عشائر شيعية: لن يمر مشروع ضم كركوك إلى كردستان إلا على جماجمنا

المتظاهرون في النجف رفعوا مذكرة إلى المالكي احتجوا فيها على مقترح التقسيم و«مساومات» البرلمان

عشائر يتظاهرون في مدينة النجف أمس احتجاجا على ضم مدينة كركوك الى إقليم كردستان («الشرق الأوسط»)
TT

في تصعيد لحدة الصراع على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والاكراد والتركمان، عبر عدد من شيوخ العشائر العراقية في الفرات الاوسط عن استنكارهم وتنديدهم بضم المدينة الى اقليم كردستان العراق. وفي تطور غير مسبوق، خرجت مظاهرة ضمت نحو 300 شخص من ابناء العشائر الكبيرة (العيسى، الشبل، الابراهيم، الفتلة، العبودة، بني حسن) في مدينة النجف احتجاجا على مطالبة مجلس محافظة كركوك بضم المدينة الى إقليم كردستان.

وأكد الشيخ فريد داخل الشعلان الابراهيمي شيخ عشائر الابراهيم في العراق عامة والنجف خاصة في بيان تلاه امام المتظاهرين، قوله ان: «ما يجري ويحاك في أروقة وطاولات مجلس النواب العراقي انما هو تجديد وبداية اخرى لتقسيم العراق عن طريق كركوك»، مضيفا «نطالب العراقيين بالوقوف بحزم وبصلابة وعدم السماح لاعادة الفتنة بين العراقيين عن طريق كركوك»، مشددا على ان «قضية كركوك هي قضية العراق، وكركوك هي العراق المصغر فيها كل الاطياف العراقية والمذاهب العرقية وان محاولة تقسيمها هي مؤامرة لتقسيم العراق من جديد بعد فشل المؤامرة الاولى باعلان الحرب ـ حسب تعبيره ـ الطائفية بين ابناء العراق». ووزع المتظاهرون وثيقة استنكار موجهة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تلاها سلمان ابو جزرة شيخ عشائر الكلابيين في النجف، استنكروا فيها «النزاعات والمداولات والمساومات الجارية في مجلس النواب ومرافق الدول الاخرى ومن بينها الجانب الكردي المتمثل بالسيد مسعود بارزاني والذي يطالب بضم كركوك الى اقليم كردستان العراق وتعاطف الرئيس طالباني من ورائهم ومن استفاد منهم»، وأكدوا «نحن نستنكر هذه المساومات ولن نقبلها مطلقا ولن نقبل إلا بان تكون كركوك لابناء العراق وابناء العراق لكركوك». من جانبه، قال عاد البو خليل الشبلي التي تعتبر عشيرتهم من اكبر العشائر في النجف لـ«الشرق الاوسط» ان «مجلس محافظة النجف لم يستقبل هذه المظاهرة كون اغلبية اعضائه من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي اعترض على قانون تشريع مجالس المحافظات والمادة 24 ومجلس المحافظة اعلن انه يتحفظ على قانون مجالس المحافظات وعلى المادة 24، لكن لا يمكن لمجلس المحافظة ان يقف بوجه هذه الجموع التي تهدف الى اعادة كركوك الى موقعها في العراق حيث من يقف وراء هذه المظاهرة هي العشائر غير المسيسة ولا تنتمي  الى جهة حزبية او تيار سياسي».

الشيخ مسلم سعد راضي قال «لا نسمح ابدا ان يقرر أي حزب  مصير كركوك وعلى أهلها من كرد وعرب وتركمان ان يقرروا مصير هذه المدينة». وأشار سعد راضي الى ان «عشائر الفرات الاوسط تعبر عما يتعلق حاليا بكركوك بانه مؤامرة كبرى على العراق، وكركوك نفديها بأرواحنا ولن يمر مشروع ضمها الى إقليم كردستان الا على جماجمنا».

من جهته، قال جاسب الحلو ممثل الادارة المدنية في النجف لشؤون العشائر ان «مطلب المتظاهرين مطلب مشروع وهو حق لكل العراقيين وان بيانات شيوخ العشائر، سيتم رفعها الى الجهات المسؤولة بدءا من المحافظة ومجلس المحافظة الى مجلس النواب العراقي».

وأضاف الحلو ان «هناك تحركات في الفرات الاوسط والجنوب لتحريك العشائر العراقية وطنيا مستخدمين الثقل العشائري الموجود لديهم.. سنستخدم كل الوسائل المتاحة لعدم المساس بوطنية المدينة بما فيها القوة». ورفع المتظاهرون شعارات قالوا فيها «نموت وما نتنازل عن ترابك يا كركوك» و «كلا كلا لتقسيم كركوك».

ويطالب العرب والتركمان بتوزيع المناصب الادارية في المحافظة بين مكوناتها الاربعة بواقع 32% لكل من العرب والتركمان والاكراد و4% للمسيحيين، الأمر الذي يعارضه الاكراد.