«الائتلاف» الحاكم يجدد رفض الصحوة: لا يمكن بقاء قوات تشبه الميليشيات.. واستوعبنا 20% منها في القوات العراقية

أحد قادة التنظيم الذي يحارب «القاعدة»: إذا اعتبرونا ميليشيات فيجب أن نخضع لقانون الاندماج

متطوع في صفوف الصحوة يمازح جنديا أميركا أثناء انتظار تسجيل اسمه في بلدة المحمودية جنوب بغداد (أ.ف.ب)
TT

تفاوتت التصريحات مؤخرا بين مؤيد ومعارض لوجود تشكيلات الصحوات في العراق بعد الهدوء النسبي الذي شهدته المناطق التي ظهرت فيها هذه التشكيلات، خصوصا بعد ان وصلت اعدادهم الى اكثر من 100 ألف مقاتل استوعبت القوات العراقية 20% منهم لحد الآن.

ويقول سامي العسكري القيادي في الائتلاف العراقي الموحد والمقرب من حكومة المالكي «ان موضوعة الصحوات موضوعة متداخلة وشائكة فلا يمكن ان تستمر الصحوات الى ما لا نهاية ولا يمكن للقوات العراقية ان تستوعبهم جمعيا، وهي قد استوعبت لحد الآن 20% منهم فقط».

وأشار العسكري لـ«الشرق الاوسط» الى ان «التصريحات الاخيرة التي صدرت من عدة جهات كانت مختلفة بسبب ان الصحوات بدأت تتحرك وكأنها كيان سياسي وتريد الاشتراك في الانتخابات وهنا بدأ الخلاف»، وأضاف العسكري ان «قائمة الائتلاف العراقي الموحد رفضت هذه الفكرة لان الصحوة ليست كيانا سياسيا بل انها ظاهرة صحية في وقتها لم يصبح هناك ضرورة لوجودها مع تحسن الوضع الامني وتنامي القوات العراقية». وتساءل العسكري «كيف لنا ان نطالب بتقليص الوجود الاجنبي ونطالب ببقاء قوات خارج تشكيل الحكومة؟ ولماذا لا نقبل بالميليشيات ونقبل بشيء يشبه الميليشيات وهي الصحوات؟».

وتخشى الحكومة العراقية من تنامي قوة الصحوة، ووجهت مؤخرا شخصيات شيعية بارزة انتقادات لمجالس الصحوة قائلين ان «ايامها باتت معدودة». كما تحدثت انباء عن استهداف قيادات في الصحوة ببغداد من قبل القوات الامنية العراقية ووضعهم على لائحة المطلوبين.

واكد العسكري ان «الجميع يعرف ان بعض المنتمين للصحوات كانت لهم علاقات بالقاعدة واقترفوا جرائم كثيرة وان عملية استيعابهم في القوات العراقية يجب ان تخضع للتدقيق الجيد، خصوصا وان هذه المجاميع تسلمت رواتبها من القوات الاميركية بعد ان كانت توجه ضرباتها لها».

وحول ما اذا كان يتوقع عودة القاعدة الى نشاطها لو تم حل الصحوات، قال العسكري «لا أتوقع هذا الأمر فمن غير الممكن ان يعود أي شخص منتم لهذا التشكيل الى ضرب من كان يتسلم منه راتبه».

من جانبه، اتهم علي حاتم شيخ عشائر الدليم في العراق ورئيس مجلس الاسناد واحد مؤسسي الصحوات في العراق، جهات معينة في الحكومة العراقية بـ«إشعال الفتنة باتجاه ضرب الصحوات في العراق بعد ان حققت نجاحات كبيرة على المستويين الامني والسياسي»، وقال حاتم لـ«الشرق الاوسط» ان «عملية حل الصحوات لا يمكن ان تتم إلا بقرار من رئيس الوزراء وليس هناك اية علاقة بأي تشكيل او برلمان او وزارة بهذا القرار». وأضاف حاتم ان «الصحوات اصدرت بيانا مهما حول هذا الامر بينت فيه ان أي تصريح من أي شخص بخصوص الصحوات (حلها) لا يمكن إلا ان يكون تصريحا عن شخص جاهل ببواطن الامور»، ويوضح قائلا ان «الصحوات بنيت على اساس محاربة الطائفية المقيتة التي استحضرتها بعض القوى والشخصيات الى داخل العراق كما قامت بمحاربة القاعدة، الامر الذي عجز عنه الكثير، ولولا وقفة الصحوات وابناء العشائر لكانت القاعدة قد اتخذت لها مواطن كثيرة في العراق». وحول ما طرح كون الصحوات تشبه الميليشيات وإذا حلت الثانية فيجب ان تحل الاولى، قال حاتم «نحن نرضى بحل الصحوات اذا تبعت قانون الميليشيات عندما تم دمجها بالقوات المسلحة أي ضمن قانون دمج الميليشيات. وجميعنا يعلم ان الميليشيات دمجت مع القوات العراقية فلماذا لا تدمج كل الصحوات ايضا اذا تم اعتبارها من قبل البعض بأنها ميليشيات مع العلم ان الصحوات ساندت الحكومة في حربها ضد القاعدة ؟».

وأشار حاتم الى ان التصريحات التي يطلقها البعض هدفها «زحزحة الارض تحت اقدام من يرونه قويا باتجاه الانتخابات القادمة لأنهم يريدون البقاء لاربع سنوات قادمة، وهذا الامر بعيد عن منالهم بشكل مطلق»، مؤكدا ان العمل جار من اجل اعداد قوائم انتخابية ستدخل ضمن الانتخابات القادمة بغض النظر ان كان الشخص المرشح ضمن الصحوات ام لا. وشهدت محافظة الانبار صراعات سياسية بين الحزب الاسلامي العراقي، أبرز حزب سني في العراق، وبين قوات الصحوة. ويخشى الحزب الإسلامي من خسارة مقاعده أمام «الصحوة» التي تحظى بقبول اكبر لدى الناخبين بسبب الدور الذي لعبته في محاربة تنظيم القاعدة واعادة الامن، بحسب بعض المراقبين.

وأقر حاتم بوجود صحوات «مخترقة»، خصوصا في بغداد، وان هذه الصحوات لم تكن تحت سيطرتهم وان «الحزب الاسلامي هو الذي قام بتشكيلها».