تبادل الاتهامات بين فتح وحماس وتغيب كبير للمعلمين والمعلمات بداية العام الدراسي

على خلفية إضرابهم في غزة

TT

بخلاف ما كانت عليه الأمور يومي الأحد والإثنين الماضيين بداية العام الدراسي في قطاع غزة، فقد وجدت إسراء، 15 عاماً، الطالبة الجديدة في الصف الأول الثانوي الكثير مما تقوله عن تجربتها في أول احتكاك لها مع مدرسيها ومدرساتها في المرحلة الثانوية، حيث أنه خلال هذين اليومين لم يكن لإسراء التي انهت المرحلة الإعدادية، كثيرا من هذا الاحتكاك بسبب تغيب معظم المعلمات جراء الإضراب عن العمل الذي دعا له اتحاد معلمي فلسطين في رام الله لمدة خمسة ايام. غير ان الوضع كما قالت إسراء الطالبة في مدرسة «شهداء المغازي» التي تقع بمحاذاة معسكر المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، تغير في مدرسة، امس، اذ بلغت نسبة المداومين 90%.. تبدي إسراء التي تحدثت لـ«الشرق الاوسط» الكثير من السخط ازاء الإضراب. وقالت «بغض النظر عن دوافع الإضراب فما كان من المناسب أن يتم تعطيل بداية العام الدراسي على هذا النحو».

ومصدر الإرتباك لدى إسراء وبقية زميلاتها حقيقة وجود عدة جهات نقابية تمثل المعلمين الفلسطينيين، فاتحاد معلمي فلسطين الذي يتبع منظمة التحرير الفلسطينية، هو الذي دعا للإضراب احتجاجاً على ما يعتبره حركة تنقلات «تعسفية» طالت المديرين والمدرسين، في حين أن «نقابة معلمي فلسطين» التي يسيطر عليها اتباع الحركة الاسلامية تعتبر أن هذا الإضراب «سياسي بإمتياز وأنه جاء لتحقيق اهداف سياسية لا علاقة لها بالقضايا المطلبية». جميل شحادة أمين عام «اتحاد معلمي فلسطين» ومقره في رام الله يقول أن هناك الكثير من الأسباب «الوجيهة» الذي تدعو للاضراب. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أشار شحادة الى أن احد اهم الأسباب التي تدعو للإضراب هو قيام وزارة التعليم في الحكومة المقالة بنقل الكثير من المعلمين واقصاء العديد من مديري المدارس وتحويل بعضهم الى مدرسين ونقل البعض الآخر الى مدارس بعيدة، فضلا عن سيطرة الاجهزة الامنية في الحكومة المقالة على مقر الاتحاد في غزة.

واتهم شحادة حكومة حماس بمحاولة «تسييس التعليم وصبغه بالصبغة الحزبية»، مشيراً الى قيام الاجهزة الأمنية باعتقال عدد من المعلمين بدعوى التحريض على الاضراب. وتؤكد كتلة معلمي حركة فتح أن نسبة الالتزام بالإضراب بلغت 80%، وهو ما ينفيه بشدة الدكتور محمد ابو شقير وكيل وزارة التعليم في غزة الذي قال إن نسبة انتظام المعلمين امس بلغت 70% متوقعاً أن تبلغ النسبة اليوم اكثر من 90%.

لكن حسب استقصاء «الشرق الاوسط» تبين ان الاضراب كان مؤثرا خلال اليومين الاوليين (الاحد والاثنين واحدث ارتباكا كبيرا في مدارس قطاع غزة) لكن نسبة المضربين تقلصت امس الى حد يمكن القول ان العملية التعليمية انتظمت في معظم المدارس الحكومية. وحول الأسباب التي ساقها شحادة لتبرير الإضراب، قال ابو شقير لـ«الشرق الاوسط» أنه اتصل شخصياً بشحادة وطلب منه أن يبلغه عن اسم مدير مدرسة واحد خفضت مرتبته الى مدرس، مؤكداً أن شحادة لم يكن لديه رد. واستهجن ابو شقير اتهامات شحادة مشيرا الى أن اكثر من 80% من نظراء المدارس هم من حركة فتح، وبالتالي «لا يمكن لعاقل أن يقوم بتغيير 80% من نظراء المدارس». وحول السيطرة على مقر «اتحاد معلمي فلسطين»، قال ابو شقير أن سيطرة الاجهزة الامنية تمت بعد انفجار شاطئ بحر غزة مثل عشرات المؤسسات التي تم السيطرة على مقارها. واستهجن ابو شقير ان يعلن الإضراب بسب السيطرة على المقر على اعتبار أن وزارة التعليم ليست الجهة التي سيطرت عليه. وحول تهديدات وزير التعليم في الحكومة المقالة محمد عسقول بطرد كل معلم يتغيب عن المدارس، قال ابو شقير أنه لا يتوقع ان تصل الامور الى هذا الحد موضحا ان جهود تبذل حالياً لتطويق الازمة.

اياد عقل نائب نقيب المعلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة الاسلامية يستهجن بشدة الدعوة للاضراب. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قال عقل «ان كان الإضراب مطلبياً فلماذا لم يتم التمهيد له بتقديم مطالب للحكومة في غزة وبعد ذلك استخدام إحدى وسائل الاحتجاج النقابية بشكل متدرج مثل اصدار بيانات وتنظيم اعتصامات أو اضراب لعدة ساعات، أما أن يتم الاعلان عن اضراب لمدة خمسة ايام مباشرة فهذا يدل على أن هذا الإضراب سياسي بامتياز».

واضاف ان «اتحاد معلمي فلسطين» «لا يمثل المعلمين» مشيراً الى أنه لم يتم اجراء أي انتخابات لفرز هيئات هذا المجلس. واضاف أن شحادة لم يكن في يوم من الايام معلماً وهو يزاول عمله في احدى وزارات السلطة الفلسطينية في رام الله. وفي محاولته التدليل على الطابع السياسي للاضراب، قال عقل إن «اتحاد معلمي فلسطين» لم يحتج على قيام حكومة سلام فياض بقطع الرواتب عن 1000 من المعلمين القدماء في غزة، و6000 معلم جديد في الضفة وغزة، وهو ما يمثل 15% من اجمالي عدد المعلمين. واكد عقل ان نقابة معلمي فلسطين تشكلت بعد اجراء انتخابات شارك فيها 60% من معلمي الضفة وغزة، وبالتالي هي الجهة الشرعية التي يحق لها تمثيل المعلمين.