العالقون برفح يتشبثون بأمل فتح المعبر لقضاء شهر رمضان بين ذويهم

أنباء عن قرب فتحه

TT

مئات من الفلسطينيين العالقين في مصر يتشبثون بالأمل أمام بوابات معبر رفح للعودة إلى ذويهم لقضاء شهر رمضان معهم. ما بين الألم والأمل يقبع هؤلاء بالساعات ينتظرون الفرج الذي يبدو قريبا في لحظات ثم يكتشف الجميع أنهم يجرون وراء السراب.

يقول أحمد سمير، 27 عاما، الموظف في إحدى الدول العربية: «جئت قبل أيام لقضاء رمضان في غزة مع أسرتي التي لم أرها منذ عامين لكنني وجدت المعبر مغلقا، وسمعت من بعض العالقين بمدينة العريش أن المعبر قد يفتح ويعود الجميع إلى بلادهم لكن هذا الأمر لم يحدث طوال الأسابيع الماضية».

في المقابل يقول نصار السيد علي، 34 عاما، «أقيم في أحد الشاليهات بمدينة العريش منذ أسبوعين مع زوجتي وثلاثة من أبنائي في انتظار فتح المعبر وعودتي.. نأمل أن يفتح قريبا وندخل غزة حتى نقضي أول أيام رمضان هناك وسط الأهل».

في حين تؤكد نادية برهوم، العالقة مع زوجها في مصر منذ فترة، أنهم يسمعون أخبارا عن قرب فتح المعبر كل يوم تقريبا فيحملون حقائبهم ويذهبون إلى رفح حيث يقضون اليوم بطوله بلا فائدة ليعودوا في المساء الى الفندق.

الحاجة أم سمير، التي تقيم لدى قريبتها برفح المصرية بعد عودتها من زيارة لابنها بدول عربية، قالت بصوت يملأه الأسى: «منزلي على بعد أمتار من هنا برفح الفلسطينية.. قبل سنوات كنا نتبادل الأحاديث أنا وأقاربي من فوق أسطح المنازل.. الآن لا استطيع العودة إلى منزلي».

في تعليقه لفت الناطق الإعلامي الفلسطيني سيناء حسن زعرب إلى أن استمرار إغلاق المعبر يهدد بحدوث مأساة إنسانية قاسية في سيناء خاصة وأن نقود بعض العالقين أوشكت على النفاد. وطالب زعرب بفتح المعبر أمام الفلسطينيين العالقين على الجانبين.

ويقيم معظم العالقين في فنادق شعبية في ما يقيم عدد آخر منهم في «الشاليهات»، وبحسب مصادر مصرية فإن هناك مئات من العالقين منتشرون في مدينتي رفح والعريش بينهم عدد كبير من الحالات المرضية والإنسانية في انتظار وضع حد لمآسيهم.

وبحسب مسؤول بالارتباط المصري الفلسطيني في رفح فإن «الحل بات قريبا» وأن هناك ترتيبات تتم حاليا لفتح المعبر ليومين أو ثلاثة قبل حلول شهر رمضان لإنهاء أزمة العالقين الذين يفوق عددهم 500.

ولكن مسؤولا آخر شدد على انه لم يصل حتى الآن إخطار يحدد موعد فتح المعبر وعدد أيام تشغيله، وانه يتوقع أن يصل ذلك الإخطار في أي وقت. وتابع القول: «الأطقم الفنية للمعبر جاهزة للعمل في أي وقت وسيتم إعلان حالة الطوارئ فور وصول ما يفيد عن فتحه».

من جانبه أكد عبد الفضيل أبو شوشة، محافظ شمال سيناء، أن هناك خطة طوارئ وضعتها المحافظة لاستقبال مئات الفلسطينيين عند فتح المعبر يتم بموجبها تجهيز عدد من سيارات الإسعاف أمام المعبر لنقل الجرحى والمرضى إلى مختلف مستشفيات شمال سيناء لتقديم الرعاية الطبية السريعة لهم.

يذكر أن نقطة عبور رفح هي المنفذ الرئيسي للقطاع على العالم الخارجي. وتسمح مصر من حين لآخر بمرور جرحى ومرضى وأصحاب حالات إنسانية عبر رفح بتنسيق خاص.

وكانت مصر قد أغلقت حدودها بشكل تام مع قطاع غزة في فبراير (شباط) الماضي في أعقاب اقتحام الآلاف من الفلسطينيين الحدود للتزود بالسلع والوقود في يناير (كانون الثاني) الماضي.