سابق أنه ليست لديه أي خطط للسعي نحو تولي رئاسة أفغانستان. كما أوضح، عبر الناطق الرسمي باسمه، أنه تربطه صداقة حميمة مع زرداري منذ سنوات طوال. وقال ريتشارد غرينل الناطق باسم البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى الأمم المتحدة: «إن خليلزاد خطط لمقابلة زرداري بصورة اجتماعية خلال عطلته الشخصية، ونظرًا إلى أن زرداري في الوقت الحالي يخوض الانتخابات الرئاسية، فقد أجل خليلزاد اللقاء، بعد مشاورة المسؤولين البارزين داخل الإدارة الأميركية ومشاورة زرداري نفسه».

وأشار أحد المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى إلى أنه قد تم توجيه النصح إلى خليلزاد «بالتوقف عن الحديث بحرية» مع زرداري، إلا أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان سيواجه أي إجراء تأديبي بشأن هذا العمل أم لا. وأكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها خليلزاد فريسة للمتاعب لقيامه باتصالات غير مصرح بها. ففي يناير (كانون الثاني)، عبر مسؤولو البيت الأبيض عن غضبهم واستيائهم من ظهوره وهو يجلس بالقرب من وزير الخارجية الإيراني في اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. فالولايات المتحدة ليس لها أي علاقات أو اتصالات دبلوماسية مع إيران، كما أن طلب خليلزاد لأن يصبح جزءًا من الوفد الأميركي في دافوس كان قد تم رفضه من قبل المسؤولين بوزارة الخارجية والبيت الأبيض. وأشار ريتشارد هولبروك، السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة في عهد كلينتون، إلى أن الإدارة الأميركية ترسل إشارات متضاربة، «فلا يمكنها إدارة سياسة خارجية مترابطة منطقيًا، في الوقت الذي يمارس فيه مسؤول بارز لديها عمله بصورة حرة».

* خدمة «نيويورك تايمز»