بلعيرج نقل رسائل بن لادن إلى «السلفية» الجزائرية بهدف ضمها لـ«القاعدة»

قال للمحققين إنه تبلغ من ناشط في بروكسل بخطط لعملية تفجيرية في السعودية

TT

قال عبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية التي فككها الأمن المغربي قبل اشهر بشبهة تورطها في الارهاب، إنه ناقش مع أسامة بن لان، ومساعده أيمن الظواهري، قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، الاستراتيجية الجديدة لعمل الخلايا النائمة التي أنشاتها الحركات الإسلامية المتشددة.

واكد بلعيرج للمحققين الامنيين المغاربة أنه التقى أبو بصير الجزائري، المسؤول الاول عن تنظيم «القاعدة» في أوروبا، وسلمه رسائل من بن لادن تتعلق بإعادة هيكلة تنظيم «القاعدة»، وذلك بإلحاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، بهذا التنظيم، بعد مباركة قيادة «القاعدة» في أفغانستان، لكل العمليات التي قام بها هذا التنظيم المحلي بالجزائر، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي لها، قصد استقطاب شبان متحدرين من المغرب العربي، ومن جنوب الصحراء، لنشر الرعب في شمال أفريقيا.

وأوضح بلعيرج أنه التقى ايضا مسؤول الجماعة السلفية للدعوة والقتال، عام 1999 ببلجيكا، والمكلف استقطاب مجندين الى معسكرات الجماعة، بينهم من هو محسوب على المغاربة الافغان، وذلك من أجل إحداث معسكر لإعداد كوادر لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، قادرة على ضرب أي هدف محدد من قبل أسامة بن لادن، ومساعديه، حتى ولو أدت الى قتل مواطنين مسلمين، إدراكا للرسالة التي بايعت فيها عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، أسامة بن لادن أميراً عليها، فكان أن غيرت من اسمها لتصبح «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».

وأضاف بلعيرج أنه لمواصلة هيكلة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» التقى الجزائري أبو طلحة البليدي (أمير كتيبة)، عام 2005، وعقد معه اجتماعات متتالية وبحثا إمكانية توسيع المعسكر التدريبي بإحدى غابات الشلف (غرب الجزائر العاصمة)، وطلب منه تحضير لقاء مع زعيم التنظيم عبد المالك دروكال الملقب «أبو مصعب عبد الودود»، لكن لم يصل إلى هدفه.

وأكد بلعيرج لقاضي التحقيق المغربي المكلف الارهاب، أنه سافر الى دمشق يوم 5 أبريل (نيسان) 2005، والتقى أبو رزق، المختص في تجنيد عرب متشددين للتسلل الى العراق لمواجهة القوات الاميركية، بعد سقوط نظام صدام حسين، وذلك انطلاقا من أوروبا، لاشتداد المراقبة على الحدود العراقية السورية براً، مبرزاً أنه عمل على إعادة هيكلة تنظيم «القاعدة» في الشرق الأوسط، عبر تغيير استراتيجية عملها، إذ سافر الى لبنان في فترات متباعدة منذ عام 1983 إلى 2005، والتقى عناصر متشددة تعمل لحاسب جماعات مسلحة، تتدرب في بعض المناطق الجبلية.

وأكد بلعيرج للقاضي المغربي أنه التقى عضوا في الجماعة المغربية الاسلامية المقاتلة، والمسؤول الاول عن التخطيط لتفجيرات الدار البيضاء عام 2003، وأشعره بوجود شخص مصري يدعى أنور، يقطن بالسعودية، اتصل به هاتفيا عام 2004، وأخبره أنه مكلف من قبل تنظيم «القاعدة» لإيصال رسالة له بخصوص تكليفه القيام بعملية تفجيرية في الرياض، والالتقاء بأمير التنظيم هناك، مؤكداً أن مسؤولي «القاعدة» في أفغانستان طلبوا منه تكليف شخص يسمى أبو ياسر، لتنفيذ مهمات، من قبيل اقتناء أسلحة نارية، هي عبارة عن مسدسات ورشاشات ومواد متفجرة من أوروبا وإرسالها الى السعودية، التي استطاع مسؤولوها الأمنيون إحكام الطوق على فلول تنظيم «القاعدة».

وقال بلعيرج إنه توجه الى الرياض، والتقى شخصاً من تنظيم «القاعدة» رفقة ثلاثة آخرين، من جنسيات سعودية، لم يسمهم، وتجولوا على متن سيارة من صنع أميركي، لمدة نصف ساعة، عبروا خلالها عن عدم إمكانية الالتقاء بأمير التنظيم بالسعودية، لكون الحالة الامنية لا تسمح بذلك.

وتحدث بلعيرج، للمحققين الأمنيين عن فصول مثيرة في تحركاته المكوكية عبر العالم، طيلة 30 عاما، من دون أن تنتبه إليه الأجهزة الأمنية لجميع الدول، ما يطرح أكثر من سؤال حول هوية بلعيرج، وما اذا كان عميلاً مزدوجاً لأكثر من جهاز أمني دولي، خاصة أنه يحمل الجنسية البلجيكية، وربط علاقات وطيدة مع جميع التنظيمات المتشددة من قبيل الشبيبة الاسلامية المغربية، وحركة المجاهدين المغاربة المتفرعة عن هذه الأخيرة، والحركة الثورية الاسلامية المغربية الشيعية المتأثرة بثورة الخميني، والاختيار الثوري، والبديل الحضاري، والحركة من اجل الامة، والجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وباكستان، وامتدادات «القاعدة» في لبنان، والعراق، وتركيا، والسعودية، والشيشان، ومنطقة الساحل وجنوب الصحراء، وأوروبا.

وقال بلعيرج إن عضو الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، الذي التقاه ببروكسل، اخبر قبل بضعة أشهر من اعتقاله، بوجود مغاربة مقيمين ببلجيكا سيعملون على إدخال أسلحة كبيرة ومتطورة الى المغرب من هولندا وألمانيا بقيمة 500 مليون يورو، للقيام بأعمال تخريبية بمشاركة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وأفارقة من مالي ونيجيريا وموريتانيا». لكن المحققين الأمنيين والقاضي لم يكشفوا في وثائق ملف متابعة بلعيرج، عن أسماء المزودين للأسلحة، وكيف تم إحباط هذه العملية. ربما سيجري الكشف عن ذلك خلال محاكمة عناصر خلية بلعيرج يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.