الألمان يسخرون «الثلج الملتهب» في قاع البحر لإنتاج الطاقة

«هيدرات الميثان» تحترق في الحال وتطلق طاقة هائلة حال فصلها عن المياه الباردة

«الثلج الملتهب» من معهد «جيومار» في كيل («الشرق الأوسط»)
TT

يعتقد العلماء الألمان بإمكانية هيدرات الميثان، المتوفرة بكميات هائلة في قيعان البحار والمحيطات، أن تكون البديل المناسب للنفط في إنتاج الطاقة. ويطلق على هيدرات الميثان اسم «الثلج الملتهب» لأنها تحترق في الحال وتطلق طاقة هائلة حال فصلها عن المياه الباردة في قعر البحر.

ويسعى فريق العلماء من معهد الأبحاث البحرية الألماني «جيومار» في مدينة كيل (شمال) إلى استخراج الثلج الملتهب من تحت قاع البحر قبل أن يحترق كي يسخروا الطاقة الصادرة عنه في إنتاج الكهرباء والحرارة.

وسبق للعلماء الألمان أن عثروا على هيدرات الميثان بكميات هائلة تحت قاع البحر، على عمق 300 متر، قرب سواحل البرازيل والصين واليابان وكوريا والهند. كما كشف المعهد لاحقا عن «خزين» كبير من الثلج الملتهب قرب سواحل بريطانيا والنرويج وتحت الجليد الأزلي في القطبين.

والثلج الملتهب عبارة عن مزيج من هيدرات الميثان (غاز الأرض) والماء تحول إلى ثلج بفعل درجات الحرارة المنخفضة والضغط العالي تحت الماء الذي يصل إلى 100 ضعف الضغط الجوي. ويعتقد علماء «جيومار» أن الكميات التي اكتشفت حاليا كافية لتوفير الطاقة التي يوفرها نفط وفحم العالم مجتمعين. ويعتبر الثلج الملتهب من أكثر مصادر الطاقة تركيزا في العالم لأن المتر المكعب الواحد منه جدير بمنح 163 مترا مكعبا من غاز الميثان.

ويساهم في مشروع استخراج الثلج الملتهب اكثر من عشر شركات عالمية لاستخراج الطاقة والصناعة الكيماوية بينها شركات من بريطانيا والنرويج. وبدأت الأعمال في منطقة قرب السواحل النرويجية وتشارك فيها اكثر من باخرة ـ حفارة تتمتع بالخبرة في مجال التنقيب عن النفط والمعادن في قيعان البحار. وستوظف الشركات المساهمة أكثر من 15 مليون يورو في المشروع الذي يستمر لثلاث سنوات.

وذكر كريستيان بروكر، من شركة «ري فيه» الألمانية للطاقة المساهمة في المشروع، أن فريق العمل سيضرب عصفورين بحجر؛ إذ سيجري البحث عن إمكانية استخراج الثلج الحار من «مناجمه» تحت قاع البحر وبحث إمكانية إحلال غاز ثاني أوكسيد الكربون بشكل مركبات كربونية محله.