مسؤول حزبي كردي: الجيش العراقي انسحب من خانقين بعد يوم واحد من اقتحامها.. وسنستخدم القوة إن لزم الأمر

مظاهرات احتجاج في البلدة المتنازع عليها.. وممثل طالباني لدى البيشمركة: تفوح رائحة القتال والبارود

TT

شهدت بلدة خانقين، 170 كم شرق بغداد، اوضاعا متشنجة وأجواء مكهربة بعد دخول قوات اللواء الاول من الفرقة الرابعة للجيش العراقي البلدة ظهر أول من أمس، في تحد واضح لارادة الاحزاب والقوى الكردية التي تبسط سيطرتها المطلقة على الامور الامنية والادارية للبلدة منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

ويؤكد العديد من الشخصيات والاوساط السياسية أن ارسال القوات العراقية الى خانقين وجلولاء وقره تبه تكمن وراءه نوايا سياسية «غير سليمة».

وفي رد على دخول القوات العراقية للبلدة التي تعد واحدة من المناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب، نظم المئات من سكان البلدة ومن جميع الشرائح والفئات تظاهرة غاضبة صباح أمس طافت شوارع خانقين للإعراب عن رفضهم وشجبهم لاقتحام القوات العراقية بلدتهم فجأة ومن دون سابق انذار او موافقة من الاهالي، الذين طالبوا عبر هتافاتهم ولافتاتهم برحيل وجلاء القوات العراقية عن بلدتهم فورا.

وقد ألقى ملا بختيار العضو العامل في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني كلمة في حشود المتظاهرين قال فيها «اننا في المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي جئنا الى خانقين اليوم مسالمين وسنواصل الحوار مع المركز حتى النهاية، اما اذا وصل الحوار الى طريق مسدود فسنرد على القوة بقوة مماثلة».

وأضاف ملا بختيار في كلمته «ان قوات البيشمركة هي جزء من القوات المسلحة العراقية وقد ادت مهامها التي كلفت بها من قبل الحكومة العراقية على اكمل وجه اينما كانت تلك المهام والواجبات، ولا داعي مطلقا لمجيء القوات العراقية الى خانقين طالما ان قوات البيشمركة تسيطر على الوضع الامني فيها، بل وتشارك بفاعلية في جهود فرض القانون وتكريس الأمن حتى في العاصمة بغداد». وأردف يقول «لو كانت المادة 140 من الدستور العراقي قد طبقت على نحو سليم لما حصلت كل هذه التوترات في المنطقة». وختم ملا بختيار كلمته بطمأنة سكان البلدة الغاضبين بأن القوات العراقية قررت الانسحاب من المنطقة.

وتوترت الأوضاع بين القوات العراقية وبين قوات البيشمركة الكردية التابعة لاقليم كردستان اثر تطبيق خطة «بشائر الخير» من قبل القوات العراقية في محافظة ديالى لتعقب عناصر تنظيم القاعدة. وفي تطور لاحق، قال مسؤول رفيع في تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في بلدة خانقين «ان سكان البلدة قرروا رفع العلم الكردستاني على جميع المباني الحكومية بل وحتى على سطوح المنازل تحديا لتدخلات القوات العراقية واعرابا رفضهم لتلك التدخلات»، وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، «سنتحدى الذين يحاولون تنكيس العلم الكردستاني بكل الوسائل السلمية المتاحة». وعلى صعيد ذي صلة، شدد عدد من النواب الكرد في البرلمان العراقي على ان «اقتحام القوات العراقية لبلدة خانقين وبهذا الاسلوب ينم عن تحد واضح للقوى الكردستانية وتجاهل دورها في المنطقة التي فيها نسبة كبيرة من المواطنين الكرد الذين يدينون بالمذهب الشيعي». ويزعم النواب الاكراد ان اللواء الاول من الفرقة الرابعة للجيش العراقي الذي أرسل الى خانقين «ذو أغلبية شيعية» وان ارساله الى خانقين محاولة من الائتلاف الشيعي الحاكم «لتعزيز وجوده في تلك البلدة وضواحيها المحاذية للشريط الحدودي مع ايران، وسحب البساط من تحت اقدام التحالف الكردستاني».

من جانبه، أكد محمود سنكاوي ممثل الرئيس جلال طالباني لدى قوات البيشمركة، أن بلدة خانقين تفوح منها رائحة القتال والبارود منذ نحو عشرة ايام. وأضاف سنكاوي في تصريحات صحافية للقنوات المحلية في الاقليم ان «قوات البيشمركة وضعت في حالة تأهب قصوى منذ اسبوعين»، وأضاف «لو فرض علينا القتال فسنخوضه مضطرين رغم اننا لم نتلق بعد أي أوامر بذلك من قبل القيادة الكردية». من جانبها، أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى من مدينة خانقين، أن احتقانا ملحوظا يسود المدينة بعد دخول القوات العراقية الى المدينة، وأكدت لـ«الشرق الاوسط» ان الجهات الكردية تقوم برفع العلم الخاص بإقليم كردستان في الشوارع وعلى السيارات. وأشارت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها، الى ان «وجود القوات العراقية ضمن المنطقة يأتي ضمن عمليات بشائر الخير التي بدأت في عموم محافظة ديالى وان وجودها مسألة مؤقتة».

وأكدت المصادر أن القوات العراقية تقوم بتنفيذ الواجبات هناك ولا وجود لنوايا طائفية أو عرقية في الموضوع، حسبما تشير بعض المصادر الكردية الى ان المكان عراقي وليس لفئة أو طائفة أو عرق معين، حسب قوله.